الخبر تبدع في التفاهة

2009-07-10_020401

المواطن الجزائري البسيط يملك من امور دنياه بمشاكلها وتعقيداتها ما يمكن ان يفوق لو تفجر قنبلة نووية !!  , اغلب المزلوطين مثلي انا يقتنون صباحا الجريدة الاشهر في الجزائر ( الخبر ) , هم لا يفعلون ذلك لانها تقدم مادة تغنيك عن مشاهدة قناة الجزيرة مثلا او لانها ترفع من فرصة اكمالك اليوم من دون ان تصرخ على عامل في الادارة , لا بل فقط لانه لا يوجد ما نقتنيه افضل و احسن .

ركبني الحنق هذا الصباح وانا اقرا العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى ( ”الخبر” تتقفى آثار بائعات الهوى الجزائريات في بلاد الشام) , من اول الامر اغتضت لهذا العنوان الذي كاد يجعل مني ان امزق الجريدة بيد اني تريثت محاولا قراءة الروبورتاج او التقرير الذي اعدته هذه الخبر , طبعا فتيات بائعات هوى في ليالي دمشق الصيفية و كباريهاتها و كازينوهاتها وفنادقها ومجاس الطرب , جزائريات يبعن اجسادهن مقابل ثمن رخيص يكفيهن عشاء ليلة واحدة . القيء لم يصبني لكن كان من الممكن ان تصيبني ازمة قلبية و لانني اعرف حال اعلامنا ولانني في مقتبل الشباب لم يحدث ذلك , لا اعرف من هذا التافه الذي يفكر بمنطق السخافة و الذي يعد تقريرا كهذا ليس عن العلاقات الجزائرية السورية في مجال التعاون النووي لربما , او عن الادمغة الجزائرية ي سوريا او عن …. . ما وجد صاحب التقرير الا موضوعا اشد ما يكون تفاهة و اغرب من ان يوضع في الصفحة الاولى على جريدة وطنية , الم يكفي الخبر قصص بائعات الهوى في قصور اصحاب القرار في البلد , الم يكفها قصص بائعات الهوى في كباريهات العاصمة ورياض الفتح ووهران وكل قطر من بلادنا المفجوعة بهؤلاء حتى تذهب واين ؟ الى بلاد الشام لتعد تقريرا اشك في نزاهته واشك في عقلية صاحبه.

هذا ما تغدقنا به الجرائد الجزائرية يوميا , اخبار لاشان لنا بها ولا تهمنا لا من قريب و لا من بعيد , كان الاحرى بالخبر ان تحترم هذا الشعب الذي مل من دنس السلطة حتى يبتلى بدنس الصحافة  … وما الصحافة الا دنس من نجس السلطة . غيبوا عنا اخبار حالة الازمة السياسية في البلد والى ما ستؤول اليه الاوضاع , غيبوا عنا  العلاقة الحاصلة بين الجزائر وفرنسا اثر الاحداث الاخيرة بين البلدين وابرزها اتهام جنرال فرنسي للجيش بقتل رهبان تيبحرين ابان الازمة … و الكثير الكثير , وشغلونا ببائعات الهوى في بلاد الشام .  بربكم كيف لا تصنف صحافتنا على انها الاسوا عالميا وبلادنا على انها الافقر حداثة في مجال الاعلام وشعبنا على انه الاكثر تخلفا فكريا.