بعد نهاية الملتقى توجهنا إلى المطعم لتناول وجبة الغذاء و كالعادة كان “المشوي” حاضرا بقوة و كنت رفقة “الشلة” ننعم بطاقة لابأس بها في التعبير عن القدرات الأكلية مقارنة بالقدرات الأخرى التي أردنا أن نبين عنها في الملتقى :).
بعد حلقة الأكل تلك عزمنا زبير على منزله، في المساء، حيث كان طه زرقي قد غادرنا إلى البويرة، تجمعنا في بيت زبير و التقينا بذلك الأب الرائع الذي فتح معنا نقاشات ذكية حول اللغة العربية و أشياء أخرى، حتى لكأن الملتقى تواصل، و قد كان كذلك فعلا حينما امتدت تاثيراته لتخلق حركية في طرح اشكالية اللغة العربية ذلك المساء.
في بيت الزبير و مع استمتاعنا بطروحات الأب الجميلة استمتعنا بالحلويات، أكلت كثيرا ذلك اليوم، ولولا الأضراس التي تطلق جرس الإنذار كل ما أحست بكمية زائدة من السكريات لكنت أفرغت جميع الأطباق من محتواها.
رجعنا بعد ذلك إلى الفندق و كان التعب قد نال منا، أخذنا قسطا من الراحة قبل أن نذهب لحضور الحفل الإختتامي للملتقى و الذي أقيم بدار الثقافة على ما أعتقد. لكن قبل أن أحدثكم عن حفل الإختتام أود أن أعرفكم ببطل رياضي محترف ليس في الأغواط و فقط وإنما في الجزائر و إفريقيا ككل. شاب حقق آمال شباب المدينة و شباب الجزائر بأن اعتلى المرتبة الأولى في مجاله الرياضي. أتكلم عن الامين بوركنة الذي كان كذلك من الذين رافقونا هناك في الأغواط.. وليد كان يناديه يشريكي لإعجابه به حتى أنه التقط له فيديو حين قدم عرضا رياضيا في حفل الإختتام. الأمين هو بطل الجزائر ثلاث مرات و بطل و متحصل على الميدالية الذهبية في وزن أقل من 51 كيلوغرام في الألعاب الإفريقية التي جرت بالجزائر عام 2007 في تخصص ما في رياضة الكونغ فو، حينما أطلعني على ذلك، قلت له “يجب ان آخذ صورة معك”. في الأغواط يوجد بطل إفريقي قي الكونغ فو.. أين جاكي شان؟!.
الحفل الإختتامي للملتقى
حسنا أولا سأخبركم شيئا عن منشط الملتقى و منشط الحفل الإختتامي كذلك، للأسف نسيت إسمه، كان تنشيطه للملتقى و للحفل الختامي رائعا، متمكن من اللغة العربية، عفوي، بهيج، نشيط.. و لديه ثقافة واسعة كذلك ومعرفة أحسبها جيدة بأبناء المنطقة و تاريخها.. لغته العربية جذابة، جذابة يعني أنه ينطقها بشكل صحيح و بصوت جميل لكأنك تحسبه ممثلا في مسلسل تاريخي!. لم أحضر الحفل من بدايته إذ أنني وصلت متأخرا قليلا بسبب أني تنقلت إلى مكان إقامة الملتقى مع قاسم في سيارة صديقه و قد ظللنا الطريق في البداية. المهم أني عندما وصلت وجدت أن الحفل قد بدأ، كان هناك كلمة ألقاها أحد الأساتذة حول الملتقى و حول اللغة العربية و قد كانت مداخلته القصيرة تلك جميلة جدا. بعدها جاء عرض جزء من مسرحية “فيزيو شظايا” لهارون كيلاني التي تحدثت عنه سابقا في الجزء الثاني. العرض المسرحي كان رائعا و قد أنهاه هارون بطريقته الخاصة التي صفق لها الجمهور طويلا.
بعد ذلك كان التكريم، و قد كنت أول المكرمين حيث سلمت لي شهادة شكر و هدية من قبل رجل كبير في السن عرفت أنه أحد شخصيات المنطقة و الذي قيل لي عنه أنه أول طيار في الجزائر.. هكذا قيل لي، لا تزال الأغواط تدهشني. ثم كان هناك تكريم لأعضاء GDG Aliers و أعضاء النادي العلمي. ثم عرض في الفنون القتالية قام به الأمين بوركنة مع فرقة خاصة. كان عرضا جميلا حقا. بعدها تم تكريم شخصيات أخرى شاركت في الملتقى على غرار الأساتذة الذين أدراوا المداخلات و بعض الشخصات الأخرى كذلك قبل أن يقوم قاسم، وهو غير قاسم صديقي المسرحي بإلقاء قصيدتين شعريتين تفاعل معها الجمهور كثيرا خصوصا و أن قاسم معروف في الأغواط بفكاهيته و روحه المرحة، قاسم الملتحي (إذا سمح لي بأن أناديه كذلك) كان أول من تفاعل مع مداخلتي حول التدوين حيث وفي الورشة الخاصة بالتدوين التي أدارتها سناء مساءا اطلعته على كيفية فتح مدونة و البدء بالتدوين.
كذلك كان هناك عرض لأحد الأساتذة من أبناء المدينة والذي أسس موقعا لبيع الكتب على الأنترنت، فكرة رائعة لطالما فكرت بعملها لكنني دوما ما كنت أقابل بمشاكل واقعية مثل الشحن الذي يتطلب دفع مبلغ مالي ليس بالقليل مع بريد الجزائر و كذلك سرعة وصول الطلب ووصوله من عدمه إلى غير ذلك. يمكنك الإطلاع على الموقع من هنا.
في ختام الحفل أطربت فرقة إنشادية الحضور بمجموعة من الأناشيد الدينية البهيجة، فكان ختام الحفل و الملتقى مسكا كما كانت بدايته مسكا.
انتظروا في الجزء القادم و الذي قد يكون الأخير آخر يوم في الأغواط و الذي جلنا فيه بالمدينة و تعرفنا على الكثير من تراثها و عاداتها و مناطقها السياحية.