ما فهمت والو

هل يخالجك شعور كجزائري أنك “ماراك فاهم والو” في الجزائر؟ وأنك رغم جزائريتك القحة، و أصلك و أبويك الجزائريين و تاريخك الجزائري و جنسيتك و بطاقة التعريف “الخضراء” تحس في لحظة ما أنك أقل وطنية من “البعض” الذين ينادون يجزائريتهم “الطاغية” و وطنيتهم “السامية” و أنك لا تقصد ذلك حقا و يعذبك ضميرك و لكن الله غالب، “ماراك فاهم والو”؟. قد يكون الأمر أكثر شبها بسنوات الدراسة حين يدخل المعلم فجأة و يسأل عن الواجب المدرسي الذي بالطبع لم تنجزه أنت و لا تعرف عنه شيئا و يبدأ أصحابك في اخراج الأوراق و الدفاتر و يسألونك عن واجبك أنت المجتهد ، تحس أنك “ماراكش موجود” و أنك “ماك فاهم والو”. حالة غريبة ، اليس كذلك؟.

لا أعرف صديقي الافتراضي إن كنت تشعر بذلك أم لا، لكني متأكد من أن الكثيرين يفعلون، و أنا واحد منهم… “ما فهمت والو”!.

مسرحية “سرقة مجلس القضاء”

أظن أن على المسرحيين المحترفين و المبتدئين وممن هم أعناقهم طويلة في المسرح أن يعترفوا أن كل ما قدموه و يقدموه لأبي الفنون لم يرقى إلى مستوى نسج مسرحية مركبة تركيبا كاملا مثل تلك التي نسجها البعض لدى سرقتهم ملفات فساد من مجلس قضاء الجزائر. فأن تصل مسرحية كهذه أن تضحكنا على أنفسنا بدل أن نضحك نحن منها لهو الفن بحد ذاته !.

لا أدري أي عنوان يصلح لتلك المسرحية و لا أدري بالأحرى إلى أي مفرغة من المفرغات التي تعوّد المواطن أن يرمي فيها “البهدلات اليومية” يمكن أن أضيفها. فهي و إن كانت تنتمي إلى ما يصطلح عليه “الفساد” إلى أن الفساد بحد ذاته لو نطق لكركبها بعيدا عنه، لا تشبه أي قضية أخرى أصابنا منها الغم حتى باتت من محطاتنا اليومية التي نمر عليها مرور الكرام من دون أن يستقر لها المقام في عقولنا، حتى أصبح المخ الجزائري لا يحلل و لا يقدم و لا يؤخر في قضايا الفساد، تعايش معها كالوباء الذي يصيب الجسد فيصبح مع الوقت شيئا عاديا.

لم أغضب من هذه السرقة كما يجب أن يحدث، و لا أظن أن أحدا فعل ذلك.. قد يغضب الجزائري و يصل به الأمر حد النرفزة العصبية التي تقضي على أحد شرايينه إن خسر المنتخب الوطني مباراة في كرة القدم، لكن أن يفعل ذلك هنا فهو بلا شك ما لن يحدث.. لذا، أستغرب حقا من التبريرات التي قدمها و يقدمها القائمون على قصور العدالة في الدولة، فسواء كان السارق حسبهم نائما و نسج في أحلامه سرقته تلك التي نفذها بعد أن استيقظ. أو أن السارق نفذ سرقته تلك على طريقة السينما الأمريكية، فالأمر بالنسبة للمواطن البسيط سيان.. “ما يدي ما يجيب”.. لذلك نصيحة لمن تنفذ في حق قطاعاتهم سرقات كبيرة.. “سكتونا برك يرحم باباكم”.

