خيبة طريق العدو

LA voie de l'énnemi3

فوت قبل يومين على نفسي مشاهدة فيلم “طريق العدو” لمخرجه الجزائري رشيد بوشارب في أول عرض له بقاعة سينما المقار بالعاصمة، والأمّر أني فوت على نفسي مشاهدة ممثلي الفيلم الذين جاؤوا خصيصا لحضور عرضه الأول. من بين أولئك الممثل الأوسكاري الشهير فوريست ويتكر، الذي شددت على أصابعي ندما لأنه فاتني أن أراه وجها لوجه، صدقوني هذا لا يحدث أحيانا حتى في الأحلام.
ما حصل أن الوقت لم يكن في صالحي لحضور الفيلم مع كثرة الأشغال، حاولت أن أحضر، أن أؤجل شيئا ما من هنا وشيئا من هناك قبل أن أستسلم في الأخير للظروف التي وقفت أمامي غير عابئة برغبتي الكبيرة في أن أطل مجرد إطلالة على تلك الوجوه التي تصنع الكثير من أحلامي من خلف شاشة التلفزيون. استسلمت في الأخير واستقرت شبه دمعة خيبة مريرة على مقلة عيني.. صدقا يستحق فوريست وبقية أبطال الفيلم أن يتخلف الواحد عن جميع التزاماته ويتخلى عن جميع انشغالاته من أجل رؤيتهم وجها لوجه.. لكن ما حدث قد حدث، أنا حزين لذلك رغم محاولتي مواساة نفسي لهذه الخسارة.

فيلم enemy way أو طريق العدو الذي تم عرضه الشرفي الأول وحضره مجموعة من ممثلي الأدوار الرئيسية هو آخر أفلام المخرج الجزائري المتألق رشيد بوشارب الذي عمل على أفلام كبيرة سابقا كفلمه “خارجون عن القانون” الذي أحدث ضجة قبل عامين في مهرجان كان ورشح للأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. وقد حضر عرض هذا الفيلم زيادة على فوريست كل من ألين بورشتاين التي سبق لها الفوز بالأوسكار كذلك والنجم البورتوريكاني (هل هكذا نقول عن أحدهم من بورتوريكو !) لويس غوسمان وغيرهم. ومخرجه كذلك الذي جدد بهذا العمل دخوله السينما العالمية من أبوابها الواسعة.
لم أعرف إلا مؤخرا بأن الفيلم سيعرض في الجزائر، على الرغم من أنه يعرض لأول مرة بالتزامن مع مشاركته في مهرجان برلين السينمائي الذي تجري فعالياته حاليا بالمانيا. أعتقد أني فوت على نفسي فرصة كبيرة لمشاهدة ممثلين حقيقيين من أمريكا، لم يكن يهمني مشاهدة الفيلم الذي سيعرض مرة أخرى شهر ماي المقبل، بقدر مشاهدة فوريست وأصدقائه، لا أتصور  شعوري وأنا أشاهد فوريست ويتكر وجها لوجه.. !!. أقصد بأي وجه له كنت سأراه، إنه يرتسم في رأسي بعديد الأوجه من أدواره السينمائية المتعددة.
هذا العمل السينمائي الجديد لبوشارب مقتبس من فيلم “two man in town” لمخرجه الإيطالي خوزي جيوفاني الذي أنتج العام 1973 ويحكي طوال مدة 117 دقيقة قصة رجل يدعى وليام غارنيت وهو مجرم سابق يخرج من السجن بعد ارتكابه لجريمة قتل ويعتنق خلال قضاء محكوميته في السجن الدين الإسلامي، لكنه يعيش صراعا نفسيا داخليا بعد محاولته بناء حياة جديدة وتعرضه لمضايقات من مامور الشرطة (هارفي كيتل) و زملائه السابقين.
لا أعرف حيثيات الفيلم الدقيقة أو كيف عالج بوشارب نظرة الأمريكي للأمريكي المسلم، لكن هذا الموضوع بالضبط أخذ بتكاثر مؤخرا في السينما الأمريكية، بخروج عديد الافلام التي تتناول حياة المسلمين والتحديات التي يجدها بعضهم في التواصل مع بقية الأمريكيين. يبقى الحكم على الفيلم بعد مشاهدته وكذا بعد ما سيحققه في المهرجانات السينمائية التي يسيشارك بها على الرغم من اعتقادي دوما بأن الحكم على جمالية الفيلم تبقى للمشاهد وحده.

