” ان البرقع ليس دليلا على التدين … انه دليل على استعباد النساء وخضوعهن”
التعليق اعلاه ليس تعليقا لمواطن عادي او شخص جاهل بالاسلام او يهودي متطرف , انه تعليق لرئيس دولة اوروبية يعيش على اراضيها ازيد من 6 مليون مسلم يشكلون 10% من مجموع السكان, انه تعليق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ساركوزي قال عن النقاب انه رمز للاستعباد ورمز لخضوع المراة و انعزالها عن المجتمع ودعم قرار البرلمان بانشاء لجنة تحقق في الموضوع لسن قانون يمنع النساء من ارتداء البرقع على اراضي الجمهورية العلمانية يوم الاثنين الماضي من قصر فرساي.
كلام لا يمكن ان يصدر الا عن شخص متزمت التفكير , متطرف فمن هذا الذي يقول كلاما مماثلا عن اعظم دين على الارض , البرقع يستعبد النساء , صراحة ان الرئيس الفرنسي قليل الادب وان تصريحاته في غير محلها دوما ودوما تتصف بمعاداة الاسلام و التضييق على اهله في بلد الحريات , ولا عجب ان القول ما بقى للاسلام اهله حين يجرأ رجل بحجم رئيس دولة ان يقول كلاما كهذا , واستغربت كثيرا من الاعلام العربي الذي تعامل مع هذه القضية ببرودة كبيرة وكأن الامر لا يعنينا نحن المسلمون , فمن الجرائد التي خصصت ثمن صفحتها الاخيرة للتعليق على الموضوع الى القنوات التلفزيونية التي ما اردات على ما يبدوا ان تخسر جزءا من مشاهديها وهو ما لا يمكن ان يحدث ابدا الى المواقع و المدونات الالكترونية التي رددت كالببغاء كلام هذا المتعصب لكل ما هو اسلامي .
الكلام الذي صدر عن ساركوزي لا يجب السكوت عن ابدا , فهو قبل ان يسيئ الى المراة المسلمة يسيئ الى الاسلام فالقول ان النقاب استعباد هو القول بحد ذاته ان الاسلام يستعبد النساء بعيدا عما اذا كان الشرع يقتضي بالمراة ان تلبس النقاب أو غير ذلك , فتصريح ينم بالسوء للاسلام يمكن اعتباره اساءة للاديان. وصراحة اعيب كثيرا ماذهب اليه بعض الفقهاء المسلمين من وراء هذه القضية حينما اشار شيخ الازهر الى ان قرار فرنسا وضع داخلي ولا يجوز لنا التدخل فيه وان البرقع ليس لزاما على المراة المسلمة ارتداؤه, وهو نفس ما ذهب اليه عميد مسجد باريس دليل بوبكر الذي قال انه يرى في قرار ساركوزي العلمانية الفرنسية وان البرقع غير واجب على المسلمات في رؤيته لاسلام معتدل . ولربما يجهل السيد بوبكر ان العلمانية الفرنسية مطبقة فقط على المسلمين وان ما من غير المسلمين يمارسون ديانتهم بكل حرية فاليهود بلبسون الطاقية و الراهبات المسيحيات لا يكشفن عن اجسادهن ابتغاء مرضاة العلمانية التي تسير عليها فرنسا و التي لا يراها ساركوزي الا حينما يتعلق الامر بالمسلمين.
لم يفهم البعض ربما او لم يستسيغوا ان قرار ساركوزي له ابعاد اخرى اكثر من كشف المراة المسلمة وجهها وان حربه التي يخوضها ضد الاسلام لن تتوقف عند ذلك القرار وما اوجد له السبل التي يكمل بها مخططه سكوت الانظمة العربية او ما يمثلها من فقهاء خصوصا لدى دول المغرب العربي التي تعرف علاقة خاصة مع فرنسا وان اغلب الفرنسيين المسلمين هو من اصول مغاربية .
اتفهم كثيرا ما يحاول البعض قوله من ان النقاب ليس رمزا للدين الاسلامي ذلك ان الشرع لم يملي على المراة ارتداء النقاب , ولكن لو نرى الى واقع المنقبات في فرنسا فهن يحسبن على اصابع اليد الواحدة ورغم ذلك اثارت الحكومة الفنسية الموضوع وكانه يتعلق بامنها القومي , وهنا ندرك ان في الموضوع إن , فساركوزي من خلال اساته التعبير عن النقاب لايريد بالضرورة تعليمنا ان ديننا لا يجبر المراة على ارتداء النقاب فنحن اعلم منه بذلك ولكن يريد ان يصنع بعض المنطلقات التي تخول له و للحركة المعادية للاسلام ضرب الاخير بموجب اتحركات سابقة.
لمشاهدة الفيديو الرجاء الضغط على الرابط التالي ساركوزي و النقاب