ماذا أريد أن اكتب؟ ولماذا أريد أن اكتب؟, أسئلة تحيرني قبل أن ارفع قلمي لأفعل ما يريده شيء ما بداخلي… أن اكتب, اكتب وفقط عن كل شيء وبكل شيء.
لماذا تريد أن تكتب؟ أنت تعرف أن لا احد يهتم, لا احد يقرا, القراءة مهنة رخيصة هذه الأيام, إنها لا تأكل خبزا… لا احد سوف يقرا, لا احد سيسمع.
ويعود إلي هوسي كما يعود عزازيل إلى هيبا مطالبا إياه بالفصح عما جرى ويجري له في رواية يوسف زيدان … واكتب بشدة عن هذا الحي البائس الذي ينفث سمومه, عن هذه الأرض الطاهرة الملوثة , عن هذا البأس الذي يملؤ وجوه الناس, هذا البأس الذي يحتم علينا أن نستسلم , نستسلم لكل شيء وفقط, نجاري الأحداث و نعش كما يعيشون, نعش بكل رغبة في العيش إلى آخر نفس منا, نعش وفقط, العيش هو كل ما يهم …. استسلم بكل ضعف إلى ضوضاء الحي ومشاغله التي لا تنتهي, الفقر, التخلف, المخدرات, الموظفين الفاسدين, العاهرات هنا وهناك يرسلون قبلة في الهواء لكل المارين… بين كل هذا احتاج لأكتب… اكتب بشدة.
لا شيء جميل بهذا الحي سوى اسمه” حي الأمير”, لا اعرف من أطلق عليه هذا الاسم, لكنه حتما ارتكب إجراما بحق تاريخ رجل عظيم.
الصداع يؤلمني وجميع أطرافي…المطر يتساقط و البرد شديد , أنا محتم هنا و راسي يؤلمني , أحسني مقيد , أكثر ما يثير سخطي هذا البرد, مدينتنا الموبوءة لم تحتمي حتى من البرد… شردت أطفالها ونسائها ورمتهم قبالة خط الجليد… سيقتلنا خط الجليد… نعيش كفئران خائفة في هذا العالم الموحش, نعيش في كهوف رهيبة في هذا الحي البائس, نقاوم من اجل العيش, لا شيء آخر يهم, أن نعيش وفقط هو كل ما يهمنا, أن نحقق لذة الوجود بان نعيش لأطول فترة ممكنة , و المستقبل , المستقبل بالنسبة لنا هو أن نعيشه, لا يهم كيف يكون, المهم أن نصله كي نستلذ بأنفاسنا فيه … هذا كل ما نريد.
لسوء الحظ فإن غالبية أحياء بلادنا تشبه هذا الحي لكن “واش يدير الميت في يد غسالو” يجب أن تعايش مع الوضع، وكما قلت نطأطا رؤوسنا ونمشي
* أكتب فأنا هنا لأقرأ ما تكتب
السلام عليكم
كأنك تعبر عما يجول بخاطري
رغبة بالكتابة تجعلني اشعر بألام في الرأس
والباقي قد ذكرت تفاصيله في تدوينتك
كنت هنا دوما وسأبقى
سلاموووو
حين تحتبس الكلمات في أفواهنا … تصبح جيشا من المداد يغزوا الورقة البيضاء يحيل بيضها سوادا ..سواد المجتمع الذي نتنفس هواءه
السلام عليكم
أعجبني كثيرا مقالك ..
جميع أحيائنا هكذا .. و كما قلت أن كب ما يهم الإنسان هو أن يعيش وفقط .. فأنا أوافقك هذا
بارك الله فيك أخي .
تحياتي
أهلا ،، يبدو أنك قلق ،، لكن أقول لك لا تقلق فكل هذا يعود إلى فصل الشتاء 🙂
شكرا لك على التدوينة الرائعة …
أخي قادة لا تيأس
فإن أشد ساعات الليل سوادا هي تلك التي قبل طلوع الفجر فلربما سننهض ببلدنا من جديد
أخي لا تكتفي فقط بالكلام هنا صحيح تكلم لكن غير إفعل شيئا من شأنه أن ينقض العوائل من البرد فأن تشعل شمعة في الزمان خير من أن تسب الضلام ألف مرة
تحيت أخو وابن بلدك أيوب ……
لا شيء جميل بهذا الحي سوى اسمه” حي الأمير”,
لا اعرف من أطلق عليه هذا الاسم,
لكنه حتما ارتكب إجراما بحق تاريخ رجل عظيم.
جميل
كنت أقول نفس الكلام قبل سنوات فقط، فأعود لأقول أن هذا قضاء الله الذي اختار لنا ان نعيش هكذا.. لكن بعد سنين، أقول أن يد الانسان يمكن ان تفعل الكثير اذا كان صاحبها انسان شريف ويؤدي أمانات الشعب إلى الشعب.