في رأيكم إلى أي مدى يمكننا توثيق حياة أحدهم بالشكل الذي يصبح في منظار الآخرين بطلا، بطلا بمعنى الكلمة وقدوة ومثلا أعلى للآخرين. أظن أن الجواب على مثل هكذا سؤال سهل جدا، الكتابة عنه أو انجاز فيلم حول حياته أو حتى كتابة موضوع عن بعض ما قام به، سواءا كان ذلك الشخص سيئا أو جيدا في علاقاته مع الآخرين أو في تفكيره، سلبيا أو إيجابيا في بيئته.
من هذا المنظور أظن أن الغرب تفوق علينا (متفوق بالنظر إلى صراعات الحضارات)، فأنت تجد آلاف الكتب إن لم أقل مئات الآلاف منها تحكي سيرة أشخاص كان لهم وقع في مجالاتهم، كما تجد مئات الافلام والوثائقيات وحتى الصور حول انجازاتهم. عكس ما يحدث في بلداننا العربية، التي يندر فيها تناول حياة الآخرين في الكتابة او صناعة الافلام والوثائقيات او حتى في الصحافة، ولا اعرف ان كان السبب هو التكاسل ام عدم الوعي بقيمة ان نكتب عن شخصياتنا، فنحن لنا ابطالنا مثلما للغير أبطاله.
قبل مدة كنت قد طرحت على صفحتي في الفايسبوك تحديث جاء فيه ”
“يغيب عندنا في الجزائر مفهوم “سرد قصص نجاح الشخصيات الجزائرية” التي يمكن ان يَستلهم منها الآخرون وقود بناء شخصياتهم. خذ مثلا بالنسبة لرجال الأعمال، لا أعرف كتابا أو مدونة أو مقال صحفي يتحدث عن نجاح شخصية أعمال جزائرية. مثله الأمر في الرياضة والفن والغناء والسينما وغير ذلك الكثير… وفقرنا في هذا المجال لا يحيلنا إلا الى ضيق في الأفق!.”
وعلى الرغم من ان المنشور اخذ له بعض التعليقات الا انني اظن ان ما اردت ايصاله لم يصل، فقصدي كان اثارة حياتنا بقصص نجاح لأفراد هم منا ويرطبنا بهم واقع واحد، نستلهم منهم قصصا، نقف عندها ونعزز بها واقعنا الذي يبدو في غالبه مملا ومحبطا وبلا أمل.
في هذا الصدد تعرفت قبل مدة على كاتبة جزائري (نجاة دحمون)، جمعني بها العالم الافتراضي، وسرني ان تعرفت على بعض اعمالها الادبية التي من بينها اول كتاب لها والذي جاء تحت مسمى “زهرة زعتر”.
هذا الكتاب يتخذ من حكاية امرأة فلسطينية مناضلة موضوعا له، اكثر ما سرني هو بعض مجسد من المفهوم الذي ذكرته فوق، ان يكون هناك من يعزز ارتباطنا ليس فقط بالارض بل بمن يعيش على الارض من افراد يستحقون ان تحكى قصصهم للآخرين.
هذا العمل جعلني أجري حوارا مع الكاتبة بخصوص عملها الأول، والظروف التي نشأ بها، والتي ربما تستحق ان تسرد في قصة لوحدها.
الارتباط الوثيق لنجاة بالقضية الفلسطينية جعلها تنشر قصصا من محكيات يومياتها مع “فلسطين” كمفهوم يخالج وجدان كل انسان مسلم، والجزائري بصفته من اكثر الذين يرتبطون روحيا بهذا المفهوم. كما شرفتني بأن وافقت على نشر مجموعة قصصها الموسومة أنا وفلسطين على حلقات في جريدة المقام، التي أشرف على تسيير قسمها الثقافي.
لقراءة الحوار الكامل مع الكاتبة على موقع جريدة المقام (من هنا). وهنا صفحة الفايسبوك الخاص بها للتواصل (فايسبوك).