الجهاد المقزز

الجهاد في بلادي يحمل من الامور الغريبة المدهشة المقززة ما يمكن ان ان نكفر به . منذ قرابة الخمسين سنة غداة استقلال بلادنا كان مجاهدوا حرب التحرير هم القداسة الاعظم التي ينحني لها العالم اجمع و ليس الجزائريون فقط , لكن مع مرور بعض الوقت الى اليوم سرعان ما نسينا تلك القداسة واصبحنا نهرب من حفظ المعارك التي دارت ابان الاحتلال ودراسة التاريخ المطبوع طبعا على الكتب المدرسية , وعلى الرغم من كوننا كنا صغارا قد لا نفهم في الاسرار و التاريخ و السياسة الا اننا كنا على قدر من الاحساس بان ما نقرا ليس هو ما حدث وكنا اذ ذاك نشعر اننا نخون الوطن !!!

اذا سمعت عن مسئول سامي في الدولة و اردت ان تعرف ماهيته فاني اقتصر عليك البحث اذ انه مجاهد وان لم يكن كذلك فابوه حتما كذلك , ففي وطني بدئا برئيس الجمهورية الى الذين بايديهم الفك و العقد مجاهدون , ما يعني انهم حاربوا في فترة الاستعمار قبل خمسين سنة ويا له من وقت يحتاج فيه المرء الا ان يعتزل السياسة بل و الحياة كلها , ولكن فشر من يجرا ان يقول ذلك لبوتفليقة او لاحد غيره …

اخذ الكثير من تجربة الجهاد هذه حتى قامت على رؤوسنا ويلات وويلات ونحن لا زلنا نعاني من العشرية السوداء لان البعض من المجاهدين احتدم مع من حسبوا انفسهم مجاهدين و الذين رفعوا شعارات ” لا قانون لا دستور , قال الله قال الرسول ” وياوليتي من ذلك الكلام الذي زرع  الرعب فينا طيلة 13 سنة من الجوع و الخوف و الذبح و القهر و الظلم … اليس الجهاد في بلدي مقززا حقا ؟

لا اريد ان يساء فهمي و يبدا البعض  في تكرار كلامهم المعهود عن كل من يريد ان يتكلم و ليس اكثر من ذلك, انك تخون قداسة الثورة و الثوار و انك خائن , انك فرنكفوني , انك انك انك …  الثورة على راسي من الفوق بل على العكس انا اول من يقدس الثورة ويدافع عن شرف الثوار و يابه لامر الوطن , بل انني اتجرا على رمي هؤلاء المجاهدين المتاخرين بانهم سبب بلاء الوطن وسبب رمي الثورة بالمغالطات ….

المجاهدون كان لهم زمانهم , وقد افنوا حياتهم في سبيل تحرير هذه الارض الطاهرة, لكن البعض من الاذناب لم يحترم الجهاد و لم يحترم الثورة فطبق نظام المستعمر على رؤوسنا …