قدم لضيفك كتابا

يحدث معي كثيرا أن يزورني أشخاص في البيت لا علاقة لهم بالكتب، الحقيقة أني لا أعرف أناس كُثر لهم علاقة بالكتب. و يحدث كذلك أن يمارس أولئك الزوار الإلتفاتات الغريزية لعمل “سكانار” لما بالمنزل.. تلفزيون، رنانة بلاستيكية! (ساعة حائط)، طاولة خشبية، كرسي.. كت.كت..كتب!.  تكون ردة الفعل بعد رؤية أي شيء.. أوه. و بعد رؤية رف الكتب.. امههه. لا اكتراث، الكتب آخر ما يستهوي أي زائر، ستجده متحمسا ليعرف ماهي الإضافات الجديدة في جهازك الرقمي الذي يعمل بالويفي، بكم اشتريت اللابتوب، مواصفاته. و غيرها من أجهزة البولشيت. أما الكتب.. امههه، يبتسم في وجهك تلك الإبتسامة التي يحاول بها إخفاء معنى “أنا لا أكترث”.. في الحقيقة ستكون مكترثا لو وضعت كتابا في يدك، بشكل آخر سأجعلك تكترث غصبا عنك إن لم تفعل. هذا يدخل في معنى “السماطة” الثقافية التي أرد بها على جولاتك الإستكشافية في المنطقة.

غير ذلك، يشكل أن تعطي زائرا لمنزلك كتابا يتصفحه بينما هو يشرب قهوته، أو وقتما يتوقف دوما حديثكما ذلك الذي يكون مبنيا على أمور مشتركة قليلة بينكما فيأتي بعده ذلك الفراغ من الصمت الذي يكون محرجا في غالب الأحيان، فكرة ذكية لحد ما بالتسويق لاهتماماتك وسط من لا يُقدر قيمتها أو يراها نوعا من الكماليات و أحيانا من الشّكليات الغير مهمة و التي تدخل في نطاق “الشبعة”.

قُم و أحضر كتابا مسليا وضعه في يدي ضيفك و قل له بابتسامة عريضة على وجهك .. استمتع. سيكون ذلك خروجا ذكيا من مشكلة الوقوع في فخ الصمت، و كذلك عملا تساهم به في الترشيد الثقافي !!!. هذا ما أفعله أحيانا، لكن لا تنسى أن بعض الضيوف سيتجرأون على القول، أعرني هذا الكتاب. في هذه الحالة قل لهم، إنه محجوز.