يحدث ذلك ليلا، في المنتصف بالتحديد، رغم أن الهواء المنبعث من خارج الغرفة يكون نقيا وتنخفض معه درجة الحرارة ليصبح بالإمكان استنشاق الأكسجين المغذي للخلايا الدماغية. يحدث العكس بالضبط، أشعر كأن شيئا ما يضغط على المنطقة ما بين رقبتي وأسفل رأسي فيدفعها للانضياق، يصبح من الصعب جدا تمرير كميات كافية من الأكسجين للدماغ، ومعها أحس بخدر بسيط ورغبة في تمطيط رقبتي لكي تتوسع شرايين الدماء وتعمل عملها بشكل طبيعي.. هذا كله وأكثر يحصل بسبب فنجان قهوة أسود، لولاه لما كانت هناك معاناة.
لا أعي سببا لحصول ذلك، على الأقل فيزيائيا، أعرف فقط أنه يحصل بعدما أشرب القهوة السوداء، وأجد الأمر غريبا حين يحصل ليلا، أعني أن شرب القهوة السوداء أثناء النهار لا يؤثر بتاتا على عملية التنفس لدي.
عندما يحدث هذا، ذلك الضيق المزعج في التنفس وحرمان الهواء والخدر في مؤخرة الرأس اندفع لممارسة حركات رياضية لأضاعف من نسبة الأكسجين الذي يستهلكه جسدي، يبدو الأمر غريبا أليس كذلك؟، مشاهدة أحدهم يمارس حركات رياضية منتصف الليل بملابس النوم!. يشعرني هذا براحة ويوسع القفص الصدري قليلا ليسمح بمرور كمية أكبر من الهواء. رغم ذلك لا أتخلص نهائيا من الشعور بالضيق في التنفس لكن يصبح الوضع أقل إزعاجا مما كان عليه سابقا.
الآن وأنا أكتب هذه التدوينة أعاني من هذه الحالة، ولم أبدأ بممارسة الحركات الرياضية بعد.
Category Archives: منوع
المملكة من الداخل، روبرت ليسي
بدأت ليلة أمس الأول في قراءة كتاب “المملكة من الداخل” لصاحبه الكاتب والصحفي الأمريكي روبرت ليسي. اقتنيته منذ أشهر عدة من معرض الجزائر الدولي للكتاب من دون أن أفتحه، ليبقى طوال هذه المدة في أقصى ركن في الغرفة بحجمه الضخم “أزيد من 700 صفحة” لا أستطيع تناوله والغوص في ما نقله ليسي عن المملكة العربية السعودية التي يلقي عليها الضوء من خلال مؤلفه هذا.
لم أصدق قبل أن أقرأ الصفحات الأولى من الكتاب ما جاء على ظهر الغلاف من إشادات به وبالملحمة التي خطها ليسي عن المملكة السعودية من تصويره لتلك البيئة التي لا نعرف عنها سوى أنها بلد الحج ومكةقبل أن يتكشف لنا مستوى التناقض التي تحمله ونحن نتقدم في قراءته.
في أول جلسة مع الكتاب، قرأت منه حوالي 90 صفحة، ولولا النعاس الذي أطبق على جفني آخر الليل ما تركتني في شغف لأتعرف على الأحداث التي كان يسردها ليسي بأسلوب قصصي ممتع.
في آخر الفصل الخامس الذي ختمت به الجلسة الأولى من القراءة كتب ليسي خاتما إياه بالقول “أعدم آل سعود جهيمان، لكنهم جعلوا من أفكاره نهجا للدولة”. وجهيمان هذا، هو العقل المفكر لما حدث في مكة عام 1979 حينما قام مجموعة من المتطرفيين بالاستيلاء على الحرم المكي لظنهم بمجيئ المهدي المنتظر، متمثلا في أحد أصحابهم وهو محمد القحطاني صهر جهيمان، وتمكنوا من الاستيلاء على الحرم المكي لمدة 15 يوما كاملة سقط خلالها عشرات القتلى من الأمن السعودي والمتطرفين.
حادثة الحرم المكي، من بين الحوادث الكثيرة الي يلقي عليها ليسي الضوء في هذا الكتاب الرائع.. ينتقل نمنها إلى حادثة الشغب الذي حصل في منطقة القطيف شرق السعودية والتي يقطنها غالبية شيعة (بالنسبة لي لم أكن أظن أن بالسعودية شيعة)، متناولا كذلك قصة جميلة عن اعتقاد شيخ السلفية ابن باز بسطحية الكرة الأرضية فيما اعتبر آنذاك من قبل الكثير من الدعاة والعلماء مخالفا للعلم، قبل أن يتحول عن هذا الرأي بعد زيارة الأمير السعودي الشاب سلطان بن سلمان إلى الفضاء ضمن رحلة للناسا، وهو أول رائد فضاء عربي مسلم يقوم بذلك.