موضوع عن موضوع تورط الفرنسيين في اعتداء إن أميناس

قبل أن تقرأ التدوينة يرجى قراءة هذا الموضوع لتفهم ما أتحدث عنه

ليس من عادتي أن ألقي بالا لما ينشر في الصحافة الجزائرية، لكني قرأت اليوم على إحدى الصحف تحقيقا بدا من عنوانه العريض أنه تحقيق بالمعنى الحقيقي للكلمة، و لكن تبين لي فيما بعد قراءته أنني تمنيت لو مر الوقت هكذا من دون أن أشعر بذلك الشعور الغريب الذي يحيلني على تذكر أنني في دولة من دول العالم السابع و العشرين.
التحقيق الذي ظهرعلى الصفحة الأولى لجريدة “جريدتي” يوم الأربعاء جاء تحت عنوان الاستخبارات الفرنسية متورطة في الهجوم على عين أمناس. حين قراءة العنوان يتضح أننا بصدد الإطلاع على محتوى موضوع سيكشف لنا ما افترضه أغبى أغبياء مرتادي أحد المقاهي الشعبية في أحد الأحياء القذرة في منطقة ما من الجزائر. ولكن بعد قراءة الموضوع ستتمنى حقا لو أن بيدك مسدس!!.

يقول صديقنا الصحفي في بداية موضوعه أن المخابرات الفرنسية متورطة تخطيطا و إعدادا و تنفيذا في الإعتداء الإرهابي على عين اميناس، حسنا، إذا افترضنا ان المخابرات الفرنسية خططت و أعدت للهجوم فهل هي من قامت بالتنفيذ كذلك؟؟ يعني ما يسمى بكتيبة الملثمون تبخرت!!؟؟. هل تابع كاتب المقال تصريحات الوزير الأول، هل كان مستيقظا طوال تلك المدة التي سخن فيها الحديث عن الإعتداء الإرهابي؟؟…

ثم يواصل تحليله للعملية بالقول..

كي نفهم الخطة الفرنسية لاحتلال شمال مالي تحت ذريعة طلب سلطات باماكو هناك طرد الإرهابيين، يجب أولا فهم الإطار العام، لتلك الخطة. فهي تراعي مسرح الحرب وحدودها، أي دول الجوار خاصة أنها منطقة صحراوية شاسعة لا يمكن مراقبتها تحت كل الظروف. فهذا هو جوهر العمل الاستخباراتي وهو ما قامت به فرنسا قبل 6 أشهر على الأقل.

 

حسبه أنه كي نفهم الخطة الفرنسية علينا أن نفهم أن منطقة الساحل هي منطقة صحراوية لا يمكن مراقبتها و ذلك هو جوهر العمل الاستخباراتي. و سؤالي هو ما علاقة عدم القدرة على مراقبة منطقة ما بالعمل الاستخباراتي؟، و كيف يكون هذا جوهره إذا افترضنا أن الاستخبارات إنما تنشط في أشد المناطق حركية في العالمدن الكبرى.. في نيويورك، في باريس في واشنطن في مسوكو و غيرها. ثم اخبرنا كاتب المقال على ان الاستخبارات الفرنسية خططت للعملية قبل ستة اشهر على الاقل و لا اعرف حقا من اين له بهذه المعلومة؟.

ثم ينطلق في تحليله من فرضيتين، هذا ما يقوله في السطر الحادي عشر. بعدما فهمنا من العنوان أن الأمر متعلق بمعلومات  قد تكون وصلت الجريدة أصبح الأمر كله يتعلق بفرضيات!!. سنقوم بتجاوز الفرضية الأولى لنحلل مع الكاتب الفرضية الثانية و التي يقول فيها:

إن مهاجمة قواعد الجماعات المسلحة في شمال مالي سيجبرها على الفرار…والاتجاه نحو الأراضي الصحراوية في الجزائر، حيث توجد مواقع البترول والغاز… وهذا يتطلب بدوره مبررا يسمح بملاحقة هؤلاء المتسللين تحت اسم الحق في متابعة مطلوبين، مما يؤدي عمليا بالجيش الفرنسي إلى الدخول في أراضي الغير، أي الجزائر تحديدا. فكيف يمكن تنفيذ ذلك إذا كانت فرنسا في غنى عن المجال الجوي الجزائري في الأصل، وكانت تطلب أكثر من هذا؟.

