فكرت كثيرا في الانضمام لحزب سياسي خصوصا بعد التشجيع الذي لاقيته من طرف استاذ لي و الذي الذي نصحني بالانضمام الى حزب تكون خبزته كبيرة في كل المناسبات التي يمر عليها ضيفا فيخرج مالكا للدار . . . وما كان هذا الحزب الذي فكرت فيه الا حزب جبنة التحيير الوطني الذي يحسب له الكثيرون الف حساب قبل ان يخوضوا غمار مناطحته .
ولكن برجوعي الى انسانيتي قررت الا اجازف ببيع نفسي لسببين رئيسيين وهما :
الاول هو انني املك فكرا معينا , يعني بطبيعة الحال لدي مبادئ التزم بها وهذا هو السبب الذي دعاني الى عدم الانكباب وراء المصالح ( وماذا يكون الانظمام لحزب الا من اجل المصالح ) , مصالح قد تنسلخ بي عن هويتي ووطنيتي لاني اعتبر نفسي بلا مؤاخذة وطنيا شريفا .
اما السبب الثاني الذي دفع بي الى رفض هذه الفكرة هو انني بحثت في تاريخ حزب الجبنة , فوجدته يرقص على اوتار الموسيقى الصاخبة منذ يوم تاسيسه الى اليوم , اي انه لم يهدا له بال ولم يتزن له مفهوم , فهو كالحرباء المتغيرة اللون التي تخدع الناظرين بجمالها قبل ان تتغير فيرى المعجب ما لا يعجبه .
وكما قلت سابقا بما انني وطني فاني ارى الحزب لاوطنية له من حيث انه يتاجر بمبادئه مدفوعا بمن لا مبادئ لهم والذين يرون ان الخبزة تقتضي التكيف . . . ولعل اولئك الناس نسوا ان التكيف يكون على حساب الاشخاص اي انه كل مرة يدعم بما يليق به كحزب من وطنيين و شرفاء و حكماء لا على حساب الحزب نفسه من طرف اللاوطنيين الذين يبيعونه في ( شكارة ) مهترأة ما ان هم تحقق لهم الوعيد المنتظر , فالتضحية على حسابه اصبحت من الاولويات التي تربط علاقة اولئك الناس بهذا الحزب العريق . . . حزب جبنة التحيير .
لكن املي بقى معلقا في خوض غمار هذه التجربة الفريدة , لانني مللت بصراحة من كوني الوحيد الذي اتخذ مبدا الحياد رمزا لعيشه , اريد ببساطة ان اعيش حياتي , لاني في مرحلة شبابي احس نفسي عجوزا . . . ولذلك على ان ابحث عن حزب لا تعمر جيوب اعضائه من جيوب الباحثين في المزابل عما يسدون به رمقهم والذين يتاجرون بفلذات اكبادهم من اجل لقمة تحفظ ارواحهم . . .
اما عن كون الخذلان نصيبي فذلك شيئا كنت اتوقعه , وانما آثرت التجربة حتى لا تلومني نفسي بعد ذلك . . . اه نفسي المسكينة التي اخبرتها مرارا انه لا جدوى من العبث في مستنقع الفواحش كي نجد لقمة حلالا ولكن من دون جدوى .