ليسي عمد إلى تأليف كتابه هذا بعد أن قضى في السعودية ثلاث سنوات كاملة وكان قبلها قد سبق له زيارتها وألف عنها كتابا عام 1980 عنوانه “المملكة”، قبل أن يقرر العودة عام 2006 إلى نفس المكان لتأليف كتاب جديد يتناول الأحداث في هذا البلد المعروف بتشدده وبقوانينه الغريبة والتي من بينها “عدم السماح للمرأة بسياقة السيارة” ووجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي شبه شرطة تقوم بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.
يوم بلا عمل
لحظي الذي لا أعرف لو وصفا محددا سيئا كان أو جيدا. أخذت يوم أمس عطلة من العمل لأعود الطبيب في ألم حل بي، خلافا للأيام العادية التي أستيقظ فيها على الخامسة فجرا، انتقمت من الساعات الأولى للصباح التي كنت أقضيها خلف مكتبي بأن نمت إلى قرابة الساعة العاشرة، كان نوما شريرا بحق، شعرت برغبة كبيرة في أن أكمل النوم إلى الساعة الواحدة أو الثانية ظهرا..
خرجت متثاقلا ثقل جو ذلك اليوم من المنزل. على العاشرة عادة ما تكون حركة المرور بالعاصمة بؤسا على بؤس. كان في نيتي زيارة الطبيب، وذلك أول وآخر ما كان علي فعله ثم العودة للمنزل والنوم من جديد، قضيت قرابة الساعة كاملة قبل أن أصل لوسط العاصمة، هاتفت الطبيب، لم يجبني. حدث أن تحسست جيوبي لأرى كم أحمل معي من نقود، فوجدتها أقل من ألف دينار مجتمعة، احنيت رأسي بعد أن احسست تخدرا في آخره، تبا، قلت في نفسي، نسيت تماما أن أحمل معي نقودا، والأمّر نسياني لبطاقة الهوية بالمنزل بعد أن فكرت باستخراج بعض المال من حسابي. الساعة كانت تقرب من منتصف النهار، وعيادة الطبيب تغلق الساعة الثانية، قدرت أنه ليس بإمكاني الذهاب والعودة للمنزل من جديد، فألغيت على مضض موعدي مع الطبيب وكلي حسرة على ذلك..
عندما تضع في حسبانك أمرا، من الصعب بمكان أن تتخلص منه حين لا تجري الأمور كما تشتهيها. لم تكن لي خطة (B) الجأ إليها في استغلال يومي الذي ذهب نصفه هباء الرياح، قلت التجأ إلى أقرب مقهى وأهاتف غفور، قد يكون منشغلا بكتابة موضوع ما عن سياسي تافه الآن، لكنه سيجد كيف يتخلص من قيوده ويأتي، قبل أن أغض النظر عن ذلك حينما التقيت بصديق كان يرأس تحرير الجريدة التي كنت أعمل بها بعد أن شارك في وقفة منددة بالعهدة الرابعة لبوتفليقة أمام ساحة البريد المركزي، هذه الساحة التي اصبحت في الايام الأخيرة ساخنة سخونة الجو السياسي، التقيته برفقة شابين آخرين، أحدهما كان من لجنة الدفاع عن حقوق البطالين راح يمطرني بعد أن التمس اهتمامي بحديثه (والحق أني لم أكن أفعل ذلك إلا لأنني أردت تجنب خوض نقاش في السياسة) بمحاضرة سياسية عن الحقوق الاجتماعية وخزعبلات السياسيين وترهاتهم، من دون أن يتوقف عن الكلام عن التوفيق وبوتفليقة وأشكال سياسية مقيتة، الأمر الذي أرهق مسامعي بما لا أريد سماعه أبدا. غمزت صديقي الذي كان على وشك أن يتركهما يرحلان قبل أن يفعل ذلك بسرعة، ورحت وإياه نقلب حديث السياسة إلى الحديث عن المثيرات من الفتيات اللواتي غزين في ذلك النهار شارع حسيبة..
