متجر المعرفة

IMG_6229.JPG

قرأت هذه المقالة عن متجر “شكسبير أند كومباني” لبيع الكتب بباريس الذي أسسه جورج ويتمان بعد الحرب العالمية الثانية، وعن بعض الذين زاروه من الكتاب وما أصبح عليه من قدسية مع الزمن كونه تشكل عن ذائقة خاصة لصاحبه في حب الكتب. قرأت كذلك عن بعض الأفلام التي ظهر فيها هذا المتجر، وكنت قد شاهدتها جميعها لكن لسبب ما لم أستطع قبلا أن أربط بين مشاهد المتجر في كل فيلم من تلك الأفلام. الفيلم الوحيد الذي أتذكر فيه لقطات عن المتجر هو فيلم “before sunset”، حيث أن “جيس”، الذي هو كاتب أمريكي يقيم فيه قراءة في روايته ومعها بيع بالتوقيع.
بالنسبة للفيلم لمن لم يشاهده قبلا، هنالك جزء أول له وجزء ثالث وهذا هو جزءه الثاني وقصته تنطوي على الكثير من الرومانسية التي تزخر بها الليالي الباريسية. والغريب أن هذا الفيلم كان على لائحة التدوينات التي سأكتبها قبل أن يقدر لي ذكره هنا، وسأحكي عنه بالتفصيل في موعد لاحق.
أما عن المتجر فإنك حين تقرأ المقالة وتقرأ عن كل أولئك العظماء من الأدباء الذين حطوا به الرحال على غرار راي برادبيري وهنري ميلر وهم قبلة القراء من جميع دول العالم بلا استثناء تتساءل غيضا حميدا، لم لا توجد لدينا متاجر مماثلة؟، متاجر لا تبيع كتبا فقط وكأنها سلعة جامدة لا روح فيها. وإنما متاجر تكون قبلة للثقافة والمثقفين والجامعيين والباحثين عما يروي ضمأهم من المعرفة. لما لا تكون لدينا متاجر تقيم ندوات للكتاب الذين ينشرون جديد أعمالهم فتنقلهم بذلك للجمهور من بابه الواسع، وتشكل جسرا يربطهم بقارئهم. وهي هنا تسوق لسلعتها وتربح من وراء ذلك الكثير.. إنه عمل بالكاد يحتاج تنظيما كبيرا أو شغلا زائدا عما هو عليه الحال حين يكون المتجر قبلة للقراء.
في الجزائر العاصمة يندر أن تجد متجرا للكتب وقد احتفى بكتاب جديد، أو كاتب مهما عظم أو صغر شأنه في عالم الكتابة. من دون ذكر انعدام الكتب الصادرة حديثاً في غالب الأحيان وما يواجهك به الباعة من استغراب أنت العاشق للكتب حين تسأل عن عناوين محددة وكأنهم يبيعون في متاجرهم تلك العدس والدقيق وليست الكتب.
أليس هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر كي نرتقي قليلا بمستقبل هذه الصناعة في بلادنا لترتقي معها عقولنا وبالتالي واقعنا إلى مستوى أرفع. أليس هذا ما يجب أن يتحول إلى سنة حميدة رغم أنه طبيعي جدا أن تجد لك متجرا لبيع الكتب وقد قدم من هنا كتابا جديدا لصاحبه، واحتفى من هناك بكاتب شاب وآخر مثلنا في جائزة مرموقة وآخر استضاف ضيفا من ضيوف الجزائر وهم كثيرون ربطا لأواصل المعرفة وتسويقا للمحلي من الكتاب إلى خارج الحدود… لم لا؟.
شيء واحد أريد قوله في الأخير، أليس معروفا عنا أننا نستورد من الفرنسيين كل شيء يتعلق بكيفية إدارة شؤون حياتنا. أليس بالإمكان طبقا لهذه السُنة أن نستورد منهم هذه العادة في إدارة متجر للمعرفة؟.

