نريدها ثورة !!!

لا اعرف لما أصبحت فكرة الثورة تشغل حيزا كبيرا من تفكيري؟ هل هي رواية أشجار القيامة؟… لا اعرف, لكنني صرت موقنا أن الثورة هي الخلاص, الخلاص الوحيد.

ستنقذنا الثورة من الفساد و النهب و السرقة و الجهل و التخلف و سوء التسيير و قتل المواهب و الإبداع, ستخلق لنا الثورة عالما جديدا و حياة جديدة. ستخرجنا الثورة من الكآبة و الفشل الذي يجري في عروقنا مجرى الدم, نريدها ثورة على السياسيين الفاسدين الذين يرون البلاد مرتعا لنزواتهم, يرون ثرواتها ملكا لجشعهم وطمعهم, نريدها ثورة على الجهل , الجهل الذي يخلقنا أمواتا قبل أن يقتلنا آلاف المرات, نريدها ثورة في الاقتصاد, في السياسة, في التعليم, ثورة ثقافية و اجتماعية , ثورة على تاريخنا الموبوء, تاريخنا المزيف., ثورة تخرجنا من جبننا وسخطنا وجهلنا, ثورة تقضي على الغول هناك, الغول الذي ينفث الفساد في البلاد كما ينفث السم في الجسد, الغول الذي يقلق مضجعنا منذ سطعت شمس الحرية على هذا البلد …. إننا نريدها ثورة.

كم علينا أن نقضي من حياتنا بعد ونحن نرى أنفسنا دائما خارج السرب, هل علينا أن نعيش ونحن نرى الجشعين و الطماعين و السفاحين و قاتلي المواهب ينفثون سلطانهم على البلد, كم علينا بعد أن ننهزم, الم يكفي أننا ننهزم منذ أعلناها حرية, إلى متى سيبقى استسلام؟

اعرف أن الكثيرين يريدونها ثورة, لكن الثورة في نفوسهم مخبأة لا تستطيع الخروج, انه الكبت الذي يمنعها من الخروج, الثورة عليها أن تخرج , على الثورة أن تنتشر كما ينتشر السم في الجسد , عليها أن تخرج لتسكن شرايين الناس, تسكن دماغهم ,همومهم,يومياتهم,بأسهم,رشدهم, على الثورة أن تخرج للشارع كي يحتضنها الشعب.

إننا نريدها ثورة, فهل هناك ثوار؟

ثورة شباب اكتوبر

اليوم يفرح الشعب العربي بحلول بذكرى السادس من أكتوبر 1973, أين تمكنت الجيوش العربية من خلع لباس العار الذي لبسته في نكسة 67. ما فعلته الجيوش العربية عد انجازا عظيما خصوصا وأنها المرة الأولى التي يتحد فيها العرب بهذا الشكل ويتمكنوا من ضرب الصهاينة ضربة زعزعت كيانهم وكادت لولا تدخل مجلس الأمن أن تفني إسرائيل من الوجود. لكن هنا في الجزائر يبقى الصمت يسود شهر أكتوبر كل ما مر , ليس هزيمة إسرائيل هي ما نصمت عنه ولكنها أرواح العشرات من الشباب التي أهدرت ظلما في الشوارع و الطرقات لا لشيء إلا لأنهم أحبوا بلادهم فخرجوا للشوارع مناهضين الفساد والبيروقراطية التي تفشت و الظلم و التهميش , فما كان من السلطة إلا أن حاورتهم بلغة القتل و الردع , ولكن آمالهم وأحلامهم تجاوزت كل المخاطر لتعلن وجودها بصوت عالي ” الحرية و العدالة ” …

بعد أشهر من سيلان تلك الدماء الطاهرة أزاحت الدولة عنها لباس الاشتراكية, تعددت الأحزاب و أسست الشركات و أطلقت حرية الإعلام و شكلت الجمعيات و المنظمات, فهل تحقق حلم الشباب؟ . حافظت السلطة على امتيازاتها و مصالحها حتى بعد التعددية . حقا أن التاريخ لم ينصف شهداءه, وحقا أن الحكام الذين تربعوا على عرش البلاد منذ الاستقلال لم يحفظوا للجزائر افتخارها بثورتها العظيمة.

اليوم لا يكاد الواحد منا يعلم بوجود ثورة الشباب, وقلة من يعرفون تاريخ الخامس من أكتوبر 88. لم تترك السلطة أثرا إلا ومحته, بعد أن سحقت دبابتها عقولا حالمة و قلوبا آملة لم تحترم أرواح من قتلتهم وادعت أن ما حدث كان مؤامرة , مؤامرة أظهرت فيها سلطتنا العزيزة كم أنها تحب شبابها !!!

طرحت عديد الاسئلة عن سر ثورة الشارع مرة واحدة , تبقى الدكتاتورية و لغة الطرف الواحد و الرأي الواحد الذي كان سائدا السبب الاول , وعلى الرغم مما قيل ومما يقال فان ثورة الشباب  تبقى  ثمن الديموقراطية التي ينادي بها البعض  من على شرفات الفيلات المطلة على البحر …

خرج الشباب مخربين, يهدمون مؤسسات الدولة , يحرقون كل ما يجدوه … ذلك لن يشفع للدولة ابدا انها اهملتهم , ولن يشفع لها ابدا انها قتلتهم …

بعد مرور أزيد من 20 سنة لازال التهميش و الظلم و التعجيز و الفساد مستمرا وفي تزايد …