فاروق حسني ليس أسوأ من حكامنا

مع اقتراب ساعات انتخاب الرئيس المقبل لمنظمة اليونسكو تتزايد الآراء حول خليفة الرئيس الحالي الياباني كويشيرو ماتسورا . ومع وجود المرشح المصري فاروق حسني في سباق الطامعين في الجلوس على كرسي اليونسكو ومع انسحاب مرشح النمسا السيدة فريرو فالندر تتزايد التكهنات بفوز حسني بهذا المنصب المهم كما تتزايد معها حدة الاحتقان للرجل و يطرح التساؤل الذي يشغل بال الراي العام : هل يستحق فاروق حسني رئاسة اليونسكو ؟ . عند الكثير من النقاد من المثقفين و المراقبين و الفضوليين العرب فان حسني غير كفؤ لادارة هذه المنظمة العظيمة آخذين على الرجل مواقفه تجاه الكيان الصهيوني خصوصا بعد رسالة الاعتذار التي قدمها إلى إسرائيل بعد تصريحاته بحرق الكتب العبرية. وخلافا لذلك تماما نجد ان الحكومات العربية تؤيد مرشح مصر و العرب تأييدا كاملا.

يرى الكثيرون أن حسني إن فاز سيكون النموذج السيئ لرئيس هذه المنظمة آخذين على الرجل تصريحاته الاستفزازية و تلونه مثل الحرباء وعدم التزامه بأي مبادئ.

أظن أنه من عادتنا او من مبادئنا في هذا العصر ممارسة النقد و التجريح لا من اجل شيئ الا لذات الفعل . كان بامكان الكثيرين الذين يرون في حسني العار و الضعف في حصوله على رئاسة اليونسكو ان يدعموا المرشح العربي الاخر الذي كان بالامكان لو حصل على الدعم الكامل لاصبح هو الرئيس وانا اتكلم عن الوزير الجزائري الاسبق محمد بجاوي الذي انسحب قبل اشهر من المنافسة بسبب رفع الحكومة الكمبودية تأييدها عنه و التي كان مرشحا باسمها بعد ان رفضته بلاده التي ابتغت تأييد حسني في خطوة لجمع العرب على كلمة واحدة. بجاوي لم يجد من يسانده حتى الشعوب العربية قد رفعت اعينها عنه ووجهتها الى حسني منتقدة اياه على سياسته وبالتالي اعطائه فرصة اكبر للقعود على كرسي الرئاسة من حيث لا تعلم.

اننا نتحدث عن الزخم الاعلامي الذي يحظى به حسني , ونتحدث عن وسيلة من وسائل كسب التاييد في هذا العصر, ولكن طبعا جميع المبلبلين في سلة واحدة , اذ ان الرفض هو لمجرد الرفض فقط و ليس لان حسني ضد الحجاب او مع اسرائيل .

وفي مقارنة بسيطة بين اي شخصية عربية نظامية وبين فاروق حسني , نجد ان كلاهما تطغى على شخصيته حب المصلحة الذاتية التي لا تخدم الا النظام, لكننا لا نذهب الى حد رفض حاكم عربي مثلا وهو يحكم بلادا ويمارس على اهلها العدوان و الظلم , ونرفض حسني لانه سيحكم اليونسكو . اننا طبعا نخشى على حرق جميع الكتب و اعدام جميع الكتاب !!!

لست مع حسني و لاضده, لكن التعامل مع هكذا امور يجعلني اختار الصف العقلاني المصمم على هدف معين, لا صف البلبلة .