مسرحية “سرقة مجلس القضاء”

أظن أن على المسرحيين المحترفين و المبتدئين وممن هم أعناقهم طويلة في المسرح أن يعترفوا أن كل ما قدموه و يقدموه لأبي الفنون لم يرقى إلى مستوى نسج مسرحية مركبة تركيبا كاملا مثل تلك التي نسجها البعض لدى سرقتهم ملفات فساد من مجلس قضاء الجزائر. فأن تصل مسرحية كهذه أن تضحكنا على أنفسنا بدل أن نضحك نحن منها لهو الفن بحد ذاته !.

لا أدري أي عنوان يصلح لتلك المسرحية و لا أدري بالأحرى إلى أي مفرغة من المفرغات التي تعوّد المواطن أن يرمي فيها “البهدلات اليومية” يمكن أن أضيفها. فهي و إن كانت تنتمي إلى ما يصطلح عليه “الفساد” إلى أن الفساد بحد ذاته لو نطق لكركبها بعيدا عنه، لا تشبه أي قضية أخرى أصابنا منها الغم حتى باتت من محطاتنا اليومية التي نمر عليها مرور الكرام من دون أن يستقر لها المقام في عقولنا، حتى أصبح المخ الجزائري لا يحلل و لا يقدم و لا يؤخر في قضايا الفساد، تعايش معها كالوباء الذي يصيب الجسد فيصبح مع الوقت شيئا عاديا.

لم أغضب من هذه السرقة كما يجب أن يحدث، و لا أظن أن أحدا فعل ذلك.. قد يغضب الجزائري و يصل به الأمر حد النرفزة العصبية التي تقضي على أحد شرايينه إن خسر المنتخب الوطني مباراة في كرة القدم، لكن أن يفعل ذلك هنا فهو بلا شك ما لن يحدث.. لذا، أستغرب حقا من التبريرات التي قدمها و يقدمها القائمون على قصور العدالة في الدولة، فسواء كان السارق حسبهم نائما و نسج في أحلامه سرقته تلك التي نفذها بعد أن استيقظ. أو أن السارق نفذ سرقته تلك على طريقة السينما الأمريكية، فالأمر بالنسبة للمواطن البسيط سيان.. “ما يدي ما يجيب”.. لذلك نصيحة لمن تنفذ في حق قطاعاتهم سرقات كبيرة.. “سكتونا برك يرحم باباكم”.

شاركنا رأيك

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s