قلت في تدوينة سابقة أن الأفلام الأمريكية تصدمني، حسنا ليس بمعنى الصدمة التي تضر و لكن تلك الصدمة التي تجعلك تقف لحظات لتقول.. واو. نعم هذا ما حصل معي و أنا أشاهد هذا الفيلم perfect stranger ، إنه يصور لك وضعا قائما في البداية حتى لكأنك تستطيع تخيل نهاية الفيلم، ليصدمك كاتب السيناريو بعبقريته قائلا لك.. لا ليس كما ظننت يا صديقي فتتغير لك القراءة و تظن للمرة الثانية أنك على الخط الصحيح قبل أن تجد الأمواج قد لعبت بك من جديد.. المهم كم ستخطأ كثيرا لتصل إلى الحقيقة في الأخير و التي تبقى مفتوحة على حقائق أخرى أو فرضيات.
بطلة هذا الفيلم صحفية تحاول نشر قصة كبرى لها لكنها تقابل برفض نشرها من طرف الصحيفة، فتلجأ إلى العمل على قصة أخرى، إنها قصة فتاة التقت بها كانت تواعد رجل أعمال ثري و أرادت أن تفضحه فسلمت بعض الرسائل الالكترونية للصحفية. لكنها سرعان ما تتعرض للقتل وهنا تبدأ العمل للتحري حول رجل الأعمال المشتبه به في قتلها رفقة صديقها الذي يساعدها على بناء هوية الكترونية لها و مساعدتها على اختراق حسابات رجل الأعمال.. تتعقد الأمور لينكشف للمشاهد أن المشتبه به في القتل قد لا يكون رجل الأعمال و إنما صديقها.. لكن في لحظة ما يعود بنا الكاتب إلى الفرضية الأولى التي تقول بأن رجل الأعمال هو القاتل.. تفضحه الصحفية و يمر أمام المحكمة و يحكم عليه.. ولكن، انتظر لم يكتمل الفيلم بعد. صديق الصحفية يكشف أمور أخرى فيزور بيت صديقته و يجلس قربها و يحكي لها مطولا عن لغز الجريمة الذي شاركا في حله و الذي لم يكن المجرم فيه سوى الصحفية نفسها.. صدقوني هنا ستقولون واو كبيرة. صديقها الوفي سيبتزها لكنها تغرز سكينا كبيرة في قلبه و تتصل بالشرطة لتلصق به تهمة قتله الفتاة الأولى ثم محاولة قتلها… و الغريب أن ارتكابها الجريمة الأولى نتج عن محاولة مداراة جريمة ارتكتبها و أمها حين كانت صغيرة و قد كانت الفتاة التي قتلهتا شاهدة على فعلتها تلك.. وهنا يمكن القول انها نجت من العقاب من ثلاث جرائم .. لكن قبل أن ينتهي الفيلم، هناك في البعيد من أمام نافذة، رجل شاهد عملية القتل الثالثة ليرفع بعدها ستار نهاية الفيلم.