الورقة على الطاولة.. أمضى الليلتين الاخيرتين وهو يختار الكلمات بعناية تامة, أضجره أن يقوموا كل مرة بحذف نصف مايكتبه هذا إذا لم يحذفوا الكل. ليلتين كاملتين من الاستعانة بقاموس الكلمات اللطيفة و الهادئة. دخان السيجارة يرتفع في الهواء منجذبا نحو النافذة الوحيدة بالغرفة وكأنه يتوق للخروج بعيدا.. كل شيء يبحث عن منفذ للحرية.. قال في نفسه قبل ان يعيد التأمل في تلك الصفحة المليئة بالكلمات المنمقة التي اختارها بعناية. متى يتوقف كل هذا.. سجن وسجان على الدوام؟.
في غمرة كل ذلك اشتهى ان يجد منفذا بسيطا من الحرية.. ولو ثقبا، تحسر وهو ينظر الى النافذة المفتوحة التي يرتفع باتجاهها دخان سيجارته.