خير لكم الا تظهروا …

DSC_0077_572359375

مع احترامي لكل الديانات بدءا بالاسلام الى عبادة الابقار فانا شخص مسالم حقا . ولكن عندما يتعلق الامر باليهود فلا ينتظر مني احد ان اظهر تعاطفي او تسامحي , اذ انني لمجرد رؤيتي لشخص ذو ظفيرة يرتدي قبعة سوداء على وجهه لحية اشعر بغريزة الانتقام ولا تسالوني لماذا ؟ .

في عام 2005 اتت طائفة يهودية للجزائر في زيارة رسمية اظنها الاولى من نوعها الى مدينة تلمسان  لزيارة مقبرة قباسة وهي مقبرة يهودية يرقد بها الحاخام  افراييم بن كاوا , وكذلك من اجل استعادة رائحة الذكريات التي قضاها اليهود في هذه المدينة العريقة ابان الاحتلال الفرنسي يوم كانوا من اشد المساندين له . يعرف الكل ان الجزائريين اناس ” مشي نورمال” حينما يتعلق الامر باليهود لذلك وفرت السلطات مجموعة كبيرة من حراس الامن لمراقبة الوفد , و كانت هذه محاولة ناجحة في جلب الانظار .

قبلها بحوالي الست سنوات افتتحت منظمة الرورتاري اول فروعها بالجزائر ليتضاعف العدد الى مجموعة من النوادي تشمل اكابر مدن الجزائر , تزامن هذه الانفتاح على هذه المنظمة المحسوبة على الماسونية العالمية التي يديرها اليهود مع مجيئ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الى السلطة . السؤال المهم ما هدف هذه المنظمة القبيحة من وجود فرع لها بالجزائر الا تقريب اليهودي من الجزائري واقناعه بطيبته  و مودته للعالم العربي و للجزائر مثلما يحدث في مصر و الاردن .

اليوم صار لليهود ممثلية باسمهم بعدما اعلن ممسؤول رسمي عن ذلك , ويحق لهم من اليوم العمل في اطار قانوني , اي بصفة رسمية ومن دون اعاقة من السلطة . الممثلية يراسها روجي سعيد و هو يهودي كان يعمل بصفة غير رسمية قبل ان تصرح السلطة الجزائرية باعطاء ترخيص لممارسة الديانة اليهودية و عملهم بكل حرية في اطار قانوني .elkhabar--juif

تعتبر الجزائر من بين اكثر الدول العربية حساسية اتجاه الملف اليهودي وذلك جراء خشية هؤلاء من العصبية المفرطة للجزائريين تجاه دولة بني صهيون , لكن هل قرار السلطة الجزائرية قرار صائب ؟ من وجهة النظر المنطقية الخالية من اي اعتبارات دينية او تاريخية فالقرار صائب فكما يحق للمسيحيين ممارسة ديانتهم بكل حرية و انشاء جمعيات التبشير يحق كذلك لليهود , لذلك يمكننا القول ان السلطة الجزائرية لم تخطأ ابدا وهذا مشروع لاي كان . لكن من الوجهة المنطقية لو ادخلنا الحسابات التاريخية و الدينية و الثقافية فان القرار مخطأ مذل للشعب بكثير مما قد يتوقعه اي شخص , فبعيدا عما اذا كان دولة بني صهيون تسلب ارض فلسطين فان اليهود الجزائريين هم آخر من يجب ان يكون على هذه الارض , فلا الشعب ينسى و لا التاريخ ان هؤلاء هم السبب في دخول جحافل الجيش الفرنسي الى الجزائر عام 1830 بمساعدة من التاجرين اليهوديين بوشناق و بكري  , وطوال فترة الاستعمار وقف اليهود الى جانب الفرنسيين في القضاء على الهوية الجزائرية وكانوا من اكثر العملاء الذين تعتمد عليهم السلطات الفرنسية في الفتك بالشعب . اضافة الى موضوع فلسطين الذي يشكل الحلقة الابرز في العداء لهؤلاء حتى ولو كانوا على غير علاقة بالصهاينة . لذلك يشكل قرار السلطة غباءا و خيانة للتاريخ البلد ومسامحة لهؤلاء على افعالهم .

يبقى اليهود متخوفون من الظهور علانية في المجتمع الجزائري , لكن ربما قرار السلطة سيوفر لهم الحماية التي كانوا يسعون اليها … انا اوافقهم الراي , عليهم الا يظهروا بشكل علني حتى ولو منحتهم السلطة الف اعتماد … لانهم سيشهدون ما لن ينساه التاريخ مثلما نحن شهدناه.