 

وإن افترضنا مع افتراضه أن الإرهابيين قد يتسللون إلى الجزائر بعد مطاردة الفرنسيين لهم، و هذا مستبعد في الغالب، إلا أن كاتب المقال نسي أن يشير إلى أن الجزائر أغلقت حدودها مع مالي عسكريا. ثم أن مصطلح الحق في متابعة مطلوبين مستخدم في غير محله، كيف يكون هناك متابعة لمطلوبين على أرض الجزائر من قبل فرنسا، إذا علمنا أن الارهابيين في غالبيتهم جزائريين!!. ربما لم يقرأ كاتب المقال التاريخ جيد ليعرف عن أي دولتين يتحدث.

يقول الكاتب في فقرة أخرى

وجود فرنسي مشبوه
بالعودة إلى المنطقة البترولية بعين أمناس ندرك أن فرنسا لا تملك مصالح فيها، فالشركات الثلاث العاملة هناك إما إنجليزية أو نرويجية أو جزائرية ممثلة في سوناطراك، وبالطبع فإن العمال كما هو معروف في ميدان البترول عادة ما ينتمون إلى عدة جنسيات. والذي حدث على الأرض في إطار الخطة الاستخباراتية الفرنسية أنها قامت بزرع أحد رجالها بالقاعدة البترولية ويدعى “يان دي جو” صاحب مطعم في “أنجلي” بمنطقة “البيريني” بفرنسا، وهو رجل سابق من القوات الخاصة. المهمة في ظاهرها التي بدأت قبل شهرين من الهجوم الإرهابي على القاعدة البترولية بعين أمناس، تتمثل في ضمان إطعام العمال، أما في عمقها فهي تعمل على توفير المناخ الملائم للهجوم على القاعدة بحكم معرفته الطويلة بالمنطقة الصحراوية، خاصة أن المعلومات المؤكدة تثبت بأن الإرهابيين الذين قادهم جزائري يتشكلون من جنسيات أجنبية، ويوجد من بينهم إرهابي فرنسي حسب ما تؤكده الصحافة الفرنسية يعد من القتلى مثلما يعد الرأس المدبر للعملية وهو “يان دي جو”.
الإعتقاد الذي بنى عليه الكاتب فرضيته وهو أن فرنسا لا تملك عمال لديها في المنطقة لذلك قامت بعملية زرع إرهابيين هناك اعتقاد غبي في رأي و لا يخضع لأي منطق!. ثم من أوحى لصاحب المقال بأن الفرنسي المدعو يان ديجو خطط للإعتداء الإرهابي؟؟!!.  و هل يعقل أنه لو كان يان ديجو الرأس المدبر للعملية يُقضى عليه، من هذا الغبي الذي يدبر لعملية يقتل فيها نفسه!!؟؟.

و ما يذهب إلى الاعتقاد بأن الرجل السابق للمخابرات الفرنسية كان أداة ربط مع الإرهابيين، أنه حظي بتكريم خاص جدا لم ينله أي فرنسي آخر بعد مقتله في هجوم الجيش الجزائري، فالأعلام نُكست على مستوى بلدته وتم تقديم التعازي لعائلته من كبار المسؤولين الفرنسيين، فكيف يأتي التكريم إذا لم يكن الرجل قد قدّم خدمة كبرى للمصالح الفرنسية؟

هل يعقل هذا حقا، الربط بين تكريم أحد ضحايا الإعتداء بتنفيذ الإعتداء. ربما غفل الكاتب عن أن الاجانب يعتبرون في بلدانهم بشر لذلك فهم يكرمون.

ينهي الكاتب مقاله هذا بالعبارة التالية

لقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك…

انطلق الكاتب من فرضية أوصلته إلى حقيقة مطلقة عبر عنها بإثبات لا يخضع أبدا للشك…!!.

في الأخير أتمنى أن تصبحوا على ارتياح، لأنه كان علي كتابة هذا الموضوع لارتاح من الاستفزاز الذي سببته لي الصحيفة.

الإنتخاب لا يعني بالضرورة الوطنية !

