حينما شاهده للمرة الأولى كان يلعب الكرة في الشارع، مر من أمامه يحمل جريدته اليومية التي اعتاد أن يقرأها في المقهى. قبل أن يسمع صوته الرقيق ..عمي، عمي… ما عليش تعطيني ذاك الجورنال؟..
تفاجأ لذلك الولد الصغير الذي يبلل العرق ثيابه و الذي ترك أصدقاءه يلعبون الكرة بينما لحقه ليطلب منه جريدته..
ناوله الجريدة بينما يداه تداعب شعره، قبل أن ينطلق الفتى فرحا.. كان عليه أن يأتي بنسختين، تمنى في نفسه، لكنه كان سعيدا..
في اليوم الثاني، نفس الموقف.. لكن هذه المرة لم يكن الفتى يلعب الكرة، كان يقف على طرف الطريق، حينما رآه قادما، اقترب منه.
عمي تعطيني جورنال؟.. ابتسم من هذه الجرأة التي تجعل طفلا صغيرا يرتبط بجريدة!. بحب ناوله إياها و انصرف، عازما في المرة القادمة أن يشتري منها نسختين.
في اليوم الثالث، تكرر الموقف، صباحا حيث كان ذاهبا إلى المقهى محملا بعلبة سجائر و جريدة، استوقفه الفتى، و قبل أن يطلب منه شيئا، ناوله الجريدة, بينما كانت يده الأخرى تخفي نسخة منها خلف ظهره..
في ذلك المساء و بينما هو يتجول على الكورنيش لمح الفتى خلف طاولة صغيرة بينما مجموعة من الناس تلتم حوله، تقدم ليرى ما الذي يحدث.. شاهده خلف طاولة تحمل مجموعة من كورنيات الكاوكاو المغلفة بورق الجرائد.. نظر إلى الفتى بتعجب!.
نظر إليه الفتى.. عمي، كورني كاوكاو؟.