في أحضان الكتب

IMG_6184-0.JPG

يقول بلال فضل في مقدمة كتابه الرائع الموسوم “في أحضان الكتب”، إنه من الصعب جدا الكتابة عن الكتب. ومن منطلق قوله هذا، أجد أنه من الأصعب الكتابة عن كتاب يتحدث عن الكتب.
من قراءتي لعنوان الكتاب أول مرة، ظننت أن فضل يتحدث فيه عن الكتب ككتب، عن أحداثها وما جاء فيها، أبطالها وظروف كتابتها بالنسبة للمؤلف. تماماً كما هو الحال في برنامجه التلفزيوني “عصير الكتب”. لكن الكتاب غير ذلك، إنه عبارة عن مجموعة من المقالات المختلفة للكاتب يعبر فيها عن آرائه في كثير من المجالات، كالأدب والمجتمع والسياسة. وهو في كل تلك المقالات يرشدنا إلى كتاب أو قصة أو حادثة من رواية تعبر عن الموضوع.
أكثر مقالة أسرتني من مجموع مقالات فضل، المقالة التي يتحدث فيها عن سفره لتركيا لزيارة قبر كاتبها الكبير، الساخر عزيز نيسين ومركز الأيتام الذي أسسه هناك. وتأثره الواضح بهذه الشخصية ومشوارها في عالم الأدب والسياسة والدفاع عن حقوق المظلومين، الأمر الذي جلب على نيسين ويل السلطات الحاكمة التي سجنته ونفته وضيقت عليه.
الكاتب التركي الساخر الذي لم تترجم من مجمل أعماله التي فاقت المئة إلى العربية سوى أقل من نصفها قرأها فضل كلها، وهو ما يدلل على التأثر الواضح بشخص نيسين ينتقل منه إلى القارئ في شكل رغبة بولوج عالمه السحري العجيب، أصدقكم القول أن ذلك حصل معي بشدة، رغم أني سبق وقرأت لنيسين وإن كان ذلك لم يتجاوز كتابا واحدا هو مجموعته القصصية الساخرة “ذنب كلب”.
عندما تقرأ كتاب فضل هذا، ستجد لك شغفا في القراءة لعظماء الأدب العالمي، ديستويفسكي، إيزابيل اليندي، زوسكيند، نجيب محفوظ، أورهان باموق وغيرهم الكثير الكثير.
يبقى أن أقول إن الشيء الوحيد الذي لم يعجبني من الكتاب هو مقالة للكاتب عن جماعة الاخوان المسلمين والرئيس المصري المعزول محمد مرسي يبدي فيها رأيه المعارض لسياسة هذه الجماعة. المقالة وكأنه تم حشوها حشوا في الكتاب، لست ضد أن يعبر الكاتب عن رأيه في الكتاب، ولكن المكان فقط حسب رأيي لم يكن الأنسب لذلك.
انتهى.. لا تترددوا في قراءة الكتاب
أخيرا بعدما انتهيت أول أمس من قراءة “في أحضان الكتب” و”سمراويت”، بدأت أمس في قراءة رواية “كافكا على الشاطئ” للياباني هاروكي موراكامي. وصلت لحد قراءة 130 صفحة منها، ولا أقول سوى أنها أبهرتني.. لم يتبقى لي سوى 500 صفحة وأنهيها :p ، ولكم مني عند حصول ذلك أن أكتب مراجعة عنها.

كتاب “في أحضان الكتب” على غودريدز
https://www.goodreads.com/book/show/20661079
الكاتب التركي عزيز نيسين
ar.m.wikipedia.org/wiki/عزيز_نيسين

روايتان..

1

قرأت رواية جزائرية صدرت مؤخرا، كانت في صفحات لا تزيد عن 120. كنت متشوقا لقراءتها بعدما سمعت الكثير عنها. دفعني حماسي إلى فتح الكتاب حتى قبل أن أصل إلى المقهى الذي عادة ما أقضي فيه منتصف يوم الخميس بعيدا عن ضجيج العاصمة. في الطريق إلى هناك كنت قد قرأت بعض صفحاتها، حين وصلت المقهى، جلست في أقصى ركن ورحت أنتقل من صفحة لأخرى راغبا أن تكشف لي هذه الرواية الجميلة العنوان عن روعتها.. حين أتممت قراءتها بعد ساعتين من الزمن.. وجدتني أريد أن أعيدها إلى محفظتي وكأني لم أقرأها أبدا، وكأني أريد الاحتفاظ بالصورة الأولى التي كنت أحملها عنها.. رواية تستحق أن أقرها، إنها من ضمن المشاريع الخاصة بالقراءة.

كانت الرواية من بدايتها إلى آخرها، حديث سطحي مللت من سماعه في الكثير من الروايات الجزائرية التي يظن الكاتب أنه يعرف من خلالها جميع مصائب المجتمع، العنوسة، البطالة، وخصوصا الجنس، ذلك الذي يطغى في هذه الرواية حتى ليحسب القارئ أنه يطالع الكاماسوترا. 120 صفحة أو تزيد كلها تتحدث عن أمور عادية وبسيطة بين صحفي شاب يحاول أن يعيش بحرية وفتاة محرومة من الاستمتاع بحياتها رفقة خطيبها الذي يرفض ممارسته للجنس معها قبل الزواج فتتخذ من الصحفي عشيقها الذي تحبل منه في النهاية، ومن ثم… لاشيء. انتهت الرواية وبقيت -حسب الكثير من النقد الذي طالها- مفتوحة تعبر عن رمزية العلاقات الاجتماعية… تبا.