بسبب البرد الشديد و تساقط المطر و بعض الثلوج كذلك تحتم علي البقاء في المنزل طيلة اليوم, و لم أجد ما أفعله إضافة الى الاتصال بالنت سوى مشاهدة عملية الإنتخاب على التلفزيون الجزائري.. من بسكرة إلى بشار إلى العاصمة و عزازقة و اليزي و غيرها من مناطق الوطن مراسلون ينقلون أجواء الإنتخابات على المباشر.

لا أعرف كم من كلمة “حب الوطن” سمعتها على ألسن المراسلين و حتى المواطنين. الأغاني الوطنية التي يصدح مؤدوها بحب الجزائر و عشقها و إلى ما هنالك. المهم أن الذي يتابع التغطية سيتسلل إلى لا وعيه ارتباط ما بين الإنتخابات كفعل سياسي و حب الجزائر. و هذا خطأ و غير صحيح. أن تنتخب فأنت تؤدي حقا من حقوقك و لا دخل للجزائر في ذلك. من جهة أخرى إن آثرت عدم الإنتخاب كمشاركة سياسية فذلك لا يعني بتاتا وكما يروج له في التلفزيون أنك لا تحب الجزائر.. لأنك إن قاطعت عن قناعة فذلك حق من حقوقك و لا دخل للجزائر.

أمر خطير جدا ما يحاول البعض تسويقه من أنك مع أو ضد الجزائر بناء على إنتخابك من عدمه. إنه تهميش للأكثرية التي لم تنتخب، وأد لصوتها و محاولة اتهامها بشكل أو بآخر و بطريقة غير مباشرة بأنها ضد مصلحة الوطن..

أعرف أن البعض سيقول أننا تعودنا مثل هكذا أمور من التلفزيون, و أننا نعرف أن التلفزيون مؤسسة حكومية و هي تسعى بلا شك إلى دفع المواطنين للمشاركة في الإنتخابات خوفا من العزوف، لكن هذا أبدا لا يبرر زرع مثل هكذا أفكار في عقول المواطنين. خصوصا لو علمنا أن الكثيرين قد تتسلل إلى لا وعيهم مثل هذه الأفكار، فتسيء إلى مفهوم المشاركة السياسية. و التي لا تعني فقط الإنتخاب و إنما تعني إضافة إليه عدم الإنتخاب كذلك.

حول زيارة حمد إلى غزة، من المستفيد؟

الزيارة التي وصفت بالتاريخية لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وعقيلته الشيخة موزة إلى قطاع غزة لم تأت من قبل “شجاعة” صاحب الإمارة الثرية التي باتت تلعب دورا محوريا في المنطقة، وإن كانت الزيارة كما وصفها صاحبها بأنها “زيارة إنسانية”. ذلك يرجع إلى سبب واحد فقط وهو أن أمير قطر لم يكن له أن يزور غزة لولا تصريح من أعلى سلطة في إسرائيل و الكل يعرف جيدا تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع ما بين قطر و إسرائيل.

إسرائيل التي تحاصر غزة منذ سنوات لم تكن تسمح حتى لقارب صيد بالاقتراب من شواطئها، فكيف بها اليوم تسمح بزيارة رئيس دولة عربية قد تعطي (أي هذه الزيارة) دفعا قويا لفك ذلك الحصار. وإن كنا نتمنى أن يحصل ذلك وفي وقت قريب إلا أننا نتسائل ما الذي تجنيه دولتا إسرائيل وأمريكا من هذه الزيارة؟؟.

جميل مزهر أحد قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المقاطعة لزيارة أمير قطر قال أن هذه الزيارة إنما تندرج في إطار مخطط أمريكي لتقسيم الصف الفلسطيني و لخدمة مصالح لا علاقة لها بفلسطين. ولكن ألا تدرك حركة حماس ذلك؟، الواقع يقول ان الاخوان المسلمين التي تشكل حماس احد أقطابها انما يفعلون ما يفعلونه ان كان يصب في مصلحتهم.

