التطرف الاسلامي في بلاد المغرب.

اصبح التطرف الاسلامي  ظاهرة ذات ابعاد خطيرة في بلاد المغرب العربي , ينتج عن هذا التطرف شباب تسوقهم بعض الافكار ليرتدوا عن المجتمع ويصبحوا من اخطر اعداءه . ولعل هذه الظاهرة ما ينبغي الوقوف عندها لدراستاه وتحليلها ومعرفة القاصد من وراء اعتناق البعض  افكار تؤدي بهم الى احضان اناس ذو ايديولوجيات سياسية خطيرة تصب في مصلحة اطراف كبرى جل ما يبتغي هؤلاء هو استغلال اولئك الناس و الذين اغلبهم من الشباب في لعب اوراق رابحة بشحنهم بافكار جد متطرفة تؤدي بهم في الاخير الى قرار واحد لا خيار معه وهو القتل ولا شيئ سوى القتل.

لعل من اهم ما يميز التطرف في بلاد المغرب العربي هو خروجه عن قاعدة الشواذ فبالامكان مشاهدة التطرف في المسجد وفي الجامعة و الشارع من دون اي حاجز يمنعك من ذلك او اي محاولة لحجبه خوفا من لومة لائم , فما عاد الشارع  يجد طريقة لمنع هؤلاء من نفث سمومهم فيه مع عجز السلطات على وأده او محاولة على الاقل الحد من انتشاره.

فما السبب الجلي لوجود مثل هكذا ظاهرة في مجتمع شهد في سنواته الاخيرة نموا متزايدا للمتطرفين وهو الذي كان خاليا منهم قبل فترة لا تتجاوز 40 سنة؟ .

لربما ان الاسباب التي قد تدفع بالبعض الى التطرف تاتي من وحي المجتمع و الحالة السياسية للبلد والتي تكوّن مع مرور الايام فكرا خاصا عنه اضافة الى الحالة الاجتماعية و الاقتصادية  و التي تبلور تلك الافكار في طابع انتقامي يجد بعد ذلك المتطرف في توجهات الاسلاميين المتطرفين حلا لتفريغ تلك الشحنة السلبية من الافكار و التناقضات . هذا ولا يترك اي مجال للشك بان الدولة تكون هي المتسبب الاول في الحفاظ على هذه الظاهرة بل و تسريع نموها ليس فحسب انها لاتقف ضدها  الند للند وتسعى جاهدة للحد من انتشارها وانما كذلك لان الدولة تخلق فرصا ثمينة للافكار المتطرفة للنمو من حيث انها تمارس التهميش بكل ما للكلمة من معنى ضد المجتمع  .

في السنوات القليلة الماضية وبعد انتهاء الازمة الجزائرية وجد التطرف نفسه محاصرا من خلال اعلان المصالحة في الجزائر و التي استجاب لها اغلب الارهابيين المنظوين تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال , ولكن التنظيم وكرد فعل على تقهقره اعلن انظمامه للتنظيم العالمي المعروف بالقاعدة وغير اسمه الى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عام 2007 وقد رحب الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بالامر مشيرا الى ان الناس قد ملوا من النكد المسلط عليهم من طرف السلطة الجزائرية, هذا وقد توسع التنظيم ليشمل جميع بلدان المغرب العربي الكبير بما فيها تونس و المغرب او اوهم البعض اعلاميا بانه فعل ذلك من خلال عمليات محسوبة جرت في عدة مناطق متفرقة من المنطقة , و يشير بعض المحللين ان التنظيم ليس بمقدوره ابدا ان يتوسع توسعا شاملا في منطقة تمتد من غرب مصر حتى المحيط الاطلسي وهو الذي قارب الموت في الجزائر لذلك لجأ الى الاستعانة بتنظيم له هيبة اعلامية وهو القاعدة.

على كل فان التطرف يشهد نموا متسارعا بعيدا عن حسابات السلطة او قل بعيدا عن خططها التي لا تحقق شيئا على ارض الواقع , فهل سنشهد حربا  عن قريب شبيهة بتلك التي يشهدها وادي سوات ؟ .