الغريب، أو الغريب جدا، أنني اطلعت على الكثير من القراءات التي تسمى -نقدية- في الرواية، وكانت في غالبيتها قراءات تتخذ أسلوبا أكاديميا أعجز في الكثير من الاحيان عن فهمه، رغم أني مهتم بهذا المجال، أراء تمجد الرواية وصاحبها، حتى أن البعض وصفها، بالثورة في عالم الرواية الجزائرية!!. من هول ما قرأت، أشكك في سلامة قراءاتي أحيانا وأني ربما أكون ظلمت العمل. يحدث كثيرا ألا أحب رواية ما بينما تكون هناك عشرات القراءات -المتخصصة- التي تمدحها وتثني عليها حتى لكأنك تحسب نفسك تقرأ لدستويفسكي أو هيغو. لكن وبما أنني صحفي، يحدث في الكثير من الأحيان أن تصلني من البعض مثل هكذا قراءات تضخيمية في روايات قرأتها واعرف أنها لاتصل إلى ذلك الحد من الروعة التي لا أعرف من أين يستوحونها بالضبط، لا أشكك في سلامة قراءتي ومعها سلامة عقلي.
قرأت مؤخرا لسمير قسيمي، الروائي الجزائري الشاب على صفحته على الفايسبوك قوله “صدقوني، لم أعد أثق في قراءات الصحف للروايات، أتبلغ المحاباة أن تورط القراء في روايات سيئة إلى هذه الدرجة؟.. ورجاء لا يحدثني أحد أنها مسألة ذوق، لأن النص الذي لا يحتوي على الحد الأدنى لا يمكن أن نختلف فيه، ولا حكم للذوق فيه…”.

2

من حسن حظي، حظي الجميل مع الكتب، أني كنت أحمل غير هذه الرواية معي، في كيس به مجموعة من الكتب حدث وأن حصلت عليها من أحدهم ذلك اليوم، اقتنيت رواية أخرى ورحت أقرأها، منذ البداية، منذ أول حرف، شعرت وكأنها كانت هناك لتضمد جراحي التي أحدثتها الرواية السابقة، لم أتوقف عن قراءتها، عدت مشيا إلى الشوارع ووقفت قبالة البريد المركزي وأنا اقرأها بنهم حتى غصت في وقائعها. لم أكملها، رغم أني قرأت غالبية صفحاتها، ولغاية اليوم لم أفعل ذلك، على الرغم من أنه لم يتبقى لي سوى عشرون صفحة، أريدأن استمتع بتأثيرها لاطول وقت ممكن.

وانا اقرا الرواية الثانية وكانت لكاتبة جزائرية استغربت جدا كيف انني لم أطلع عليها سابقا، رغم انه حدث وان سمعت عنها كثيرا، اذ صدرت قبل عامين وفازت بجائزة عربية مرموقة. تاسفت لذلك حقا، لكن ذلك لم يمنعني من الاستمتاع بها وبكل ماجاء فيها من روعة الحكاية والسرد.

لم أخبركم بعد بعنوان الروايتين وكاتبيهما، ربما لأنني لن أفعل ذلك، أو على الأقل ليس في هذه التدوينة، الرواية الأولى لن أزعجكم بها، ستبقى طي الخيبة، أما الثانية فأقل ما تستحق تدوينة كاملة حولها.

Ps: كتبت هذه التدوينة قبل 6 أشهر ونشرت اليوم

خيبة طريق العدو

LA voie de l'énnemi3

فوت قبل يومين على نفسي مشاهدة فيلم “طريق العدو” لمخرجه الجزائري رشيد بوشارب في أول عرض له بقاعة سينما المقار بالعاصمة، والأمّر أني فوت على نفسي مشاهدة ممثلي الفيلم الذين جاؤوا خصيصا لحضور عرضه الأول. من بين أولئك الممثل الأوسكاري الشهير فوريست ويتكر، الذي شددت على أصابعي ندما لأنه فاتني أن أراه وجها لوجه، صدقوني هذا لا يحدث أحيانا حتى في الأحلام.
ما حصل أن الوقت لم يكن في صالحي لحضور الفيلم مع كثرة الأشغال، حاولت أن أحضر، أن أؤجل شيئا ما من هنا وشيئا من هناك قبل أن أستسلم في الأخير للظروف التي وقفت أمامي غير عابئة برغبتي الكبيرة في أن أطل مجرد إطلالة على تلك الوجوه التي تصنع الكثير من أحلامي من خلف شاشة التلفزيون. استسلمت في الأخير واستقرت شبه دمعة خيبة مريرة على مقلة عيني.. صدقا يستحق فوريست وبقية أبطال الفيلم أن يتخلف الواحد عن جميع التزاماته ويتخلى عن جميع انشغالاته من أجل رؤيتهم وجها لوجه.. لكن ما حدث قد حدث، أنا حزين لذلك رغم محاولتي مواساة نفسي لهذه الخسارة.

