عدم التأهل حتى إلى كاس إفريقيا مرتين متتاليتين لهو الضعف الشديد بحد ذاته ولكن الرجوع بعد عامين والتأهل ليس لكاس إفريقيا وفقط وإنما للمونديال لهو المعجزة بحد ذاتها… لم اصدق ليلة أمس و الحكم السيشيلي يصفر معلنا عن نهاية المقابلة التي جمعت بين منتخبنا و المنتخب المصري , أطلقت أمي زغرودة و طرت أنا إلى الشارع على أصوات المجانين من أمثالي الذين خرجوا بالآلاف في اكبر فرحة منذ62 , لم نعش فرحة الاستقلال و لا فرحة مونديالي 82 و 86 لكن هذه المرة عرفنا حقيقة ما معنى فرحة الاستقلال وفرحة التأهل لكأس العالم …
أن تتأهل للمونديال ليس هينا أبدا وان تتأهل على حساب المنتخب المصري ليس أبدا بالسهل , المونديال له طعم و التأهل على حساب منتخب مصر له الطعم الخاص لأنه بكل صراحة منتخب عظيم وقوي وكبير . هل نقول أن الحظ كان معنا أم دعوات الملايين أم العدالة الإلهية التي قال عنها حفيظ دراجي إنها أنصفتنا … لن نقول أن المصريين ظلمونا في بلادهم مرتين حينما ضربونا وحينما اتهمونا بضرب أنفسنا !!! ولكننا سنقول مبروك للجزائر و للعرب وللمصريين كذلك الذين بدون شك سيتعلمون من هذه الواقعة كثيرا وهم الذين كانوا يرددون يوما كيف لبطل إفريقيا مرتين أن يخسر المونديال أمام المنتخب الذي لم يشارك في أمم إفريقيا مرتين ؟.
الجزائر إلى المونديال بعد 24 سنة من الانتظار , بعد صبر طويل وكبير ونحن الذين كنا نشاهد منتخبنا قبل ثلاث سنوات أو أقل وهو ينهزم أمام اصغر الفرق و أضعفها …. صحيح أن الكبير يبقى كبير ولو دار عليه الزمن.
ما صار في الأيام الأخيرة من اتهامات وافتراءات و فتن سببها الإعلام , القنوات المصرية الفضائية و الجرائد الجزائرية … يؤسفنا جدا أن إعلامنا مجرم بكل ما لكلمة الإجرام من معنى , نحن الشعوب غوغائية و عاطفية وعقلها صغير ولو لم نكن كذلك لما بيعت جريدة واحدة وما شوهدت قناة واحدة… الإعلام هدفه الأول والأخير من هذه المباراة كان الربح ولاشيء غير الربح لذلك استغل المباراة الكبيرة في دفع الشعوب للتقاتل من اجل كلمة من هنا ومن هناك …
ألف مبروك للجزائر وللمغاربة, وان شاء الله نشرف العرب في المونديال …