انتخب … لكنني وطني

cms-image-000008446اذا كانت الانتخابات الرئاسية هي ما سيحل اشكالية الجزائر فانا من اللحظة اتنازل عن كل شيئ في سبيل نجاح هذه الانتخابات , لا يحسب الواحد منا نفسه و البلاد مقبلة على هذه المغامرة ان الامر عادي وانه لافرق بين المرشحين للقب القاضي الاول للبلاد , ولا يحسب الواحد منا ان الامر بسيط فيصرخ تحيا بوتفليقة او تبا لبوتفليقة , ولا ارى من اولئك الذين يسعون لمقاطعة الانتخابات الا جملة من فاقدي المسؤولية الذين يتخلون عن المعنى الحقيقي للحياة في الوطن الام بدعوى ان امر الرئاسيات مخطط له مسبقا وانه ليس بايدينا سوى ان نرضى ببوتفليقة رئيسا , فليذهب بوتفليقة للجحيم ان صار هو الجزائر , الجزائر اكبر من الكل وهو امر يجعلنا نثق بشدة في المضي نحو طريق الاصلاح ونثق في وجوب وجود انتخابات تحدد الشكل الظاهر الذي يجب ان تسلكه الدولة , هذا يعني انني كجزائري صافي الدم والابن الشرعي للبلد ادعم الانتخابات ولا اوافق على اي من المترشحين الذين يعرضون في قائمة الزيف هذا يعني انني اعارض ولكن بطريقة لا اتهرب فيها من المسؤولية , بطريقة لا ادير فيها ظهري لبلدي الذي يحتاج الى ان انقيه من الفساد الذي ياكل جسده .

لننطلق من الزيف الذي يحيط بهذه الانتخابات , كلنا نعلم ان امر تغيير الدستور حصل لامر واحد وهو ترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة , حسنا الى هنا الامر اصبح واضحا واصبح فوز بوتفليقة بالعهدة الثالثة 25% , النقطة الثانية تتعلق بالخرجات الاخيرة للرئيس في ولايات الوطنية وتوزيعه لاموال الدولة التي لا يملك منها سوى حقه كمواطن عادي و التي تبلغ 1 على 34 مليون آدمي , وزعها ليس نية منه في الكرم او شفقة على الشعب وانما لمصلحة شخصبة بالدرجة الاولى وتسمى العهدة الثالثة وهذا يعطي 25 % من الحظوظ في الظفر بها , ثم الى مايسمى بالارانب الرئاسية التي تنافسه على الحكم وبالنسبة لهؤلاء فانا كجزائري الابن الشرعي الحامل للدم الصافي لهذا البلد اتمنى ان تكون الجزائر بلا رئيس على ان يحكمها هؤلاء , والشعب لن يتوجه لصناديق الاقتراع من اجل ان يعطي صوته لـــــــ ( معبدي الطريق ) من اجل الحكم وهذا ما يعطي بوتفليقة نسبة 25 % اخرى للظفر بمقعد الرئاسة , ولن يبقى له سوى 25 بالمائة الاخرى التي يطمع بالحصول عليها من ما يسمى عندنا الشعب , ومع كل ذلك فالطريق الذي ستسلكه الجزائر طريق باطل وسيزيد من ازمة الفساد في البلد والشعب يعرف هذا الشيئ  وهو مؤمن بالتغيير , ولكن هل الامر يعني ان نعطي الحكم لبوتفليقة او آخر او هل نقاطع الانتخابات , اما الاخيرة فقد اشرت الى ان الذي يقاطع الانتخابات هو شخص جبان ولن يرفع يوما التحدي من اجل ان يبني بلده , هذا يعني ان ننتخب والانتخاب معناه ان نعطي صوتنا لاحد المترشحين , هذا صحيح ولكن يعوزنا امر وهو ان الانتخاب لا يعني اني راض على ما يوجد في البلد او راضي على بوتفليقة او غيره , الانتخاب معناه اني حاضر حينما تحتاجني الجزائر , سانتخب لكن بطريقة وطنية وليس بالزيف , يمكن ان اعطي صوتي لاحد المترشحين مع علمي بان الامر فيه لخبطة لكن ذلك لايعني ان اقاطع لان المقاطعة تعني السماح في الحق , وازدياد الفساد والحقرة والتهميش و الجوع و الفقر انما حصل من السكوت عن الحق ولا يرضي المسؤولين اكثر من سكوتنا عن حقنا , بصيغة اخرى انهم يزيفون الواقع من اجل ان نمل نحن من الجزائر وندع الامور على حالها لكثرة التشوش . . . . انا غير راضي على ما يحصل ولا اقبل ان يدنس شرف بلادي لاني وطني ودمي صافي لانه روى هذه الارض وانا ابن شرعي …. لذلك لن اسكت .

