مرشحون في غرف الانعاش

من نتاج الانتخابات التشريعية التي حصدت أعلى نسبة من التهريج دخول الكثير من  المرشحين غرف العناية المشددة بالمستشفيات، وهم أولئك الذين حسبوا بطريقة أو بأخرى أنفسهم من داخلي مبنى زيغود يوسف.

أعرف مرشحا من رجال الأعمال الذين راحوا أثناء الحملة الانتخابية يوزعون الهدايا طامعين في “صوت” ينعش الحظوظ في تربية الفراخ في عز نعيم الوظائف، المرشح الشاب الذي ملأت ابتسامته الجدران و المباني و المقاهي و حتى أوعية الزبالة لم ينل من أصوات من أنعمهم بنعيمه قبل أن ينعم هو سوى بست أصوات علق عليها البعض بأنه ربما حتى أمه لم تصوت له !. فجثا راكعا على ركبتيه لاح له الليل الاسود وقد غمه بالسواد.

ومرشح آخر امتهن في حملته الانتخابية ارتداء “الكوستيمات” حتى لكأنه صدق نفسه وقد فاز بمقعد. يتردد على المقاهي شارحا مشاريعه التنموية التي تقتصر على تكوين لجان حي بالعصي لحماية حيهم وكأن الأمر يتعلق بدولة في أمريكا الجنوبية !. طالبا الثقة داعما كلامه بالوعود التي لم تفارق لسانه قبل أن يسقط عليه عزرائيل الانتخابات الذي “كوبس” حلمه وادخله في ديمومة المرض الذي ربما لن يشفى منه عن قريب.

كم هم أولئك الذين حلموا ومن حقهم لن يحلموا بأنهم رعاة هذا الشعب في ذلك المجلس؟، فدفقوا أموالهم وشمروا أذرعهم، وأوكلوا مهمة الحفاظ على البيت و الولد لمن أوكلوا، قبل أن يصدموا بخيبة الأمل و صفعة الواقع التي أرجعتهم من جديد “مواطنين” كبقية المواطنين أو حتى أقل من ذلك.