ضِحْكة!

لم تكن لمى تضحك وفقط، كانت تضحك بشدة كذلك وبطريقة غريبة لطالما جلبت لها استهجان من حولها. عندما تعرفت عليها أول مرة كنت كغالبية من يفعلون ذلك عند أول لقاء بها، يشعرون ببعض الإشمئزاز من تلك الضحكة الهستيرية التي تشبه في نغمها انزلاق عجلة قطار على سكة حديدية أثناء توقفه بصعوبة.
كم أمهلتها من وقت حتى تعودت عليها وبت من غير الممكن أن أراها من دون تلك الضحكة؟.. طويلا جدا. اليوم أجلس بجانبها وهي في قمة هدوئها. أسر لها برغبتي الكبيرة في أن أعلم سر ضحكتها تلك، ومن دون مقدمات، تطلقها عاليا في الفضاء وهي تنظر إلي ولا تكاد تتوقف عن الضحك الهستيري الذي يصيبها ما إن تسمع أي شيء غريب عنها. تنظر إلي طويلا بعينيها اللتان تبدوان في أيما سكون، مع فاها الذي يطلق من عمقه جلبة غريبة حوله.. منظر غريب.

أشاهدها ولا أنفك أطلق ضحكة طويلة معها.. أضحك وفقط.. مستسلما للّحظة، وضاربا عرض الحائط كل التفسيرات الغريبة التي من الممكن أن أصفها بها.