ماكان لرئيس دولة عربية اخرى ان يزور غزة لو لم يكن ذلك يصب في الدرجة الاولى في مصلحة اسرائيل، فاسرائيل التي نعرفها وامريكا من روائها تسيران بالجشع كل ما يجري في المنطقة، فلا ريب ان كانت الزيارة انما تحسب في خانة احد الاوراق التي ستغذي بها قطرها دورها في المنطقة على حساب بلدان شعوب اهرى ومناطق اخرى ترسم وفق السياسة الامريكو-اسرائيلية.

هذا لا يعني أن ننسى أن زيارة أمير قطر و المشاريع التي سيخقلها في غزة تمثل بالنسبة للغزاويين حلا لمشاكل الفقر و البطالة التي يعانون منها، و لكن بالكاد ستكون تلك المشاريع بقدر ما يتم التخطيط له مستقبلا و الذي للاسف لن يصب الا في صالح من يتعاون من الحلف القطري.

متفرقات

اولا…اعرف اني اغيب كثيرا هنا … لذلك جئت ببعض المتفرقات التي قد الم بها شمل كل ما فات…

موقعي الجديد.

قبل حوالي الشهرين قمت بشراء استظافة من هوست مونستر بمساعدة الصديق العزيز بونس الشيخ الذي ساعدني في حجز الاستظافة  مشكورا على ذلك, لذلك سانتقل من هنا قريبا الى مدونتي الخاصة. اضافة الى ذلك اعمل على مشروعين لموقعين على النت.

بخصوص لقاء المدونين الجزائريين.

لم يطرا اي جديد بخصوص لقاء المدونين الجزائريين فكل من اتصلت بهم من المدونين وافقوا على الفكرة وراوا انها رائعة و لكن لا احد قدم اقتراحا او ساهم في اثراء النقاش.. التقيت بالمدون توفيق التلمساني و اكد مساعدته. اتصلت بالمدون خالد ميمون وشجع الفكرة, راسلت كل من يوسف بعلوج, معمر عامر, الطاهرزنودة وكلهم قد دعموا الفكرة. المدونة ايمان بخوش اقترحت علي اقامة الملتقى في احدى الجامعات ووافقت على الفكرة وقالت انها ستبحث مع اساتذتها في الامر وانا انتظر. حمود عصام  اقترح ان يقيم الملتقى في باتنة تحت اشراف احدى الجمعيات الثقافية . املي كبير ان يكون هناك ملتقى مميز اذا اشرف عليه حمود.. الى الان انتظر جديده…

مدونة جماعية…

او صحيفة الكترونية او سمها ما شئت هي فكرة تدور براسي. وربما ستتحول الى مشروع , يونس الشيخ العام الفائت كان يريد تحقيق الفكرة وقد قام باطلاق موقع باسم الجيريا تايمز لكنه عدل عن الفكرة ولا اعرف السبب, يوسف بعلوج عرض علي الفكرة هو الاخر قبل ان يعدل عن ذلك.. على كل هناك الكثير ممن يود ان تكون هناك مدونة جماعية يكتب فيها الصحافيون و الكتاب الشباب الجزائريون. فكرتي ان يكون هناك مكان يجمعنا , ان نتميز برؤية محددة… اؤمن اننا نستطيع ان نتميز و ان نطلق اصواتنا وابداعنا من الانترنت بعد ان حرمتنا منه البيروقراطية في الواقع…. راسلت البعض بخصوص الموضوع, انتظر الرد. مشكلتي او ربما لم تكن مشكلة هي انني احتاج دوما لمساعدة الجميع في الامر, كما انني اخاف ان ابدا في مشروع خاسر, احب التميز و العمل المتقن المنظم…. احتاج حقا لدعم للانطلاق في العمل على الفكرة.