بالحديث عن فوريست الذي سترتسم في جوف قلبي غصة مريرة لتفويت رؤيتي له، شاهدت لهذا المبدع الكثير من الأفلام من بينها فيلم The Experiment الذي أدى فيه دورا رائعا لشخصيتين متناقضتين، هذا الفيلم يحكي قصة مجموعة من الرجال الذين يستغلون لحاجتهم للمال من أجل إخضاعهم لتجربة في مركز بهدف إجراء دراسة على سلوكات البشر. التجربة تعتمد على محاكاة سجن، حيث يؤدي مجموعة من الرجال دور السجناء وآخرين دور مسجونين وهكذا تتطور الأمور في محاكاة شبيهة تماما بالسجن قبل أن تتغير سلوكات الكل سجناء ومسجونين وتحدث اشتباكات وعنف بين الطرفين تؤدي إلى مقتل البعض وتمرد المسجونين على السجناء الذي يقودهم فوريست والذي يتحول إلى إنسان شرير بطبه في تعبير عن ما تمنحه السلطة للبعض من غطرسة وتعجرف. وقد شارك إلى جانب فوريست في هذا العمل أدريان برودي الذي مثل دور المسجون وجمعته علاقة صداقة نوعا ما ب”باريس” (الشخصية التي مثل دورها فوريست)، قبل أن تتحول تلك الصداقة إلى عداوة خلال التجربة التي دخلاها. ربما أكون أحرقت الفيلم لمن يود مشاهدته لكن الأكيد أنه فيلم ممتع من تلك الافلام التي لن تنساها بمجرد أن تنهي مشاهدتها.
إلى هنا سأكتب في مفكرتي أني فوت مشاهدة فوريست وأصدقائه و”إينمي واي” رشيد بوشارب ربما إلى فصل لاحق من هذه الحياة.

فنجان قهوة مع mbc max

فيلم عوالم رالف

الساعة 21:22
احتاج بشدة الى فنجان قهوة، في المطبخ حيث علبة النيسكافي المملوءة بُنا، بإمكاني صنع واحد.. لكن المشكلة كل المشكلة  في السكر.. لا يوجد سكر. لم يحن بعد وقت إغلاق محل المواد الغذائية في آخر الشارع، لكن الأمطار في الخارج تتساقط بغزارة، يكفي أن أسمع القطرات التي تتضارب على النافذة حتى ألغي من رأسي كل فكرة بالخروج وشراء علبة سكر. سأبقى هكذا مع رغبتي الكبيرة بتناول فنجان قهوة على أن أصاب بالانفلونزا.

تحدوني رغبتان أخريتان عارمتان لا يحلو معهما إلا ارتشاف فنجان قهوة، مشاهدة قناة mbc max التي أعشقها بشدة، أو تصفح النت، وبالضبط قراءة مدونات إنجليزية من تلك المحفوظة في مفضلات المواقع والتي تقودني كل يوم إلى اكتشاف مدونات جديدة بها ما بها من عوالم خاصة. مشاهدة الأفلام على الامبيسي ماكس دوما ما تنسيني في الوقت، متعة مشاهدة الأفلام التي تعرضها هذه القناة تقودني إلي أن أنغمس فيها إلى حد كبير خصوصا إن كانت تلك الأفلام من نوعية الأفلام التي أحبها، الدرامية والمشوقة أو الرومانسية. أنسى نفسي غالبا في مشاهدة فيلم أو حتى الذي بعده فأخسر بذلك ساعيتن أو ثلاث من دون أن أحس بهما بتاتا، احيانا اجدني انظر للساعة على هاتفي النقال فاجدها وقد فاقت منتصف الليل بكثير.
ماذا عن القهوة، قد لا تصدقون إن أخبرتكم أن رغبتي الحارقة في شرب فنجان قهوة لا تتعلق بارتشاف القهوة في حد ذاتها، إنها عادة غريبة بالسهر إلى جانب فنجان قهوة وفقط، ان اراه امامي، واتحسس مرة على مرة كي لا افقد تركيزي ويغلبني النعاس.

الساعة 21:54

قناة  mbc max تبث فيلم سبق وشاهدته لذلك انتقلت الى قناة فوكس موفيز، لأشاهد فيلما عنوانه the boy next door، قصة الفيلم عن جريمة قتل تقع في بلدة صغيرة بأمريكا وتحدث بعد أن تسافر إليها روائية مختصة في كتابة الروايات الغامضة، الفلم فكرته جميلة لكنه غير ممتع، الممثلين بدوا في أدوارهم جد بعيدون عن الاحترافية، المهم أنني اظطررت إلى إكماله فقط لأعرف من هو مرتكب جريمة القتل. الممثل الوحيد ربما الذي أعجبني في آداءه هو كوري مونتايث، الفتى الشاب الذي تعرفت علىه في السلسلة الشهيرة التي شارك بها “glee“،  قبل وفاته شهر جويلية الماضي.