من غرائب الصدف أن التقيت بصديقين آخرين في ذلك الوقت ونحن على عتبة مقهانا المعتاد بساحة موريتانيا، لم أرهما منذ مدة، شغلنا نحن الأربعة طاولة في أحد الأركان وغرقنا في مواضيع عن النساء والصحافة والمال والأعمال والبؤس وقليل قليل من السياسة، قبل أن نفترق بعد حوالي ساعتين من الزمن…
مساء قرابة الساعة الثالثة نزلت إلى المسرح الوطني لأحضر لقاء صدى الاأقلام الأسبوعي الذي يعنى بالأدب، دخلت متأخرا عن موعد الفضاء بساعة، أول ما التقيت هناك بصديقي عبد الرزاق بوكبة، المشرف على الفضاء، جلست استمع للميس سعيدي الشاعرة الجميلة التي نزلت ضيفة لتحكي بعضا من ديوانها الجديد، قبل أن تحل الشاعرة فاطمة شعلال، تلك المرأة صاحبة الاحساس المرهف التي من غرابة الصدف أني لم أن تعرفت عليها قبل ذلك إلا بوقت قصير حينما أشادت بها إحداهن على الفايسبوك. بالنسبة لي كنت أجهل عالمها الإبداعي جهلي بالكثير من المبدعات الجزائريات. ابتسمت في داخلي أن واتتني فرصة أن ألاقيها ها هنا بعد أن رغبت في ذلك يوم أن تعرفت على أشعارها.. اتصال صديقتي إلهام التي كنت واعدتها على اللقاء جعل أمنيتي تتأجل لموعد لاحق، انسحبت من عالم الشعر تاركا فاطمة شعلال التي كانت بدأت بالحديث عن تجربتها تحكيها للحضور القليل من دوني.. انسحبت بخفة لألاقي الهام في ساحة بورسعيد وبيدها كيس به مجموعة من الكتب كنت قد طلبت منها أن تحضرها لي.. واحد منها رواية الفيل الأزرق لأحمد مراد والتي أتممت منها في أول جلسة 70 صفحة وهي الرواية التي دخلت قائمة البوكر القصيرة لأفضل الروايات العربية..
كان لقائي بالهام الثاني أو الثالث، لم نلتق هكذا سابقا مع معرفة، كان لقاؤنا الأول بمعرض الكتاب، الهام كانت بائعة بدار العين المصرية، وحدث أن زرت الدار لاقتناء كتاب “ضغط الكتابة وسكرها” لأمير تاج السر، والثاني لقاؤنا بالمسرح والثالث كذلك.
من الجميل أن يكون لك أصدقاء يقرأون وأجمل ما في الأمر هو أن تستعير منهم بعض الكتب التي لا توجد بمكتباتنا، هذا إن كان في مكتباتنا كتب بالأصل!!. إلهام أعارتني أربعة كتب، رواية “الفيل الأزرق” لأحمد مراد، رواية “كل الأحلام تنتهي في ديسمبر” للكاتبة السعودية الشابة أثير النشمي، وروايتان أخريتان، وأنا أكتب هذا التدوينة أنسى حقا عنوانيهما.
لم التق بغفورن كان علي أن أعود إلى البيت، فتحت الفيل الأزرق حينما استقريت على كرسي شاغر بالحافلة وغصت فيها عميقا..
من أشعار فاطمة شعلال/
«أحاول أن أنفض عن أثاث العمر غبار التردد
أرش المدى بالحلم
فقد يزهر الوعد
أنتظر
أنتظر
أنتظر
لعل دفئا يشع
فيلبسني البرد
أناغي وهما
أوله في أصبعي
وآخره لا يبدو
أركض ألاحقه
فيهمس لي الوقت
“الوقت لم يحن بعد”
ياه،، أضرب كفا بكف
لم يخطط الوغد؟
وقد صار في الرأس بياض
وعلى الوجنتين تصدع
وقد ذبل النهد؟؟»
رشيد نكاز رئيسا في البريد المركزي
لم يخطر على بالي أن أكتب شيئا في السياسة، على الأقل في هذا الوقت بالضبط الذي أشعر فيه ألا ناقة لي ولا جمل في ما يمكن أن يحدث من تطورات سياسية في البلد، لأن السياسة لمتعد تثير حماسي حتى لأتناولها بالحديث مع أحدهم.
