في هذا العالم المليء بالأحداث الذي يفاجئنا كل يوم بالجديد و الجديد نجد أنفسنا شبه عاجزين عن مواكبته و الإحاطة بتطوره. اعتبر نفسي من الذين يشاهدون تغير العالم يوميا من دون أن ينووا مسايرته و خوض غمار تجربته, لماذا؟ , ربما انتظر أن يسقط على الوحي وهو أمر لن يحدث أو ربما انتظر أن يدعوني العالم لمأدبة عشاء يعرض فيها علي أن اخبره بمشاريعي وأفكاري وهو أمر كذلك لن يحدث.
لدي أفكار ومشاريع كما هي لدى الكثيرين على الأقل من أصدقائي و المحيطين بي لكن لا حياة لمن تنادي,مشاريع في الرؤوس فقط لا على الورق ولا هم يحزنون, لكن رغم ذلك أراها جيدة على الأقل للتطبيق وقضية نجاح ما نجاح يحددها مستوى العمل عليها. قبل حوالي 3اسابيع التقيت بصديق لي أثناء الدخول الجامعي وتفاجأت انه ملم بالتقنية إلى ابعد الحدود , كنت اعرف انه مهتم بالتقنية لكن ليس إلى الدرجة التي هو عليها من المعرفة, المهم عرض علي أن ننجز مشروع مشترك على الانترنت , فوافقت مبدئيا ولان فكرة كانت تجول في راسي عرضتها عليه ووافق وانطلقنا في تطبيقها ولربما ستظهر للوجود عن قريب إن وفقنا الله . الفكرة عبارة عن موقع اجتماعي يجمع المدونات والمدونين و المهتمين بالتدوين, طبعا الفكرة موجودة على النت لكنها ليست بالشكل الذي نسعى إليه, المهم بحثنا في النت عن المواقع الشبيهة ووجدنا بعضها وهذا ساعدنا على إضافة القليل من الخصائص للمشروع.
لا أريد الحديث عن هذا المشروع الرضيع لأنه سيأتي في وقته ولكن بعد تخطيطنا للفكرة ورسمنا للمشروع على الورق وانطلاقنا في العمل طيلة أسبوع بكامله وجدتنا نخطط لمشاريع أخرى ننجزها في المستقبل إن وفقنا في هذا المشروع, وجدتني اخطط واحسب حسابات واعمل على الفكرة وهو أول مرة افعل فيها هذا الشيء مع أي فكرة, أول مرة استعمل التخطيط بكل جدية وانطلق في العمل على الرغم من أنني من المستمعين الجيدين لمدربي التنمية البشرية كالدكتور إبراهيم الفقي و الدكتور طارق سويدان, أحس الآن بأنني كنت اظلم نفسي لأنني كنت أظن أن أفكاري لن يقدر لها الخروج إلى العالم , صحيح أن الفكرة لم تخرج للان لكن العمل عليها من منطلق أنها ستخرج للعالم يشعرك بأنك لست هامشيا وبان لك الكلمة … فقط اعمل, اعمل.
الآن بدأت أراجع كل أفكاري وأحاول صياغتها بنمط جديد وهو أنها تستحق أن ترى النور فالمشاريع الكبيرة انطلقت هكذا من عمر صغير إذن فلما لا نعمل ولما لا نأمل فلربما نكون ذات يوم من أصحاب المشاريع الكبيرة و الأفكار القيمة والإبداع الخاص