فيلم enemy way أو طريق العدو الذي تم عرضه الشرفي الأول وحضره مجموعة من ممثلي الأدوار الرئيسية هو آخر أفلام المخرج الجزائري المتألق رشيد بوشارب الذي عمل على أفلام كبيرة سابقا كفلمه “خارجون عن القانون” الذي أحدث ضجة قبل عامين في مهرجان كان ورشح للأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي. وقد حضر عرض هذا الفيلم زيادة على فوريست كل من ألين بورشتاين التي سبق لها الفوز بالأوسكار كذلك والنجم البورتوريكاني (هل هكذا نقول عن أحدهم من بورتوريكو !) لويس غوسمان وغيرهم. ومخرجه كذلك الذي جدد بهذا العمل دخوله السينما العالمية من أبوابها الواسعة.
لم أعرف إلا مؤخرا بأن الفيلم سيعرض في الجزائر، على الرغم من أنه يعرض لأول مرة بالتزامن مع مشاركته في مهرجان برلين السينمائي الذي تجري فعالياته حاليا بالمانيا. أعتقد أني فوت على نفسي فرصة كبيرة لمشاهدة ممثلين حقيقيين من أمريكا، لم يكن يهمني مشاهدة الفيلم الذي سيعرض مرة أخرى شهر ماي المقبل، بقدر مشاهدة فوريست وأصدقائه، لا أتصور  شعوري وأنا أشاهد فوريست ويتكر وجها لوجه.. !!. أقصد بأي وجه له كنت سأراه، إنه يرتسم في رأسي بعديد الأوجه من أدواره السينمائية المتعددة.
هذا العمل السينمائي الجديد لبوشارب مقتبس من فيلم “two man in town” لمخرجه الإيطالي خوزي جيوفاني الذي أنتج العام 1973 ويحكي طوال مدة 117 دقيقة قصة رجل يدعى وليام غارنيت وهو مجرم سابق يخرج من السجن بعد ارتكابه لجريمة قتل ويعتنق خلال قضاء محكوميته في السجن الدين الإسلامي، لكنه يعيش صراعا نفسيا داخليا بعد محاولته بناء حياة جديدة وتعرضه لمضايقات من مامور الشرطة (هارفي كيتل) و زملائه السابقين.
لا أعرف حيثيات الفيلم الدقيقة أو كيف عالج بوشارب نظرة الأمريكي للأمريكي المسلم، لكن هذا الموضوع بالضبط أخذ بتكاثر مؤخرا في السينما الأمريكية، بخروج عديد الافلام التي تتناول حياة المسلمين والتحديات التي يجدها بعضهم في التواصل مع بقية الأمريكيين. يبقى الحكم على الفيلم بعد مشاهدته وكذا بعد ما سيحققه في المهرجانات السينمائية التي يسيشارك بها على الرغم من اعتقادي دوما بأن الحكم على جمالية الفيلم تبقى للمشاهد وحده.

بالحديث عن فوريست الذي سترتسم في جوف قلبي غصة مريرة لتفويت رؤيتي له، شاهدت لهذا المبدع الكثير من الأفلام من بينها فيلم The Experiment الذي أدى فيه دورا رائعا لشخصيتين متناقضتين، هذا الفيلم يحكي قصة مجموعة من الرجال الذين يستغلون لحاجتهم للمال من أجل إخضاعهم لتجربة في مركز بهدف إجراء دراسة على سلوكات البشر. التجربة تعتمد على محاكاة سجن، حيث يؤدي مجموعة من الرجال دور السجناء وآخرين دور مسجونين وهكذا تتطور الأمور في محاكاة شبيهة تماما بالسجن قبل أن تتغير سلوكات الكل سجناء ومسجونين وتحدث اشتباكات وعنف بين الطرفين تؤدي إلى مقتل البعض وتمرد المسجونين على السجناء الذي يقودهم فوريست والذي يتحول إلى إنسان شرير بطبه في تعبير عن ما تمنحه السلطة للبعض من غطرسة وتعجرف. وقد شارك إلى جانب فوريست في هذا العمل أدريان برودي الذي مثل دور المسجون وجمعته علاقة صداقة نوعا ما ب”باريس” (الشخصية التي مثل دورها فوريست)، قبل أن تتحول تلك الصداقة إلى عداوة خلال التجربة التي دخلاها. ربما أكون أحرقت الفيلم لمن يود مشاهدته لكن الأكيد أنه فيلم ممتع من تلك الافلام التي لن تنساها بمجرد أن تنهي مشاهدتها.
إلى هنا سأكتب في مفكرتي أني فوت مشاهدة فوريست وأصدقائه و”إينمي واي” رشيد بوشارب ربما إلى فصل لاحق من هذه الحياة.

ولسن الذي فقدته!

كولن ولسن

عدت لقائمة مفضلاتي على موقع bookmarks2  لعلني أجد شيئا مثيرا أطلع عليه بعدما مللت من البحث عن شيء مفيد في النت، كانت هناك الكثير من المواد الالكترونية، روابط لمقالات وفيديوهات ومواقع الكترونية متعددة، بعض من تلك المواد التي أثارت اهتمامي وجدتها قد اختفت، مواقع الكترونية توقفت ولا يوجد لها أرشيف، ومواد أخرى حذفت ربما أو حولت من موقعها الأصلي. وجدتني لفترة مشغولا بتلك المواد التي لم أعثر عليها، من بينها مقالة جميلة أتذكر أني قرأتها حول الكاتب الإنجليزي كولن ولسن صاحب كتاب اللامنتمي في موقع knol الخدمة التي كانت يوفرها غوغل لكتابة المقالات والشبيهة بموسوعة ويكيبيديا قبل أن يقوم بغلقها بعد أن لم تحقق المراد من وجودها. ما بقي في رأسي من تلك المقالة التي إن لم تخيبني ذاكرتي كانت مترجمة هو حديثها عن ولسن انطلاقا من الربط بين ولسن الكاتب العظيم الذي لطالما شغل النقاد والمفكرين وكانت له معهم عداوات كثيرة وولسن الإنسان الذي تشكل من بساطته ذلك الكاتب الفذ.