ازمتي النفسية…

تتواصل ازمتي النفسية, اللامعنى من الوجود, احاول كثيرا ان اتجاوز الامر واقول انها مرحلة وتمر كما قال الكثيرون, لكن لا اعرف متى ينتهي الامر, تدفعني هذه الازمة الى قراءة الكتب التي تتناول هذا الموضوع.. اضافة الى قراءة كتب عبد الله القصيمي… الملحد السعودي المشهور. احاول لو اجد شخصا يفهمني كي اناقشه ي الامر, ربما اعاني من ازمة اخرى سببت هذه الازمة وهي ازمة المحيط. جعلتني هذه الازمة اكاد اشك في كل شيئ. في كل شيئ تقريبا… اخضع كل شيئ للشك.. بدا احترامي للاخرين يقل.. ليس كما قد يفهمه البعض ولكن بصيغة اخرى, اقصد اصبحت متمردا على الافكار…. سترك يا رب… من يعرف دواءا لهذه الازمة الخانقة ليصفه لي لانني لحد الان لم اجده….

لننسى تاريخنا

صديقي العزيز, قل لي بربك.. ماذا جنينا من التاريخ؟. نعم اقصد من تاريخنا العظيم لحد الآن؟. لا شيء. هل جنينا منه شيء نستفيد منه الآن. من يخالفني الرأي فليذكرلي في ماذا يفيدنا التاريخ الآن؟.

لاشيء.. يقبع التاريخ جامدا في ماضيه الجامد ونحن غارقون فيه بكل حماقة. نستشعر لذته. لذة بلا لذة. بلا شيء.

العرب ثرثارون كثيروا الكلام. بجهالهم و أعلامهم, فقيرهم وغنيهم, شريفهم و فاسدهم وللأسف فان الثرثرة لا تتعدى كونها فعلا خواء لا يجني منه المرء شيئا. نتكلم كثيرا و نحمل عقولنا الصغيرة تركة ضخمة تسمى التاريخ, من شدة ما أعيت ظهورنا انحنينا.. انحنينا لكل شيء.

انظر ماذا فعلنا في الماضي..كذا وكذا وكذا..!!!, هكذا علمونا في المدارس, هكذا يسمعونا في التلفزيون.. دائما التاريخ فينا هو الذي يفوز و هو الذي يفعل وهو الذي يحيا ونحن في غيبوبة عن العالم.. يا سلام كم نحن تافهون.

دوما ما نتحدث عن التاريخ, مقدس هو , في منزلة المنزه, تاريخنا البريء, تاريخنا الكبير.. تاريخنا لـ..

إن اكذب ما يقال… من بلا تاريخ بلا حاضر بلا مستقبل, كان الأصح أن يقال من بلا حاضر بلا تاريخ. هذه هي المعادلة الصحيحة. هاهو تاريخنا الموسوم بالتضحيات و البطولات يقف تمثالا صامتا أمام ضعفنا و هشاشتنا ومزبلتنا .. فبماذا أفادنا التاريخ؟.

للذين يزايدون في الحديث عن الماضي الكبير و و و. السنا بؤساء؟ تعساء؟ بلا أي شيء نحفظ به كرامتنا و شرفنا الذي يداس.. فأي أغبياء نحن لننتظر عودة صلاح الدين بحطين جديدة. لو حدثت معجزة وعاد لبصق في وجوهنا.

نتسكع في أسواق الكرخ أيام الرشيد, نسمع شعر المتنبي. ونبكي حضنا التعس.. الأندلس ضاعت من بين أيدينا. ياللتاريخ المسكين.. بل يا لنا من مساكين. لازلنا نعتبر عصرنا الذهبي أيام هارون الرشيد.. نحن بلا عصر, عصرنا اسود .. سخيفون نحن إلى درجة المطالبة بالعودة للتاريخ لنبحث عن مفتاح السعادة.. كلمة رجعيون حقا قليلة في حقنا.. الآخرون يحاول وان يسبقوا الزمن ونحن نعود للوراء..

من يخالفني الرأي فليحاججني و يفند رأيي برأي مستقيم لا سقيم.. فنحن نتاج صورة مزيفة عن حضارة قد فنيت منذ أزيد من 7 قرون..

