البعض قد نسي ربما ان اليوم هو عيد الاستقلال و الشباب و الذي من المفروض كجزائريين اشد ما نكون انتظارا لهذا اليوم من اجل الاحتفال بعيد استقلال بلادنا السابع و الاربعين. لكن الاّمر ليس هو النسيان وما اكثر النسيان في هذه الايام حتى بات لا يقدر الواحد منا على تذكر ما قد تعشاه بالامس ولكن الاّمر هو ذلك التنكر للعيد , الكثيرون الكثيرون لم يعودوا يحسون باي شيئ تجاه اي يوم مخلد لثورتنا المجيدة , تمر الايام و الايام وكانما لا حدث قد حدث و البعض من ذلك معذور . فالخطابات هي نفسها التي نسمعها في كل عيد , و المسائيل هم انفسهم الذين لا زال ابي يتذكرهم منذ ان وقعنا على استقلالنا بدمائنا, الورود هي نفسها التي توضع على قبر الشهيد و الافلام نفسها التي نشاهدها على اليتيمة ( القناة الاولى) , والزيف … الزيف يطبع كل شيئ.
الشباب لربما يجدون في هذا اليوم فرصة لا تعوض للحرقة ( الهجرة) , لانهم قد ملوا في الاونة الاخيرة من ملاحقة البحرية لزوارقهم التي تتحد الموت فالكل سينشغل بالمراسيم المزيفة و بالكلمات التي تلقى على مسامعنا منذ خروج آخر فرنسي من بلادنا … انها فرصة الشباب في عيدهم انها اجمل هدية قد يتلقونها .
بكل برودة وبكل سذاجة سيصعد مسائيلنا الى المنصة وسيذكرون في خطابهم كما العادة ” المجد و الخلود لشهدائنا الابرار ” , ثم سيضعون باقة ورد على قبر الشهداء , ثم سيقراون الفاتحة على ارواحهم الطاهرة , ثم ماذا؟ ثم سينصرفون الى عالمهم كل لما يخصه بعيدا تماما عن التمثيل ولو مرة بصدق عن مشاعر الحب و الاخلاص للشهداء ولهذا الوطن الغالي .
هل نتنكر لتاريخنا؟بالاحرى من يتنكر للتاريخ ؟ هل اولئك الشباب الذين يفرون الى الجنة المزعومة مخاطرين بارواحهم من اجل العزة و الكرامة التي جلبها اباؤهم على بركة دماء , ام هم اولئك الذين قرفت اعيننا من تغطرسهم الطاغي على كل شبر من اراضينا , اولئك الذين رفض الموت ان يخطفهم كانه يريد لنا ان نتعذب في انغلاقهم وروتينهم وبأسهم وجبروتهم كما تعذب اباؤنا من قبل على يد المحتل الغاصب قبل ان ينادي المنادي ” الله اكبر “.