1) لتكن معك مفكرة في كل مكان و زمان: دائما أحمل معي مفكرة صغيرة أدون بها كل فكرة صغيرة قد تمر برأسي، حتى ولو كانت مجرد فكرة “سخيفة”. فأنت لا تعلم متى قد تحتاجها. فالعقل الإنساني تمر به آلاف الأفكار يوميا من خلال الملاحظة و المشاهدة و الإنصات و القراءة و غير ذلك، لكن للأسف تلك الأفكار سرعان ما تُنسى مع مرور اليوم. فالنسيان عادة إنسانية، و إن لم ترسخ الفكرة بشكل يحافظ على بقائها فستتلاشى من المخ حتى لا يبقى منها شيئ. المفكرة تساعدك على ضبط الأفكار و حفظها للعودة اليها لاحقا. و أنا لا أعني بالمفكرة مفكرة الكترونية، بل أعني بها كناشة صغيرة إضافة إلى قلم يمكن لك وضعها في جيبك من دون أن تزعجك.
2) طالع: المطالعة لا غنى عنها لتوليد الأفكار، المطالعة تجعل عقلك ينفتح على أفكار أخرى، على عوالم أخرى، على ثقافات أخرى.. طالع كل شيء. طالع أشياء مختلفة، اقرأ المجلات العلمية أو الأدبية و الثقافية، هناك مجلة العربي المشهورة أنصحك أن تقرأها لأن بها مواضيع متنوعة و رائعة. إقرأ الكتب، إقرأ الكتب البسيطة، ابتعد عن الكتب المعقدة التي تشعرك بالملل و الثقل. ثم هنالك الإنترنت، هذا الإختراع الإنساني الرائع، الإنترنت تتيح لك مطالعة أشياء لم تخطر على بالك يوما. طالع مالا تعرفه من علوم و مجالات تخصص لم يسبق لك و أن اطلعت عليها.
3) أكتب: ليس عليك أن تكون كاتبا لامعا حتى تكتب، لا يوجد أهم من الكتابة لإعادة صياغة الأفكار و تهذيبها و غرسها في العقل ليعمل على تنفيذها. ببساطة حاول أن تكتب، أكتب عن كل شيء و أي شيء يثير اهتمامك. ونصيحتي لك لا تكتب للناس (إن كنت مدونا مثلا) أكتب لنفسك لأن كتابتك لغيرك تجعل منك أسيرا لذلك الآخر. استمتع بالكتابة، أكتب يومياتك، إفتح لك مدونة مثل هذه و دون بها يومياتك، أفكارك، نصائحك، إهتماماتك أو أي شيء يساعدك على أن تدونه بحب. و تذكر جيدا إن لم تنجح معك تجربة الكتابة من أول مرة لا ترمي تجربتك وراء ظهرك.. كل شيء يأتي مع الممارسة. اليوم تكتب جملة و غدا عشرة و بعدها موضوع و هكذا. ثم لا يمكنك أن تقنعني أبدا بأنه ليس لديك ما تكتبه، غير صحيح بتاتا. يمكنك أن تكتب عن آلاف الأشياء، أكتب عن دراجتك الهوائية مثلا و كيف قدتها أول مرة. أكتب عن الطعام الذي تحبه، الكسكسي مثلا، عرف العالم بأكلنا المشهور، أكتب عن القنوات التلفزيونية التي تشاهدها و لماذا تفعل ذلك و ما الذي تستفيده… أرأيت، يمكنك أن تكتب الكثير.
4) شاهد الأفلام الوثائقية: الأفلام الوثائقية توثق للأفكار و لا شيء غير الأفكار، هناك قنوات فضائية متخصصة في الوثائقيات، هناك الجزيرة الوثائقية و ناشيونال جيوغرافيك و غيرها من القنوات التي تبث برامج وثائقية. الأفلام الوثائقية تنقل لك أفكار من أبسط الأمور في هذا الكون الواسع إلى أعقدها.
5) شاهد أفلام هوليود: قد يبدو غريبا هذا ولكنه ليس كذلك، مشاهدتي الأفلام الأمريكية من أكثر ما يدفعني للتفكير. و لا أقصد بذلك كل أنواع الأفلام، لا أشاهد أفلام الأكشن و الأفلام التي تحتوي على العنف، هناك نوع من الأفلام الجادة التي تحمل الكثير من أفكار الإنسان الأمريكي، الأمريكيون لديهم أفكار تصدم العقل أحيانا، أهوى كثيرا الأفلام الدرامية و الأفلام العلمية و غيرها. لا أقول شاهدا كل شيء، لكن هناك الكثير من الأفلام التي تستحق المشاهدة، لا تكتفي بالمشاهدة السطحية فقط، اجعل عقلك يشاهد كذلك ليحلل ما يشاهده. قد يقول البعض (لا الأفلام الأمريكية يروج صانعوها لفكرهم الذي يحارب الإسلام)، حبيبي أنا لست من أصحاب نظرية المؤامرة. صحيح أن الأفلام الأمريكية بها الكثير من الأمور التي قد لا نرتضيها، لكن الكل يشاهد هذه الأفلام اليوم، فلا بأس من الدعوة لاختيار الأصلح منها ليساعدنا على النمو و الإرتقاء في تفكيرنا.
انتهى الجزء الأول من هذا الموضوع، انتظرو الجزء الثاني، و حتى ذلك الوقت لا تنسوا أن تطبقوا هذه الممارسات، و إن كانت لديكم اقتراحات و أفكار أخرى أدرجوها في تعليق :).