الزيارة التي وصفت بالتاريخية لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وعقيلته الشيخة موزة إلى قطاع غزة لم تأت من قبل “شجاعة” صاحب الإمارة الثرية التي باتت تلعب دورا محوريا في المنطقة، وإن كانت الزيارة كما وصفها صاحبها بأنها “زيارة إنسانية”. ذلك يرجع إلى سبب واحد فقط وهو أن أمير قطر لم يكن له أن يزور غزة لولا تصريح من أعلى سلطة في إسرائيل و الكل يعرف جيدا تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع ما بين قطر و إسرائيل.
إسرائيل التي تحاصر غزة منذ سنوات لم تكن تسمح حتى لقارب صيد بالاقتراب من شواطئها، فكيف بها اليوم تسمح بزيارة رئيس دولة عربية قد تعطي (أي هذه الزيارة) دفعا قويا لفك ذلك الحصار. وإن كنا نتمنى أن يحصل ذلك وفي وقت قريب إلا أننا نتسائل ما الذي تجنيه دولتا إسرائيل وأمريكا من هذه الزيارة؟؟.
جميل مزهر أحد قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المقاطعة لزيارة أمير قطر قال أن هذه الزيارة إنما تندرج في إطار مخطط أمريكي لتقسيم الصف الفلسطيني و لخدمة مصالح لا علاقة لها بفلسطين. ولكن ألا تدرك حركة حماس ذلك؟، الواقع يقول ان الاخوان المسلمين التي تشكل حماس احد أقطابها انما يفعلون ما يفعلونه ان كان يصب في مصلحتهم.
ماكان لرئيس دولة عربية اخرى ان يزور غزة لو لم يكن ذلك يصب في الدرجة الاولى في مصلحة اسرائيل، فاسرائيل التي نعرفها وامريكا من روائها تسيران بالجشع كل ما يجري في المنطقة، فلا ريب ان كانت الزيارة انما تحسب في خانة احد الاوراق التي ستغذي بها قطرها دورها في المنطقة على حساب بلدان شعوب اهرى ومناطق اخرى ترسم وفق السياسة الامريكو-اسرائيلية.
هذا لا يعني أن ننسى أن زيارة أمير قطر و المشاريع التي سيخقلها في غزة تمثل بالنسبة للغزاويين حلا لمشاكل الفقر و البطالة التي يعانون منها، و لكن بالكاد ستكون تلك المشاريع بقدر ما يتم التخطيط له مستقبلا و الذي للاسف لن يصب الا في صالح من يتعاون من الحلف القطري.