سأنطلق مما وصل إليه البعض ممن قرأ الرواية، وكتب عنها على الغودريدز. رواية اليمني علي المقري “اليهودي الحالي”، ليست أقل من كونها كانت لتكون ملحمة عمل صاحبها على تقزيمها ليقدمها لنا في 160 صفحة.
رواية مليئة بالزخم، عامرة بالأحداث المضطربة، فوضوية المشاعر مع كل ما يمكن أن يؤسس لكل ذلك، يهود ومسلمون على بقعة أرض واحدة.. اليمن خلال القرن السابع عشر. لكنها مع ذلك، يتجرعها القارئ سريعا مارا على حوادث كانت فاصلا تاريخيا في حياة اليمنيين، مسلمين ويهود وحياة المنطقة.
تنطلق الرواية من قصة حب نمت في قلب عاشقين، يهودي، ومسلمة استفتت كتب أبي حنيفة وبهاء الدين الحسن ابن عبد الله لترتبط به. علمته القراءة والكتابة بالعربية وعلمها المثل بالعبرية. ومعا تعلما الحب، الحب الممنوع، الخاطئ بين مخطئين من ملتين، لا يجمع بين مريديهما سوى الحقد والعداوة.
استعرض المقري في روايته أحداثا عايشها اليهود زمن الدولة الزيدية الشيعية التي استقل بها الإمام المتوكل اسماعيل بن القاسم عن الدولة العثمانية ومعها ما حدث من ظهور لمن اعتقد اليهود أنه المسيح مؤسس مملكتهم ومخلصهم من محنهم. ولا أعرف مع ذلك إن كان يجب أن أصف الرواية بالتاريخية، كونها كانت مجزأة لجزأين. الأول منها لفاطمة العاشقة الصوفية، وجزء ثاني وكأني بالكاتب فصل به الرواية عن الأول يتعلق بما جرى لليهود في ذلك الزمن.
رأيت أن الرواية كانت لتكون أفضل بكثير، أطول وأكثر عمقا، غير أن الكاتب سار بها مسارا مختلفا إذ هضم حق وقائع غاية في الأهمية لكل قارئ (وأنا أولهم) لا يعرف الكثير عن تلك الحقبة أو لا يعرفها بتاتا من السرد ومن هنا ربما تتجلى أهميتها.
بقي أن أضيف على أنه لولا إشارة الكاتب إلى أن أحداث روايته تجري في القرن السابع عشر لصعب إدراك ذلك بسبب غياب وصفه لطبيعة ذلك العصر من العمران والأسواق والملابس. والملاحظة الثانية هي أن كلمة “الحالي” في العنوان تعني “الجميل” باللهجة اليمنية، وهو ما لم أعرفه حتى من خلال الرواية.
في الأخير بإمكانكم الرجوع لهذه الروابط للاستزادة بالمعرفة عن الرواية وما جاءت به.
قراءة أعجبتني في الرواية على غودريدز
https://www.goodreads.com/review/sow/129847561
اعرف المزيد عن تاريخ اليهود في اليمن
http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/cf810ea1-a34f-4cf2-bc84-ca92cc4a2449
الرواية على غودريدز، مع انطباعات القراء وتقييماتهم
https://www.goodreads.com/book/show/7119000