المهم كان ذلك قبل يومين، كنت قد قررت النزول لوسط العاصمة بعد العمل وبالضبط على الساعة الثالثة بعد الزوال لسماع ما يمكن أن يقوله رشيد نكاز المرشح السابق للرئاسيات الذي خرج من التنافس على كرسي الرئاسة بطريقة أقل ما يقال عنها أنها غريبة. وصلت هناك حوالي الساعة الثانية والنصف، الجو كان ربيعيا مشمسا ومواتيا جدا لإقامة لقاء شعبي، وقد كان كذلك شعبيا وليس صحفيا. لم أحضر اللقاء لتغطيته كصحفي، كنت أريد فقط أن أسمع مِن هذا المرشح الذي كسب له تأييدا شبابيا على النت، وفي البريد المركزي أيضا ذلك اليوم من خلال المئات من الشباب الذي حضروا لقاءه. كانت رؤية أعداد الشباب الكبيرة بمحيط البريد المركزي وهم يتناقشون في الوضع السياسي للبلد تحيلك إلى صورة زاهية على الديموقراطية في البلد.. فقط لو لم أكن جزء من هذا المجتمع لطبعت ابتسامة زاهية الألوان على وجهي سعادة بذلك. لكن الأمر لا يسير على هذا النحو، إذ كان أن التف المئات من الشباب على مرشحهم “المفترض” نكاز ما إن بدأ من بعيد يتقدم وسط الشارع الرئيسي وما حدث أن يصل إلى البريد المركزي حتى كان أن اختنق المسكين من الفوضى التي عمت المكان، لم يحسب لذلك حسابا لربما، أو أن نكاز أراد أن يكون الأمر على هذا الشكل، ربما لأنه فرنسي التنشئة والتربية أكثر منه جزائري اعتقد أن أنصاره سيصطفون مثلما يصطف المصلون في الصلاة متقدما إياهم ليؤمهم بخطاب، الدور الأعنف في كل “الفوضى التي حصلت بالمكان كان للصحفيين، أولئك الذين من المفترض أن اللقاء خصص لهم، كان عليهم أن يقاتلوا من أجل أن يوصلو ميكروفوناتهم ومسجلاتهم إلى أقرب نقطة من فم نكاز. وأنا بعد مضي وقت كنت من بينهم!!. لم يكن هناك ميكروفون ليتحدث به نكاز إلى أنصاره، المئات منهم لم يسمعوا شيئا مما قاله، ومما قاله لم يقل أبدا ما جاء ، أو ما حسب الكثيرون أنه سيقوله بخصوص سرقة السيارة التي تحمل استمارات توقيعه. هل كان من غبائه أن يجتمع بأنصاره من دون وجود مكبر صوت!!. صوته لم يكن يصل وسط الفوضى إلى مترين أو ثلاث، بينما عشرات الأمتار الأخرى مساحة يحتلها عشرات الشباب لا يسمع وسطها سوى أهازيج متفرقة بعضها لا يكاد يكون لها أدنى ارتباط بنكاز أو الرئاسيات أصلا.
المهم.. بعد دقائق من صبري على بكمه قدرت أنه علي أن أناضل من أجل الوصول إليه لأطرح عليه بعض الاسئلة، وفعلا فعلت ذلك.. جاهدت للوصول إليه وسط الفوضى العارمة، وعلى مقربة منه شاهدت الرجل المسكين كيف تكوم بين مجموعة من الشباب وكأنه فعلا رئيس للجمهورية. هو بنفسه قال ذلك “يا شباب خلوني نهدر، غدوا لوكان نكون رئيسكم تاني ماتخلونيش نهدر”. لا عجب أن عنوان تغطية الشروق اليومي على الحدث جاء “نكاز.. رئيسا في البريد المركزي”.
وفقت في الوصول إلى نكاز، وتسجيل خطابه وكانت لي فرصة أن ساأته سؤالين اثنين أهمها كان رأيه في الحل المنطقي الذي سيلجأ إليه المجلس الدستوري في قضيته، لم يقل شيئا سوى أنه يثق في أنه سيجد حلا سياسيا، مؤكدا على “الحل السياسي”!! ولم افهم ولا أحد فهم أو سيفهم ذلك الحل السياسي.
