رائحة اللحم لم ترسم طريقا لأنفه الصغير منذ مدة طويلة،آخر مرة فعلت ذلك كانت قبل أشهر.. في تلك المرة بقت مجرد رائحة. القطعة التي وضعت في طبقه رفض بشدة أن تنزل إلى بطنه، كان يرى فرخ أمه الصغير الذي نحر السكين عنقه ينظر إليه بعينيه البريئتين.
لا يعرف لليوم علاقة الفرخ باللحم!، صحيح أنه كان يطارده كلما رآه يقترب من الحبوب التي تنثرها جدته قبالة الشمس لتجف، لكنه لم يكن يتمنى أن يراه و قد نزع عنه عنقه و سلخ جلده سلخا.. رآه في أحلامه وكان ينظر إليه نظرة عتاب، أراد أن يستسمحه على مطاردته، الجدة كانت تفعل ذلك أيضا، لكنه بطريقة أو بأخرى علم أن الأمر لم يكن متعلقا بالمطاردة..
كان كلما يسأل أمه تتحسر هي الأخرى، لكن تتحسر فقط لكونه كان آخر فرخ تم انتشاله من الخم.
لكن السؤال الذي كان يقصده دوما و لم تشفع اي اجابة في أن تجيب عليه، ماذا عن كونه أصبح لحما؟.