لم أقرأ لكولن ولسن سوى كتابين اثنين، أولهما كان كتابا جميلا عن الغريزة الجنسية عند الإنسان عنوانه “أصول الدافع الجنسي” صدر عام 1963، قرأته وأنا بعد صغير، ووصل إلى يدي بعد أن أخذته من صديق مع مجموعة أخرى من الكتب عثر عليها بإحدى المزابل. ما أذكره عن ذلك الكتاب الذي كنت أخفيه في مكان لا تستطيع أي يد أن تصل إليه لتتصفحه هو احتواءه على الكثير من التفسيرات الغريبة للرغبة الجنسية عند البشر، مع روايات لحالات جنسية في الغالب شهدها المجتمع الأوروبي خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، والذي كان على ما يبدو محافظا ويقمع أي محاولة للتحرر الجسدي ما جعل مكبوتات البعض تتفجر في ظواهر غريبة وأنت تقرأ عنها تحس بالإنفعال ويأسرك ولسن بقدرته على بلوغ الشعور الإنساني العميق الذي يطفو كلما تم فتح حديث عن “الجنس”.

الكتاب الثاني الذي قرأته لهذا المفكر والروائي الذي جلب له كره أقرنائه من الكتاب والصحفيين والنقاد مع أول كتاب نشره قبل أزيد من نصف قرن من الآن، كان هو الآخر كتابا رائعا عالج فيه ولسن عملية الإبداع الروائي، أتى بعنوان “فن الرواية“، واحتوى تحليلات للفن الروائي خصوصا الأوروبي منه وازدهاره في القرن السادس والسابع عشر بأوروبا مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو وروايته “الويز الجديدة” وغيره من كتاب عصر النهضة، وكذا تحليلات وقراءات في الكثير من الروايات العظيمة والروائيين العالميين الكبار. وكان أكثر ما أفادني به هذا الكتاب، هو كونه أمدني بسبب حقيقي أو ربما مقنع للفائدة المرجوة من وراء قراءة الروايات أو من الروايات في حد ذاتها. كنت حين بدأت في قراءة الكتاب مولعا بالروايات الكلاسيكية وقارئا شرها لأعمال روائيين أوروبيين عثرت على أعمالهم في رفوف قديمة بإحدى دور الشباب بالمدينة التي كنت اقطن بها. ولم أكن مقتنعا بالجدوى من قراءة كل تلك الأعمال على الرغم من أني كنت أقبل عليها بشراهة لاقيا في ذلك إشباع لجوع داخلي، لكن مع سؤال بسيط ضل يشغلني كثيرا وهو ما إن كان لكل تلك الكتب من قيمة حقيقية كونها كانت مجرد قصص من نسج خيال أصحابها!؟. مع كولن ولسن في عمله هذا تخصلت من ذلك السؤال بإجابات مقنعة قدمها الكاتب كنت أميل إليها ولكن بشكوك. بعد قراءتي للكتاب أهديته في أول مسابقة عملنا عليها في مدونة “قرأت لك” قبل عامين من الآن لعل وعسى يستفيد منه قارئ آخر، لكني بالتأكيد سأعمد على اقتناء نسخة أخرى من الكتاب والاحتفاظ به كونه يمثل قيمة حقيقية على كل مكتبة أن تحتويه.

الكتاب الأشهر لولسن “اللامنتمي” والذي نشره حين بلوغه سن الخامسة والعشرين كأول أعماله المطبوعة لم أقرأه، لطالما رغبت بفعل ذلك، لكني لم أصادف نسخة ورقية للكتاب لحد الآن، وعجزت عن قراءة الكتاب بصيغة الكترونية. لكني حتما يجب أن أقرأه في يوم ما، كما سأحاول البحث عن الكتب والروايات الأخرى للفتى الغاضب الذي شغله وجوده في هذا الكون في سن مبكرة فانطبع ذلك على إبداعاته في الكتابة.

المقالة التي فقدتها، حاولت كثيرا أن ابحث عنها لكن بدون جدوى، اختفت وفقط ولم يبقى منها في ذاكرتي سوى تلك الصورة الجميلة التي أتمنى أن لا تنمحى حتى أتدلل بها أكثر على ولسن وعالمه الغريب.