( ……)

قد أكون مخطأ من وجهة نظر البعض إذا قلت بأنني بت ارتاح من عدم الحديث إلى الناس, حتى اقرب أصدقائي إذا صح تسميتهم أصدقاء اقطع عليهم الطريق بالخوض من أول الأمر في أمور يجهلونها فيصمتون وهكذا أكون قد جنبت تلك الشرايين الموجودة في راسي من ضغط رهيب. كلام الناس.. اضحك على نفسي حينما أراني أقول كلاما لبقا و إلى غير ذلك من الخداع عدا عن تملق أصحاب البذلات السوداء و القرافاتا دون إرادة أو وعي…

اشعر بالتفاهة, التفاهة من كل شيء.. كل شيء. أحيانا يوسوس في راسي شيطان التفاهة, فأكاد أقوم للأستاذ المحاضر وأقول له … انك غبي وطريقتك في إلقاء المحاضرة مملة و انك تجعلني اشعر بالتقيؤ والغثيان, ضاربا عرض الحائط كل ما يمكن أن ينجر عن ذلك من أمور قد لا تكون في صالحي… هل سأفعل ذلك يوما ما؟ اشعر أني سأفعل أكثر إذا استمر هذا الإحساس بالتفاهة و اللاجدوى يسيطر علي. قيل الأصدقاء وحرية المرأة و النداءات السخيفة بالوطن و الحب و فيفا الخضرة و لا اعرف ماذا… قيل قانون السير وصحيفة الشروق التافهة التي بت أراها في كل يد و العجوز زرهوني الذي فرض على النساء نزع و إلى غير ذلك… ببساطة بت عاجزا عن التعامل مع المجتمع, كل يوم يمر أحسني أصبح لا اجتماعي وبدأت تتولد عندي سلوكيات غريبة. ابتسم تلك الابتسامات الخبيثة لكل شخص اعرف انه يتملقني لمصلحة ما وكم هؤلاء كثر, هل أقول أصبحت شجاعا نوعا ما ..لا ولكني لم اعد اكترث لأي شخص يمارس سلطة أو سطوة أو يعلن نفسه وصيا بلا وصية. بما أني طالب في جامعة البؤس و اليأس فالبيروقراطية التي نعيشها مع الإدارة و قسم الأساتذة تكاد تخنقني فلم اعد أعبا بأي قرار يمكن أن يصدر مني تجاه الدراسة… قيل جامعة قيل.

الإشكالية المعقدة للحياة لا تكاد تحرك جزءا مني أو تكاد تقتلعني من نفسي اقتلاعا… رحمتك يا رب.

تحديث: لدي اشياء كثيرة ذات فائدة اود الخوض فيها, افكار والى غير ذلك, لكني اجد نفسي في الاخير اكتب موضوعا عن احساس يطالني… واقتنع به, اظنني بحاجة الى ان افضفض…

(لم اجد العناون المناسب) !!!

الكثير منا يشاهد الأفلام, أنا مثلا لا يمر يوم إلا و أشاهد فيلما.. مع بداية الأحداث أكون متشوقا لمتابعته ولكن مع طلوع كلمة ( end ) ينتهي كل شيء. أحس بركود ولا معنى اللحظة التي قضيتها أمام التلفزيون, ماذا حدث؟ لا شيء شاهدت فيلما, أوه جميل…. هل لذلك معنى معين؟ قد يقول احدهم, قد تستفيد من مشاهدتك لفيلم. حسنا, هل في ذلك شيء يضفي تفسيرا للسؤال الذي يصنع هذا الصداع في راسي, وبعد ما المعنى؟.