فكرة هذا الفلم رائعة، لكن السيناريو في رأيي جد ضعيف، يظهر ذلك جليا في غياب أي تشويق زيادة على المشاهد المبتذلة التي تبين بوضوح مقصد شخصيات الفيلم التي قد يجد فيها المشاهد غرابة من حيث أنها تظهر الفيلم وكأنه فيلم هواة.

بالعودة الى الممثل كوري مونتايث، قوبلت وفاة هذا الممثل الشاب بكثير من الحزن في الوسط السينمائي الأمريكي وحتى العالمي، خصوصا بعد شهرته التي صنعها بمسلسل “غلي” الذي يجسد فيه دور مغني في المدرسة الثانوية، موته أعاد للأذهان وفاة الكثير من الممثلين في ريعان شبابهم بعد تحقيقهم لشهرة كبيرة، على غرار الممثل الاسترالي هيث ليدغر الذي توفي بعد اداءه لاعمال سينمائية كبيرة كان آخرها مشاركته في الجزء ما قبل الأخير من سلسلة باتمان. وكذا الممثلة بريتاني مورفي التي لعبت عديد الادوار السينمائية الناجحة في حياتها كممثلة في هوليود والتي لم أعرف إلا مؤخرا أنها توفيت قبل ثلاث سنوات كاملة. ولا انسى كذلك الممثل الشاب ساج ستالون  ابن الممثل الشهير سيلفيستر ستالون الذي توفي العام الماضي، والذي اشتهر من خلال دوره في فيلم “روكي 5″، حينما أدى دور “روكي جونيور”.

الساعة 23:29

انتقل الى النت، اسمع ستروماي واتصفح بعض المواقع والمدونات.
الساعة 00:09
أعود لإكمال مشاهدة فيلم كرتون كنت سبق وشاهدت مقاطع منه على النت. الفيلم عنوانه “حطمه رالف” -لا أعرف إن كانت هذه هي الترجمة الصحيحة ل wreck it ralph-، فيلم جميل جدا.. لا أخفي تأثري الشديد به من ناحية طرح الفكرة ومعالجتها. قصته عن “رالف المدمر” وهو شخصية كرتونية في لعبة شهيرة ظهرت في ثمانينات القرن الماضي يحاول التحول من شخص شرير إلى شخص طيب ونيل بعض الإحترام والحصول على ميدالية كتلك التي يحصل عليها بطل اللعبة فيلكس، الذي يقوم بإصلاح كل ما يدمره رالف في اللعبة. ولأجل ذلك يقوم بمغامرة للحصول على ميداليته ونيل رضا أصحاب العمارة التي دوما ما يقوم بتدميرها، فيخاطر باقتحام أجهزة أخرى في صالة الألعاب، من بينها لعبة أكشن أين يحصل بها على ميدالية ذهبية  لكنه سرعان ما يفقدها في لعبة أخرى للسرعة، وهكذا تبدأ قصته من البحث عن ميدالية إلى التحول إلى شخص طيب. في الأخير يحقق حلمه فعلا لكن ليس بالطريقة التي كان يتوقعها.. صانعوا هذا الفيلم أبدعوا بجد في في بناء عمل يقوم على سيناريو وفكرة بسيطة لكنها من العمق بما يجعل المشاهد بعد نهاية الفلم يسقط دموعا على خديه الإثنين، هذا الفيلم بالذات يذكرني بفيلم آخر شاهدته قبل مدة وكان هو الآخر رائعا، ربما أحكي عنه ذات يوم.

للمهتمين بامكانكم مشاهدة الفيلم على النت من هنا (حطمه رالف)

الساعة 02:00
أدردش مع صديقي أحمد على الفايسبوك وأعطيه رابطا للفيلم لمشاهدته.. أحمد مهووس بالتقنية والأفلام، خصوصا تلك التي تحمل في طياتها أفكار مبدعة، ساعتين بعد ذلك أرسل لي رسالة على الفايسبوك مفادها:

arwa3 film chouftou .. graaaaaaaaaaaaaaacias

الساعة 03:00
أنام متأثرا بفيلم رالف، الغريب أني ربطت بين شخصية بينيلوبي، الفتاة الصغيرة في الفيلم والتي تحاول جاهدة أن تحقق حلمها بالمشاركة في سباق سيارات وبين شخصية حقيقية أعرفها في الواقع.