بعد هذا انسحبت من هناك، وقد التقطت له عديد الصور والفيديوهات، كان الأمر تمام كما توقعت له أن يكون حول التجمع والأهم حول نكاز الرئيس المحتمل للجزائر، الرجل لم يكن سياسيا لا من خلال خطابه ولا من خلال تصرفاته كذلك. قد يتساءل أحدكم إن كان هناك أصلا سياسيون في الجزائر؟؟!!. وما قد لا يوافقني عليه الكثيرون، أن غالبية من حضر وقفة/ندوة نكاز لم يكونوا فعلا من أنصاره الذين يعول عليهم في أن الذهاب معه بعيدا في مشواره السياسي في الرئاسيات أو غيرها، لا أحد قد يفهم الشباب الجزائري، إنهم كاريزما خاصة من التناقضات، لهم من التصرفات والأفكار ما قد يعصف بأي دراسات نفسية واجتماعية سبق وأن أجريت. متأكد أن غالبية من حضر لم يكن ليصوت على نكاز لو ترشح، هذا لو أنهم انتخبوا أصلا!!. قد يقول قائل، لم وكيف؟. لا أعرف بالضبط من أين ينبع حكمي.. لكن ما نراه في الجو السياسي العام في البلد يؤكد ذلك.. ثم نكاز.. إن لم تكن تدري.. الكل يجعلك رئيسا بالفم فقط وعلى الفايسبوك.
فوريست “كل باستطاعته صنع عالمه الخاص”
في تدوينة سابقة تحدثت عن تفويتي متابعة فيلم “طريق العدو” واللقاء بالممثل الهوليودي فوريست ويتيكر الممثل الأمريكي الشهير الذي زار الجزائر في أول عرض للفيلم الذي أخرجه الفرانكو جزائري رشيد بوشارب. بالصدفة شاهدت على قناة mbc max البرنامج الاسبوعي سكوب لصاحبته ريا أبي راشد التي غطت فعاليات مهرجان برلين السينمائي التي اختتمت مؤخرا، والتي شارك بها فيلم طريق العدو الذي للأسف لم يحصل على أيٍ من جوائز المهرجان.
الجميل في الأمر أن ريا أبي راشد التقت بفوريست وأجرت معه مقابلة في حضوره الأول للمهرجان الذي كان من أجل الترويج لفيلمه مع بوشارب، لكن المحزن هو أن الست ريا لم تتطرق في حديثها مع فوريست إلى دوره في فيلم طريق العدو رغم إشارتها إلى أن فوريست حضر في المهرجان أصلا من أجل هذا الفيلم !.
لمتابعة مقابلة ريا مع فوريست على موقع MBC ادخل الرابط التالي http://goo.gl/j7sjPh
مما قاله فوريست وأعجبني (هو لم يقل الكثير صراحة) إنه باستطاعة كل فرد أن يقوم بصنع عالمه الخاص، ولا يتاتى ذلك إلا عن طريق إدراك الفرد أن له القوة الخاصة التي تمكنه من صنع ذلك العالم وإحاطة نفسه ببيئة تستحق أن يعيش فيها بإيجابية.
في الأخير هذا الفيديو الترويجي للفيلم
خيبة طريق العدو
فوت قبل يومين على نفسي مشاهدة فيلم “طريق العدو” لمخرجه الجزائري رشيد بوشارب في أول عرض له بقاعة سينما المقار بالعاصمة، والأمّر أني فوت على نفسي مشاهدة ممثلي الفيلم الذين جاؤوا خصيصا لحضور عرضه الأول. من بين أولئك الممثل الأوسكاري الشهير فوريست ويتكر، الذي شددت على أصابعي ندما لأنه فاتني أن أراه وجها لوجه، صدقوني هذا لا يحدث أحيانا حتى في الأحلام.
ما حصل أن الوقت لم يكن في صالحي لحضور الفيلم مع كثرة الأشغال، حاولت أن أحضر، أن أؤجل شيئا ما من هنا وشيئا من هناك قبل أن أستسلم في الأخير للظروف التي وقفت أمامي غير عابئة برغبتي الكبيرة في أن أطل مجرد إطلالة على تلك الوجوه التي تصنع الكثير من أحلامي من خلف شاشة التلفزيون. استسلمت في الأخير واستقرت شبه دمعة خيبة مريرة على مقلة عيني.. صدقا يستحق فوريست وبقية أبطال الفيلم أن يتخلف الواحد عن جميع التزاماته ويتخلى عن جميع انشغالاته من أجل رؤيتهم وجها لوجه.. لكن ما حدث قد حدث، أنا حزين لذلك رغم محاولتي مواساة نفسي لهذه الخسارة.
