غريب أمر الرئيس، كما هو غريب أمر الشعب وغريب أمر من انتخبهم ذلك الشعب ليمثلوه في البرلمان. غريب أمر الرئيس حينما شبه العاشر من ماي بأول نوفمبر. و هو ما هو عليه من تاريخ نضالي كبير و صانع لبطولات نوفمبر المجيد. فشتان ما بين التاريخين و ما خلقه التريخان. الثاني خلف ثورة و الأول خلف خيبة، و لا يشتبهان سوى في كونهما طرحا اسما واحدا جبهة التحرير الوطني. ولكن حتى في هذا التشابه يوجد اكبر الاختلاف، فشتان ما بين جبهة نوفمبر و جبهة ماي، جبهة الثورة التي أعلنها أناس توافقوا على رمي الثورة للشعب كي يحتضنها فقدسوه وهمهم أمره فرسموا له الطريق القويم حينما كانت تفرض أشياء بسيطة هي من المكانة في الإنسان ما تطلق فيه الحياة من جديد، ومن ابسط تلك الأشياء منع استهلاك “الشمة” و التدخين و معاقبة كل من يخالف ذلك لأنهم كان يرون في تلك السموم المضرة للعقل و الجسد الذي لا تصلح معه الثورة. خلافا لجبهة اليوم التي أوصلت حسب تصريحات الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون بارون مخدرات إلى البرلمان هو معروف لدى مصالح الأمن قبل أن يكون معروفا لدى قيادة الجبهة. برلمانيا سيكون له الدور البارز في تسميم الشباب الجزائري الذين سيتكلم باسمهم و يدافع عنهم أو من المفروض ذلك،
ليس هو تحامل على جبهة اليوم، بقدر ما هو تساؤل غريب يطرح نفسه، كيف سيكون المستقبل مع جبهة اليوم التي هي نفسها جبهة الأمس؟.