حلقات …

هي حلقات دائرية كثيرة العدد من الفضوليين و المؤمنيين و الشغوفين و المنغصين بل وحتى النشالين , في وسطها رجل او امراة غالبا ما يكون ذا لباس تقليدي هش ” جلابة” وقبعة بجانبه محفظة موضوع بداخلها مجموعة من التمائم او العقارات او الادوية المنعدمة المصدر و الاستعمال او حتى الافاعي كالتي يستعملها الهنود في انتشال اموال السياح … انها حلقة السوق الشعبي.

الحلقة هي عبارة عن مجموعة من المواطنين يجتمعون في شكل دائري حول شخص يدعى بالشيخ  يقوم بلمهم عن طريق الكلام العجيب الذي يحول صداه رؤوس المتسوقين الى ناحيته , اوعن طريق الموسيقى الخاصة بذاك النوع الا وهي الغايطة او القصبة” نوع من المزامير ” تتعبها الحان شعبية تلهم الناس فلا يجدوا بدا من الالتفاف نحو هذا الشيخ الذي يبدع في التاثير الى درجة انتشال الاموال من الجيب بطريقة لا شعورية, وكما قد يكون صاحب الحلقة واحدا فان الامر يتعدد كذلك حينما تكون الحلقة حلقة موسيقية …

المواضيع التي تطرح فيها بحسب الشيخ  كثيرة تتنوع بين التداوي و القضاء على امراض مزمنة كالسكري و الكبد و السرطان و البرد …الخ او حكواتية او اجتماعية كتلك التي يتطرق فيها الشيخالى مشاكل المجتمع وهمومه و القضايا الساخنة التي تحدث فيه بطريقة ساخرة . البعض منه يدعي قدرته على شفاء الناس من الامراض ولا يتوانى المنخدعون بالتصديق فيجربون الدواء الذي يصفه لهم  ” الشيخ” سواءا كان عقارا او تميمة او عن طريق “الاحاء الرباني” او غير ذلك, و الغريب في الامر ان جل من يجربون يحسون بالرضى عن ذلك فلا تنتهي شكوى الشاكين الى سي الشيخ عن الامراض التي لحقت بهم حتى اني ذكرت في تدوينة سابقة ان احدهم ادعى ان له مضاد فيروس انفلونزا الخنازير .

يجمع اولئك الذين يسيرون الحلقات او الشيوخ اموالهم بطريقة يسود فيها خداع الناس في غالب الاحيان , لذلك هم يتخذون من الاسواق الشعبية مقرا لهم بسبب كثرة الجهال و الاميين عليها و وجود غالبية الفقراء و الذين يبحثون عن ارخص الامور لاقتنائها و بالنسبة لشخص فقير فان عقارا ب20 دينار يقول الشيخ انه يشفي مرض الروماتيزم افضل بكثير من الذهاب الى الطبيب ودفع 1000 دينار للفحص من غير تكلفة الدواء.

وتعد هذه الحلقات من الثقافات الراسخة في المجتمع المغاربي و التي تدعوا للجهل و التخلف من دون آثارها السلبية الاخرى كالدعوى للمجون و الانحلال الخلقي و التصرفات الشاذة.