فيلم enemy way أو طريق العدو الذي تم عرضه الشرفي الأول وحضره مجموعة من ممثلي الأدوار الرئيسية هو آخر أفلام المخرج الجزائري المتألق رشيد بوشارب الذي عمل على أفلام كبيرة سابقا كفلمه “خارجون عن القانون” الذي أحدث ضجة قبل عامين في مهرجان كان ورشح للأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. وقد حضر عرض هذا الفيلم زيادة على فوريست كل من ألين بورشتاين التي سبق لها الفوز بالأوسكار كذلك والنجم البورتوريكاني (هل هكذا نقول عن أحدهم من بورتوريكو !) لويس غوسمان وغيرهم. ومخرجه كذلك الذي جدد بهذا العمل دخوله السينما العالمية من أبوابها الواسعة.
لم أعرف إلا مؤخرا بأن الفيلم سيعرض في الجزائر، على الرغم من أنه يعرض لأول مرة بالتزامن مع مشاركته في مهرجان برلين السينمائي الذي تجري فعالياته حاليا بالمانيا. أعتقد أني فوت على نفسي فرصة كبيرة لمشاهدة ممثلين حقيقيين من أمريكا، لم يكن يهمني مشاهدة الفيلم الذي سيعرض مرة أخرى شهر ماي المقبل، بقدر مشاهدة فوريست وأصدقائه، لا أتصور شعوري وأنا أشاهد فوريست ويتكر وجها لوجه.. !!. أقصد بأي وجه له كنت سأراه، إنه يرتسم في رأسي بعديد الأوجه من أدواره السينمائية المتعددة.
هذا العمل السينمائي الجديد لبوشارب مقتبس من فيلم “two man in town” لمخرجه الإيطالي خوزي جيوفاني الذي أنتج العام 1973 ويحكي طوال مدة 117 دقيقة قصة رجل يدعى وليام غارنيت وهو مجرم سابق يخرج من السجن بعد ارتكابه لجريمة قتل ويعتنق خلال قضاء محكوميته في السجن الدين الإسلامي، لكنه يعيش صراعا نفسيا داخليا بعد محاولته بناء حياة جديدة وتعرضه لمضايقات من مامور الشرطة (هارفي كيتل) و زملائه السابقين.
لا أعرف حيثيات الفيلم الدقيقة أو كيف عالج بوشارب نظرة الأمريكي للأمريكي المسلم، لكن هذا الموضوع بالضبط أخذ بتكاثر مؤخرا في السينما الأمريكية، بخروج عديد الافلام التي تتناول حياة المسلمين والتحديات التي يجدها بعضهم في التواصل مع بقية الأمريكيين. يبقى الحكم على الفيلم بعد مشاهدته وكذا بعد ما سيحققه في المهرجانات السينمائية التي يسيشارك بها على الرغم من اعتقادي دوما بأن الحكم على جمالية الفيلم تبقى للمشاهد وحده.
بالحديث عن فوريست الذي سترتسم في جوف قلبي غصة مريرة لتفويت رؤيتي له، شاهدت لهذا المبدع الكثير من الأفلام من بينها فيلم The Experiment الذي أدى فيه دورا رائعا لشخصيتين متناقضتين، هذا الفيلم يحكي قصة مجموعة من الرجال الذين يستغلون لحاجتهم للمال من أجل إخضاعهم لتجربة في مركز بهدف إجراء دراسة على سلوكات البشر. التجربة تعتمد على محاكاة سجن، حيث يؤدي مجموعة من الرجال دور السجناء وآخرين دور مسجونين وهكذا تتطور الأمور في محاكاة شبيهة تماما بالسجن قبل أن تتغير سلوكات الكل سجناء ومسجونين وتحدث اشتباكات وعنف بين الطرفين تؤدي إلى مقتل البعض وتمرد المسجونين على السجناء الذي يقودهم فوريست والذي يتحول إلى إنسان شرير بطبه في تعبير عن ما تمنحه السلطة للبعض من غطرسة وتعجرف. وقد شارك إلى جانب فوريست في هذا العمل أدريان برودي الذي مثل دور المسجون وجمعته علاقة صداقة نوعا ما ب”باريس” (الشخصية التي مثل دورها فوريست)، قبل أن تتحول تلك الصداقة إلى عداوة خلال التجربة التي دخلاها. ربما أكون أحرقت الفيلم لمن يود مشاهدته لكن الأكيد أنه فيلم ممتع من تلك الافلام التي لن تنساها بمجرد أن تنهي مشاهدتها.
إلى هنا سأكتب في مفكرتي أني فوت مشاهدة فوريست وأصدقائه و”إينمي واي” رشيد بوشارب ربما إلى فصل لاحق من هذه الحياة.
196
سأعود للكتابة لأني أحس ببعض الوجع!