كذلك الأمر بالنسبة للهاتف النقال, بينما يولد طفل من رحم أمه يجري اتصالا ليخبر أباه الذي لم يحضر ولادته انه ولد!!! , لا احد اليوم يتخلى عن الهاتف النقال… نعم انه يقرب المسافات, ويسهل التواصل, ببساطة انه يحسن المعيشة. السؤال كالتالي, قبل 500 سنة هل كانت الحياة سيئة إلى درجة انه كان يجب أن يخترع الهاتف لتكون أحسن؟ إذن ما معنى أني استعمل الهاتف؟ شيء يفرض عليك أن تتعامل به لان الحياة تفرض عليك ذلك. هكذا الأمر بالنسبة لكل الأمور الأخرى… و على العالم اجمع الذي أصبح قرية صغيرة وهو بذلك يثير الملل. أفضل لو عشت في القرن العاشر مثلا لربما كان الأمر عندها مغاير… قرأت قبل فترة أن هناك سفينة ستحمل أشخاصا لزيارة للفضاء, وبعد… لا شيء ,بعد 500 سنة سيصبح المريخ موطنا للبشر, ثم؟ كل شيء ينطبق عليه نفس السؤال, يتعلق الأمر بتبديد سنوات من الحياة في فعل أشياء لا اعرف الى الان علاقتها بالمعنى الحقيقي للوجود؟. بل السؤال الذي يصدم , ما المعنى من الوجود اصلا؟.

هل يتعلق الأمر بالدين؟ .. يمكن للرجل أن يشق طريقه في الحياة, فينجح ويصبح ملياردير ويؤسس آلاف الجمعيات الخيرية و ينقذ أطفال تشاد من المجاعة, لكنه للأسف مسيحي لذلك ( سيخلد في جهنم) , وآخر يقضي عمره في قرية ما و منذ ولد قالوا له أن هناك الله فهو مسلم بالفطرة, ويموت عاديا ( ويدخل الجنة). هل لحياة الرجل الأول من معنى معين؟. بل إن حياته الكارثة بحد ذاتها لأنه سيخلد في جهنم.

أكيد أن هذه لا تسمى البساطة, أو السخافة لأنه أمر يبعث على الحيرة حقا, أن توجد هناك أمور عليك أن تفعلها من أن توجد.. تتزوج وتنجب بؤساء آخرين ليكونوا في نفس الحيرة, ثم… تموت.

إذا كان الأمر يتعلق بالدين فقط, يمكننا اختصار الطريق ونفجر أنفسنا أمام معبر إسرائيلي وينتهي الأمر.

الاحساس في داخلي اعمق من ان انقله في مجرد تدوينة, لكن لا سبيل لنا سوى الكتابة, لذلك احس ان الكثيرين لن يفهموا … ذات الانسان غريبة جدا!!!

…..

في أيامي الأخيرة أو فلأقل في الأشهر القليلة الماضية أصبحت ارى  الحياة من منظور مختلف,اصبحت ناقما  على التمنية البشرية, وكأنها دواء مخفف لمرض السرطان الذي لابد أن يموت صاحبه في الأخير. أصبحت لا أتخيل نفسي أبدا بان لا يمر يوم ولا اشعر فيه بالكآبة أو الحزن, إنهما بالنسبة لي مصدر قوة وقدرة على مواجهة الأمر الواقع, تحدي, يمكناني من وضع أسس عملية لكل خطوة أخطوها في الحياة, بالنسبة لي صار البحث عن السعادة غباء.. نوع من التخدير للعقل,الجنة المنتظرة على الأرض. لماذا علينا أن نسعى خلف شيء وهمي لم اسمع بان أحدا منذ خروج ادم من الجنة قد حصل عليه؟. ألا يعتبر ذلك هروب الإنسان من واقع محتم عليه. و النجاح, كل يوم وكل لحظة وكل ثانية لا تقابل سوى من يريد أن ينجح وينجح و ينجح, وكان النجاح دائما يسبقنا بخطوة دائما نجري خلفه. ويا ليته كان نجاحا, التفوق المادي وكسب سيارة ومنزل وفتاة حلوة تبوسك كل صباح, انه أمر يبعث على الملل, ما ذا يفعل الإنسان حينما يجري خلف نجاحه, هما واحد من أمران, إما أن يحقق النجاح الذي كان يبتغيه فيموت في الأخير من الملل هذا إذا لم ينتحر وثانيا أن لا يكمل الطريق ويموت في منتصفها وهذا قدر لابد منه. بت مقتنعا إن الحياة هي اللحظات التي نعيشها.