 

عودة للكتابة في مدونة تراث

منذ سنتين كتبت عن رغبتي في إطلاق مدونة تهتم بالتراث الجزائري، و فعلا نفذت الفكرة و أطلقت المدونة، و نشرت بها بعض المواضيع في البداية و قد كانت تجربة مفيدة حقا لكنها لم تستمر على الرغم من أن الكثيرين تفاعلوا مع المدونة و الكثيرين طلبوا مني أن لا أتوقف عن الكتابة بها. لكن عجزت عن فعل ذلك لأسباب عدة، و اليوم أعود من جديد للإهتمام بهذه المدونة و نشر مواضيع تخص التراث و العادات و التقاليد الجزائرية، في حقيقة الأمر لدي الكثير من الأمور التي أفكر بالكتابة عنها و التي تستحق حقا أن نكتب عنها وننشرها إما حفظا لها من الضياع إن كانت تقاليد أو عادات على حافة الإندثار أو غيرها من التي تستحق الإنتشار.

المدونة إنطلقت في شهر جويلية من العام 2010 و لم تستمر أكثر من ثلاث أشهر بست مواضيع (رقم ضئيل أعرف !).

لا أحب الإلتزام بشيء معين سواءا في الكتابة أو غير ذلك لكنني سأعمل كل جهدي في كتابة موضوع كل عشرة أيام، يعني 3 مواضيع شهريا. وهو و إن كان رقم قليل مقارنة بما أكتبه في مدونتي هذه أو في مدونة قرأت لك، لكن فكرتي أن أكتب مقالات طويلة، يكون فيها الوصف دقيقا، وسأحاول أن أكتب مواضيع نوعية بمعنى أن لا أكتفي بالنقل من الإنترنت أو الكتب فقط، بل أن أعيش ما أكتبه وذلك إما عن طريق زيارة الأماكن التاريخية و التراثية التي أكتب عنها أو الوقوف شاهدا على العادات و التقاليد و غيرها.

غير ذلك، نصيحتي لكل من يملك شيئا يكتب عنه و لا أظن أن هناك من لا يملك شيئا يكتب عنه أن يفتتح مدونة. افتح مدونة باسم بسيط و تصميم بسيط و انقل لنا أفكارك، كتاباتك، هواياتك، إهتمامات و كل ما يجول في رأسك.. هذه أفضل طريقة لنشر المعرفة و للوصول إلى أناس يشاركونك ما تحبه. و إلى آخرين يناقشونك فيه.. و إلى غيرهم الكثير ممن يستفيدون منك. إن كنت لا تعرف كيف تفتح مدونة و تبدأ في تدوين كتاباتك يسعدني أن أساعدك.

كوّن مكتبتك الخاصة

تستطيع القول أنني أحد المهووسين بالكتب، ليس قراءة و فقط و إنما شكلا و تصميما و منظرا و غير ذلك. عندما بدأت قراءة الكتب، و لا أعني بذلك قصص الاطفال :)، كان في عمري 12 سنة. كان أخي الكبير يشتري كتبا و كنت أروح أقرأها واحدا واحدا لكنها كانت في غالبيتها كتبا دينية و معرفية، خصوصا مؤلفات الإمام الكبير الشيخ محمد الغزالي. بعد ذلك تعرفت على  مكتبة تابعة لدار الشباب. لم يكن أحد يدخل تلك المكتبة و عندما عرفتها لم أكن أخرج منها. وهناك تعرفت على كتاب عالميين، فقرأت لديكنز و هيغو و داروين و المنفلوطي و جبران و ابن خلدون و توفيق الحكيم و الطاهر وطار و غيرهم من الكتاب المشهورين. و أذكر أنني كنت أول من يفتح الكثير من كتب تلك المكتبة. لأن الكثير من صفحات الكتب كانت تأتي ملتصقة ببعضها البعض. فكنت زيادة على القراءة أقص الكثير من الأوراق الملتصقة ببعضها البعض.

زاد انفتاحي على عالم الكتاب الواسع حين دخلت الجامعة. فرحت أشتري الكتب، الكثير منها. و أجمعها إضافة الى الكتب المتواجدة بالمنزل و التي كان أخي قد جمعها قبلا. هكذا كونت مكتبة أو قل ما يشبهها !.

اليوم إن وقع في يدي بعض المال فستكون نسبة كبيرة منه مخصصة للكتب، (هذا يعتبر شيئا سلبيا أحيانا).. أذكر أني عندما كنت في الجامعة كنت أقيم معارض للكتب بالكتب التي في مكتبة المنزل. وقد بعت الكثير من الكتب.. لكن المال كله ذهب في شراء كتب أخرى!.

و الآن وصلنا إليك أنت, هل تمتلك مكتبة؟.. لا أقول مكتبة بآلاف الكتب، و إنما فقط مكتبة صغيرة بخمس أو عشرة كتب. حاول أن تجمع بعض الكتب و أن تكون لك مكتبة خاصة، هذا سيساعدك جدا في أن تحب الكتب، أن تحبها يعني أن أن تعرف قيمتها. ليس لصالحك أنت وفقط، بل لكل أفراد المنزل. خصوصا الأطفال، عندما يتربى طفل على رؤبة مكتبة في المنزل فإنه سيكبر على منظر الكتب حتى و إن لم يقرأها.. سيأتي يوم يفعل فيه ذلك.