فاليري كارمن
1
عندما أحلق ذقني صباحا،(مذ بدأت استعمل جيلات ماك 3 على الأقل) لم أشعر بوجع على ذقني، أحس بأداة الحلاقة وهي تتعرج بتموج قاطفة ما امامها من شعيرات سلسلة. وجهي لا تبدو به آثار وجع حين أنظر إلى نفسي في المرآة بعد ذلك أيضا، إلى أين يذهب الوجع؟.. يبقى في الداخل حيث يتكوم على نفسه ويعتصم مسببا لي مشاكل في المعدة تحرمني من الاستمتاع بقهوتي المسائية السوداء االتي أعشقها بشدة. لو كان هناك منفذ، ولو بسيط، كنت عملت على توسيعه ليتدفق بسرعة كل شعور لا أرغب به البتة داخل قواعد جسدي-روحي.
2
اليوم هو الجمعة، منذ دخلت عالم الصحافة حكم علي أن أعمل في هذا اليوم، تتخيلون كم هي طويلة الفترة التي قضيتها من عمري كان يوم الجمعة فيها مرادفا للعطلة الأسبوعية والتعبد وأشياء أخرى لا أعرف كيف تساقطت صور منها على ذاكرتي صباحا.. اجتماع العائلة على فطور صباحي، خبز “المبسس” الشهي الذي تعده والدتي، ماتش الكرة مع الأصدقاء وسط غبار الشارع ونرفزة المارة ورائحة عرق الأجساد المتناثرة على بعضها البعض واستفزازات المناصرين-اللاعبين الذين يتصيدون الأخطاء للتضحية بأحدهم وأخذ مكانه في اللعب. صلاة الجمعة وهروبنا ونحن أطفال إلى الغابة وقت الصلاة والعودة بعدها الى المنزل متنورين بنور الشمس الساطع الذي لفحنا على أوجهنا متلقين التبريكات “تقبل الله صلاتكم”، وضمائرنا الصغيرة التي تعاتبنا على فعلنا المخزي ذاك. زيارة العوائل مساءً والاجتماع الحميمي، كل تلك الصور تساقطت في هذه اللحظة بالذات والشمس تصنع لها مسارا في السماء.
3
مؤخرا استمتعت إلى الأغنية الأخيرة لميلي سيروس، أول أغنية اسمعها لميلي، تعودت على هذه الفتاة كممثلة لا كمغنية، لم أشأ أن اسمع أغانيها على الرغم مما أثارته من ضجة حادة في الغرب حول ظهورها في الفيديو كليبات شبه عارية، كنت اقرأ عن ذلك كله في مدونتي الهافينغتون بوست وماشابل بكثرة من دون أن أتحمس لسماع أغانيها، لكن بعدما فعلت ذلك مع أغنيتها الأخيرة Wrecking Ball وجدتني ضيعت على نفسي سماع صوت وأغنية جد رائعين، فيديو كليب الأغنية حقق لوحده مشاهدات تفوق 500 مليون مشاهدة على يوتوب !.
4
عملي الجديد حتم علي بشكل ما استخدام تويتر، كان علي فعل ذلك للبقاء على الاطلاع على آخر الأخبار، جاءت الحتمية في وقتها المناسب تماما، في وقت بدأت أضجر فيه من الفايسبوك، من تعقيداته الكثيرة مقارنة بتويتر، من خدماته الكثيرة المشتتة والرديئة في آن مقارنة بتويتر كذلك، حتى أني توقفت عن الكتابة على الفايسبوك مؤخرا ربما في أطول فترة افعل فيها ذلك، قرابة الشهر، ربما يستحق تويتر أن اكتب عنه أشياء كثيرة مميزة لأنه فعلا موقع بسيط ومميز مقارنة بالفاسيبوك. في تويتر مثلا لن تظطر لمتابعة من لا تريد متابعته، ليس هناك مستخدمون يشيرون إليك في صورة ليس لك أي علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، زيادة على الإشعارات المزعجة التي تأتيك من ورائها، وغيرها الكثير من الأمور الأخرى. المهم، حكمت مبدئيا في عقلي على تقليلي من الإبحار في الفايسبوك وتجريب تويتر الذي اكتشفته رائعا.. ولمن يريد متابعتي هناك هذا حسابي @kada01
4
ماذا عن الأفلام، حزين لأن كمبوتري ليس بحوزتي خلال هذه الفترة، ما يمنعني من مشاهدة الأفلام الجديدة لهوليود، اكتفي فقط بأفلام الماكس و2 اللتين غالبا ما تعيدان أفلام تم عرضها مسبقا، رغم ذلك لا مانع لدي من إعادة مشاهدة بعضها لروعته.
