هيباتيا تخنق ثانية

مجموعة من معارض مرسي يطاردون شابا مؤيدا له

عندما اطلعت رواية “‫#‏عزازيل‬” ليوسف زيدان، شعرت بغصة وأنا أقرأ عن ما فعله “مسيحيو” ذلك الزمن بالعالمة الإغريقية ‫#‏هيباتيا‬ بالإسكندرية حينما سحلوها خارج القاعة التي كانت تحاضر بها وأشبعوها ضربا ونزعوا عنها ما بها من ملابس وقتلوها أشد قتلة فقط لأنها كانت على دين غير دينهم، فقط لأنها اختلفت معهم حول ما أنزله إلههم. أحسست بشعور غريب أردت معه البكاء بشدة لذلك الموقف اللاإنساني، لكن الدمع توقف بمقلة عيني ليخونني ويبقيني على ألمي الشديد، تساءلت في داخلي المشبع بالحزن عن مغزى ذلك الحقد وتلك الكراهية التي تدعو ذلك المخلوق الضعيف (الإنسان) إلى أن يتحول إلى وحش قاتل فقط لكونه في لحظة عابرة أحس أنه الحق وأن غيره الباطل. نفس شعور المرارة والأسى تقريبا أحسست به عند سحل رجال الشيعة الأربع في قرية مصرية قبل فترة من الزمن من قبل سكانها، ونفسه ما أشعر به تجاه ما يحدث الآن ضد المتظاهرين في ميدان ‫#‏رابعة_العدوية‬ الذين يعمل بعض البلطجية سواء كانوا مدنيين أو من العسكر أو قوات الشرطة على النزول فيهم ضربا وقتلا وترهيبا، كل هؤلاء وإن اختلف فيهم الظالم والمظلوم، ديانتهم أو مذاهبهم، لكن مصر تجمعهم.. مصر التي لا يريد لها الكثيرون أن يتعايش شعبها وطوائفها مع بعضهم البعض في عالم من الإختلاف الذي لا يذهب بحرية المعتقد ولا حرية الفكر.