و إن لم تكن أصلا تمتلك أي كتاب، فحاول أن تشتري كتابا، لن يضرك إذا اشتريت كتابا و رحت تقرأ منه بعض الصفحات. الكثيرون يريدون أن يقرأوا لكنهم يتوقون فقط عند التمنيات و لا يباشرون ذلك فعلا.. و الأمر لييس صعبا حقا. إذهب إلى أقرب مكتبة و اشتري أرخص كتاب و لكن كتاب تعرف أنه سيسهل عليك قراءته. إشتري رواية صغيرة مثلا و هناك الكثير منها. إشتري كتابا في التنمية البشرية أو غيرها من الكتب البسيطة المفيدة. و مع الوقت ستجد أنك قد جمعت بعض الكتب لتبدأ مكتبتك الشخصية.

ستكون لي مواضيع لاحقة حول الكتب، نصائح بسيطة و غير ذلك.

نشر الموضوع في قرأت لك

عن القراءة و الكتابة

لا أعلم لماذا حقا عندما كنا بالمدراس كانوا يعلموننا القراءة من غير الكتابة، و حتى بعد أن تعلمنا القراءة و أصبحنا نتقنها بقوا يعلموننا القراءة كذلك!! نعم ذلك صحيح.. بقينا نتعلم إلى آخر يوم في الثانوية النحو و الصرف و قواعد اللغة و التي كنا قد درسناها في سنوات سابقة بل و كنا نتعلم القراءة كذلك من خلال كتاب خاص كان يسمى “كتاب القراءة” و هو وإن اختلفت تسمياته في مختلف الاطوار الدراسية لكنه كان كتابا يحمل بين طياته مجموعة من المقالات أو الأدبيات التي كنا نقرأها و نعيد قراءتها كثيرا بطلب من الاستاذ. أنا لست أمانع هنا أن نتعلم شيئا ما، ففي الأخير كنا بالمدارس لنتعلم، ولكن التعليم الكلاسيكي هو ما كان ينغص علينا متعة التعليم الحقيقي و طبعا ذلك حتى بعد أن استحدثت وزارة التربية النظام الجديد !. ومما لم نتعلمه ولم ندرك باكرا أننا لم نفعل ذلك هو، تعلم الكتابة.

لم نتعلم في المدراس أن نكتب، و إن كنا نكتب الشيئ القليل من خلال التعابير الكتابية، لكن تلك التعابير نفسها لم تكن لتعبر عن معنى الكتابة الذي يحمل في طياته حالة خاصة تنتقل بالعقل من تلقي العلوم إلى مشاركتها و إنتاجها. الكتابة تلك الحالة التي يتحرر فيها العقل و يعبر عن عن نفسه، لامناص من تعبير العقل عن نفسه إلا من خلال الكتابة.. لكن المدرسة قتلت فينا ذلك التحرر، أنا لم أبدا الكتابة إلا حينما كنت في السابعة عشر أو الثامنة عشر من عمري وهو عمر جد متأخر لاكتشاف الرغبة في الكتابة و تطويرها. على الرغم من أن الكثير من التلاميذ (اكتشفتها في نفسي و في غيري) لديهم ميول للكتابة في سن متقدمة، لكن بسبب غياب الدافع تبقى تلك الرغبة أو الموهبة مدفونة و لا تكتشف إلا في حالات قليلة جدا.

في المدارس الغربية مثلا يعلمون الاطفال كتابة اليوميات، و اليوميات هي أحسن مثال عن معنى الكتابة. لأن اليوميات تعبر عن الحالات التي يعيشها الانسان سواء كان صغيرا أو كبيرا، تطرح أسئلة و تحليلات و تخرج المكبوتات الى النور. في مدارسنا لم يعلمونا كتابة المذكرات.. لم يحدث أبدا ذلك و لا أظنه سيحدث عن قريب.

عندما تدفن الموهبة في الصغر فلا سبيل الى اخراجها مرة اخرى الى النور.. ان تتعلم الكتابة و انت صغير هو افضل حل لتصبح كاتبا وانت كبير. ولا يعتمد تعلم الكتابة على ان يصبح المرء كاتبا و فقط بل يتجاوز الامر ذلك الى ادراك امور لا يمكن ادراكها الا من خلال الكتابة.

من جهة أخرى أعترف أن التدوين الاكتروني قد ساعدني جدا في تطوير موهبة الكتابة و كذلك الشبكات الاجتماعية و النت عموما.

لا تستأذن قبل أن تكتب، مقال جميل لعبد الله المهيري

وجبات سريعة..

كل امة تزداد ثقافة الا نحن, و الدليل على ذلك منع دور النشر المصرية مؤخرا من حضور سيلا 15. اتمنى فقط لو اعرف من صاحب هذا القرار ” المشرف !!!” بالتاكيد ليست اللجنة المنظمة ولا حتى حامية الثقافة السيدة الوزيرة عبقرية الثقافة الجزائرية خليدة التومي لان الامر اكبر من مهرجانات الشطيح و الرديح التي تقيمها. الامر بلا شك اتى من فوق الفوق حيث لا احد يستطيع ان يقول اه. ما جئنا ننتهي من قصة المصاروة حتى طلع لنا مشقفو البلد بقصة اخرى ثقافتنا في غنى عنها. الكل في تنابز و الخاسر الوحيد هو الثقافة..