من الأفلام التي أدرجتها ضمن مفضلة الأفلام مؤخرا فيلم بعنوان “her” عن كاتب يعاني من مشكلة شخصية، اخترته ربما لأن بطله الرئيسي هو جاكوين فونيكس الذي أعشقه بشده.
!2014
ps: هذه التدوينة كتبت أياما قبل العام الجديد
في 2014 سأكون كما كنت في 2013، وكما كنت في باقي السنوات الماضية، لن أتغير، لن أضع لائحة بمشاريع جديدة، ولا مراهنات على كوني سأتحسن إلى الأفضل، الأفضل الذي لا أعرف له شكلا معينا يوجب علي أن أتخذه في تصوري لبناءه. ربما سأستيقظ متأخرا كعادتي في العام الجديد ، أتجه إلى المقهى في طرف الشارع، أجلس قبالة الطريق السريع، أشاهد مناظر الغادين والقادمين وهم يتكومون للحاق بالبيس، أشتم بنغص رائحة دخان السجائز الذي يملأ الجو حولي، وأتكأ على كرسي خشبي مدقق المفاصل، وأدعو الله في سري أن يأتي اليوم الذي تستطيع فيه باعوضة سليمان أن تهدهده كليا من أجل أن يأتو بكرسي جديد.
كالعادة ساتصل بغفور، وأطلب منه أن يلاقيني في وسط العاصمة، سنغدو معا للجريدة، أدخل صباحا متشائما كاللعادة، أضع قهوتي قبالتي وأنظر بشزر إلى الساعة التي تمر بسرعة، سألعن في سري مرة أخرى صوت الفاكس الذي لا أطيق سماعه وهو يرن مستقبلا بيانات جديدة، وسألعن كل خبر جديد سيصل حارما إياي لذة الاستمتاع باللحظة المتباطئة.
ناو مور دريمز، لا أحلام جديدة….
ps: هذه التدوينة كتبت بعد أيام من 2014
الحقيقة أنني نهضت باكرا على غير المعتاد بتاتا، بل باكرا جدا مقارنة مع باقي الأيام، قبل الفجر بقليل.. لم أتجه إلى المقهى، بل حصلت على قهوتي من ماكينة قهوة وهي أول مرة أفعل فيها ذلك في حياتي كلها، غفور لم يكن معي هذه المرة، أكيد أنه كان يغط في نوم أعمق من العميق حين نهضت. لم أركب البيس، بل ركبت سيارة خصصت لنقلي لمكان عملي. عملي الذي لم يعد بالجريدة تلك التي فارقتها قبل يومين من العام الجديد بعد عشر أشهر بالتمام والكمال من العمل بها. عملي الجديدة كان في قناة تلفزيونية وسيكون علي كل يوم أن أنهض باكرا قبل الساعة السادسة حتى أبدأ العمل..
العام الجديد جاء بمتغيرات كثيرة في حياتي، لم أتوقع أنه بعد كل ذلك الهدوء الذي عرفته في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر سيتحول فجأة هكذا إلى حركية كبيرة.. أحمد الله أنها حركية إيجابية.. كما أتمنى أن تتواصل هكذا لبقية العام أو تزداد..
195
سئمت من اضطراري لتدبر أموري بصعوبة
سئمت كل هذه الأمور
ولكن أكثر من هذا
سئمت عدم وجود امرأة في حياتي!
@لويد
dump and dumper
اليوم انتابتني حالة ملل شديد، لم أجد لي حماسا في فعل أي شيء يذكر، حتى للجلوس في المقهى الذي يكون أول ما يخطر لي على بال حين أشعر بالملل. الجلوس والتحديق في اللاشيء.. اليوم رغبتي كانت في فعل لاشيء. أزعجتني حالتي تلك وتمنيت لو أتعلق بأحدهم في الشارع وأخبره بكم ذلك الملل في داخلي.. قد أفعلها يوما !!.
ما اعتدت سماعه من أغاني لم يرقني اليوم، وكأنها ليست نفس الأغاني التي أطرب لسماعها كل مرة!!
الكثير من العمل ينتظرني.. أجلت كل شيء، رغم معرفتي بأني قد أندم لفعل ذلك لاحقا.
أكره أن أبدأ بتجريب الكثير من الخيارات في محاولة إيجاد شيء يثير الرغبة في داخلي.. لم أجد شيئا، أواصل البحث.. أظنني سأنام على هذه الحال.