بسبب البرد الشديد و تساقط المطر و بعض الثلوج كذلك تحتم علي البقاء في المنزل طيلة اليوم, و لم أجد ما أفعله إضافة الى الاتصال بالنت سوى مشاهدة عملية الإنتخاب على التلفزيون الجزائري.. من بسكرة إلى بشار إلى العاصمة و عزازقة و اليزي و غيرها من مناطق الوطن مراسلون ينقلون أجواء الإنتخابات على المباشر.
لا أعرف كم من كلمة “حب الوطن” سمعتها على ألسن المراسلين و حتى المواطنين. الأغاني الوطنية التي يصدح مؤدوها بحب الجزائر و عشقها و إلى ما هنالك. المهم أن الذي يتابع التغطية سيتسلل إلى لا وعيه ارتباط ما بين الإنتخابات كفعل سياسي و حب الجزائر. و هذا خطأ و غير صحيح. أن تنتخب فأنت تؤدي حقا من حقوقك و لا دخل للجزائر في ذلك. من جهة أخرى إن آثرت عدم الإنتخاب كمشاركة سياسية فذلك لا يعني بتاتا وكما يروج له في التلفزيون أنك لا تحب الجزائر.. لأنك إن قاطعت عن قناعة فذلك حق من حقوقك و لا دخل للجزائر.
أمر خطير جدا ما يحاول البعض تسويقه من أنك مع أو ضد الجزائر بناء على إنتخابك من عدمه. إنه تهميش للأكثرية التي لم تنتخب، وأد لصوتها و محاولة اتهامها بشكل أو بآخر و بطريقة غير مباشرة بأنها ضد مصلحة الوطن..
أعرف أن البعض سيقول أننا تعودنا مثل هكذا أمور من التلفزيون, و أننا نعرف أن التلفزيون مؤسسة حكومية و هي تسعى بلا شك إلى دفع المواطنين للمشاركة في الإنتخابات خوفا من العزوف، لكن هذا أبدا لا يبرر زرع مثل هكذا أفكار في عقول المواطنين. خصوصا لو علمنا أن الكثيرين قد تتسلل إلى لا وعيهم مثل هذه الأفكار، فتسيء إلى مفهوم المشاركة السياسية. و التي لا تعني فقط الإنتخاب و إنما تعني إضافة إليه عدم الإنتخاب كذلك.