ويريدوننا ان نصوت ! ! !

لا غرابة في ان تدخل البلاد عصر التحالفات الذليلة و الخطابات المثيرة التي تسيل حروفها زيفا و بهتانا لرجال باعوا ذمتهم للسلطان الاكبر . . . لا غرابة ان تصرخ بريان طالبة نجدة الرجال فلا تجد من يسمع صدى صراخها الذي بلغ السماء . . . لا غرابة ان يسمم طلبتنا في الجامعات جراء فساد الاطعمة التي خزنها المسائيل  في كروش هؤلاء المساكين من علماء مستقبلنا كي لا تضيع الاطععة الفاسدة هباءا . . . لا غرابة ان يصل سافل من السي اي اي الى هتك اعراضنا و حرماتنا فلا يجد من مؤنب لفعلته الحقيرة الا سفارته التي دافعت عن عرضنا . . .

لا غرابة في كل ذلك و السيد الرئيس منذ عهدتان خلتا ما كان يؤسس لبناء الدولة كما كان يدعي المفترون بقدر ما كان يؤسس لمملكة تسمى جزائر بوتفليقة . . . ويريدنا نحن الشباب الذين طالما كان يقول عنهم رجال الجزائر , الذين فتح لهم الحدود لاسبانيا و ايطاليا عبر مواجهة الامواج العاتية والاسماك الضخمة . . . يريدنا ان ننتخب و ان نتجه الى صناديق الاقتراع من اجل المشاركة في بناء المملكة القادمة التي لن تكون لخمس سنين بل الى ما لا نهاية .

وبقدر ما يريد ان يؤكد صدق نواياه جند ارانب لتكون منافسا له وهي تقدم له باقة من الورود تزكيه بها للعهدة الثالثة بل العهدة الاخيرة في صياغة مملكة جديدة باسم جمهوري . . . وتسعى تلك الارانب الى حصد صويتات من اصواتنا التي ما ارادوا سماعها الا حين احتاجوا اليها ويا ليتهم لايفرطون فيها حينما يحصلون عليها . . .

من ذا الذي يؤكد على فرضية تقدم البلاد نحو عصر زاهر الا مصاب بالجنون او مسؤول باع ضميره الى السلطان . .  ومن من ابناء الجزائر لا يردد مقولة ( لو علم بن مهيدي انها ستؤول الى مثل هؤلاء ما رمى بالثورة الى الشارع ).

ومن يدري ما الجديد في الايام المقبلة من امر هذه البلاد التي خرج فيها الانبياء انبياء يدعون الامامة ويحرمون صلاة الجمعة وصلاة الفجر وهم بكامل عقولهم . . .

دولة بلغ فيها الفساد السياسي و الاخلاقي مبلغا لا يصير معه صلح و لا مصالحة و لا سلم و لا امن ولا امان . . . فالى السيد المسؤول : يا سيدي هناك من ابناء الجزائر من هو اهل بالحكم واهل بالجزائر و بابناء الجزائر . . . فدع الجزائر لابنائها  . . .