من شاهد الاعلانات التي بثت على اليتيمة في شهر رمضان  يظن للوهلة الاولى ان الجزائر من كبرى البلدان المنتجة لمادة البن في العالم لكثرة الاعلانات التي تقدمها هذه التي ” بلا ابوين ” حول , قهوة نزيار, قهوة فاكتو, قهوة زيار , قهوة البقار… و الانكى ان بعض هذه الاعلانات قدمت منذ اربع او خمس سنوات ولا زالت هي هي تعاد…

شاهدت تقريرا لقناة فرانس 24 امس حول محاكمة 10 جزائريين بتهمة انتهاك حرمة رمضان بالافطار علنا في الشهر الفضيل. مع سماعي للخبر لم اتحمل ذلك كيف يعقل ان يفعل شخص ما ذلك الافطار علنا في رمضان ثم ظهر احدهم في حوار قال فيه ان ذلك من حريته الشخصية وبانه حر في فعل ما يريد.. الصراحة ان الشيب ظهر في شعري. بعد ان هدات تذكرت انني في احد ايام الصوم  شهدت احدهم ينتهك حرمة رمضان امامي باكله حبة تمر وشربة ماء. هل تعرفون شيئا لم يتحرك في اي شيئ. حتى انني لم اعلق ولم يهمني الامر , اليس ذلك غريبا!!!!

بدانا بالثقافة ونختمها بالثقافة. تدور في راسي فكرة ايجاد فكرة حول الكتاب في الجزائر!!!, لا اخفيكم اعتبر نفسي من المخلوقات الغريبة التي تجوب االمكان لاني احمل معي دوما كتاب اينما ارتحلت و لاني ان لم افعل شيئا فانا افتح كتاب واقرا, طبعا هذا ليس مجاملة لنفسي وانما قدح وذم في مجتمعنا.. ساعدوني في ايجاد فكرة نعيد بها للكتاب 0.1 بالمائة من شانه. ساقدم في تدوينة لاحقة بعض الافكار السريعة لذلك.

يوسف على الاذاعة الثقافية

عرفته باسم يوسف حساس عندما كان مواطنا في جمهورية حساستان. المدون و القاص الجزائري يوسف بعلوج نزل ضيفا على الكاتب و الروائي عبد الرزاق بوكبة في حصة الصريح على القناة الاذاعية الثقافية. موضوع الحلقة تناول الادب الاكتروني كادب جديد خاص بالجيل الجديد الذي اصبحت التقنية و الانترنت عالمه الخاص. الادب الالكتروني كما قال يوسف يعتمد على الافادة, التركيز و الاختصار وهو موجه للقارئ العجول الذي لايستطيع ان يبقى طويلا امام مقال ليقراه مثلما يقرا كتاب. السرعة حتمت ان يكون هناك ادب خاص مفروض على الاشخاص. مع تغير المفاهيم و ريتم الحياة اصبح من المفروض ان نسقط ذلك على كل نواحي الحياة و الادب هو مراة الحياة..

ما هو التدوين؟ سؤال مباشر وجهه عبد الرزاق بوكبة الى يوسف الذي ببساطة  اجاب ان التدوين هو نقل للتجارب  الشخصية على النت بصيغة مكتوبة او مسموعة او مرئية وذلك عن طريق منصات مخصصة لذلك سواء مواقع استظافة المدونات او الشبكات الاجتماعية  او المواقع المخصصة للفيديو و الصور.وبالتطرق الى موضوع التدوين في الجزائر تحدث يوسف على انه وللاسف محتشم ولا يرقى الى المستوى مقارنة بالتدوين في دول عربية اخرى. وهو كذلك حتى بين اولئك الذين يرفعون شعاره و الذين تنقصهم السيرورة في الكتابة.مشاكل عديدة يعاني منها المدون الجزائري. الكسل و الخمول في التدوين وعدم التجيدد في الكتابة.

يوسف حاول ان ينجر بل ما استطاع ان يتكلم عن التدوين كمفهوم عام و التدوين الجزائري بالخصوص . لكن موضوع الحلقة كان يجبره دوما ان لا يطير بعيدا… الادب الالكتروني اضافة الى ان الوقت خانه وخاننا فقط كنا نتمنى لو تكلم و تكلم حتى ينتهي الكلام من جوفه لبساطته في التعبير و ابتعاده عن الكلمات الرنانة و الفضفاضة كما وصفها و هي طبيعة الجيل الجديد في تناول المواضيع و طرح وجهات النظر. ولكن لا ضير في ذلك مادام ان يوسف اوصل رسالة مهمة الى الجمهور الجزائري.. التدوين موجود ومنه يوجد الابداع, يوسف واحد من اولئك الذين دونوا و ابدعوا.

لتحميل لقاء يوسف في الاذاعة الثقافية  اضغط هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مدونة يوسف

صفحة يوسف على الفايس بوك

صفحة الكاتب عبد الرزاق بوكبة على الفايس وك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر الصور