رمضان بلا “رمضان القراءة”

رمضان القراءة

في الموسمين السابقين من شهر رمضان المعظم اعتدنا في مدونة قرأت لك أن نقيم مسابقة خاصة بالقراءة، أطلقنا عليها اسم “رمضان القراءة”. وربما أجمل ما فعلناه في الموسم الثاني للمسابقة أن اشتركنا في إقامتها مع بعض الأصدقاء من مدوني المغرب الشقيق، من مدونة أمة إقرأ تقرأ. وللحق كانت المسابقة متعبة بعض الشيء، بسبب غياب رؤية واضحة لها وغياب الدعم الذي يعتبر القلب النابض لأي مسابقة كانت. لكن رغم ذلك أقمناها مع إمكانياتنا البسيطة وما كنا نملكه من كتب وما تبرع لنا به البعض فكان هناك مشاركون كثر وفائزون وأرسل لنا البعض رسائل صادقة يعبرون فيها عن فرحتهم وهم يتلقون جوائزهم التي لم تكن سوى عبارة عن كتب، ولكنها بالنسبة لمن يهوى القراءة هي أفضل ما تكون من الجوائز.

لرمضان من هذه السنة، كانت في رأسي الكثير من الأفكار حول مسابقة أكبر،  مسابقة لا تقتصر فيها المشاركة على الجزائر أو الجزائر والمغرب كما حدث خلال النسختين الماضيتين، بل تعمم على جميع  الدول العربية. وكانت فكرتي في ذلك الإعتماد على متجر الكتروني خاص بالكتب ليختار منه الفائزون ما يريدونه من كتب خلافا للطريقة التقليدية التي تقتضي عرض عناوين على الفائزين قد لا يرغبون فيها أو قد يرغبون في غيرها من الكتب المعروضة التي يحصل عليها فائز آخر. لكن تحقيق ذلك لم يكن سوى بطريقة واحدة، وهو الحصول على دعم مالي كافي لشراء الكتب من متجر الكتروني يقوم بإرسالها إلى الفائزين لأي منطقة عربية. ولن أكون صادقا إذا قلت أنني اجتهدت في البحث عن ممولين، لم أفعل ذلك. بقي كل ما خططت له بشأن المسابقة حبرا على ورق، حتى أنني لم أستشر الأصدقاء ممن نظموا معي النسختين الماضيتين في الأمر.. تكاسلت عن ذلك.

الأمر الآخر الذي شغلني بعض الشيء عن ذلك هو عملي في مجال الصحافة، ورغم أني أشتغل كثيرا في الصحافة الثقافية وهو الأمر الذي من المفروض أن يقربني أكثر من هكذا مشاريع ثقافية على بساطتها، إلا أنه كان عكس ما توقعت، أحتاج إلى تفرغ أكبر مع ما يحتاجه الأمر من متابعة يومية.

أقول ما قلت لإحساسي بأني فرطت في هذه المسابقة الوليدة التي كنت أتمنى لها أن تتواصل وأن تكون تعبيرا بسيطا عن حبنا للكتاب والقراءة.. كما أتمنى من كل من شارك وتمنى أن يشارك معنا في هذا الموسم، أن ينتظرنا الموسم المقبل.. فقد يحصل بتوفيق من الله أن ننطلق انطلاقة جديدة.