جاءتني فكرة كتابة هذه التدوينة بعد قراءتي لهذا الموضوع
زيادة على الكثير من المعلومات و الدروس كانت هناك الكثير من المهارات التي كان يجب أن أتعلمها في المدرسة لعدة أسباب من بينها مثلا أن المدرسة استظافتني في فترة جد حساسة من حياتي و هي فترة الطفولة، في ذلك العمر يكون العقل فارغا و مستعد للتعلم و اكتساب المهارات، و سبب آخر وهو أن المدرسة أخذت الكثير من وقتي، فقد قضيت ما بين الفترة الإبتدائية و الثانوية اثنا عشر سنة كاملة، وهي مدة يمكن أن يرتقي فيها الإنسان درجات من العلم و المعرفة لو توفرت له الأسباب.
اخترت هنا خمس من تلك المهارات التي تعلمت البعض منها في فترة متأخرة و كان من الأفضل لو تعلمتها في وقت مبكر حتى يسهل علي استخدامها في الحياة بشكل أوسع.
القراءة:
القراءة في أعلى القائمة و السبب معروف طبعا، القراءة مدخل للمعرفة، و عندما أقول القراءة لا أعني بها بتاتا القراءة الجافة التي كانت تفرض علينا في المدرسة، مثل قراءة النصوص الأدبية و قراءة الشعر و غير ذلك. بل القراءة كفعل ينمي لدينا حاسة الاكتشاف عن طريق مطالعة الكتب و قراءة المجلات و الصحف. الأسوأ أنه حتى كتب النصوص الأدبية لم تحبب لنا القراة و السبب ارتباطها الدائم بالدرس و النقط و الفروض ما جعلها هي الأخرى خالية من أي حس يمكن أن يربي فينا حب ما كنا نقرأه، على الرغم من أن الكثير من النصوص كانت نصوص لكبار الأدباء و المفكرين العرب و غير العرب، سواء في الأدب العربي أو الأدب الفرنسي.
الكتابة:
بعد القراءة تأتي الكتابة، قد تتساءلون لم الكتابة؟. بعد تخزين المعلومات التي نكتسبها من القراءة في العقل، سيقوم هذا الأخير آليا بتحليل تلك المعلومات و ربطها ببعضها البعض و طرح الأسئلة و خلق أفكار جديدة. و لأنه تمر على عقلنا جراء عمليته تلك آلاف الافكار كان لابد من تهذيبها و ترشيدها و تنظيمها. و بطبيعة الحال لا يكون ذلك سوى عن طريق الكتابة. في المدرسة الحصة الوحيدة التي كنا نمارس فيها فعل الكتابة كانت حصة التعبير الكتابي، و هي حصة مملة، جامدة، لأن المعلم كان يفرض علينا أن نكتب موضوعا من اختياره هو شرط أن لا يتجاوز ذلك الموضوع العشر أسطر!. و كل ما كان يفعله المعلم في تصحيح تلك المواضيع هو تصحيح الأخطاء الإملائية و لم يكن هناك ارشاد لممارسة الكتابة بشكل جيد، حتى أنه لم يكن هناك تشجيع على الكتابة من الأصل.
التنظيم:
تنظيم الكراريس لم يكن معناه أننا كنا نتعلم التنظيم في حياتنا، كنا نكتب بخط واضح و نرسم العناوين بلون مختلف و نضع تحتها أسطرا فقط لأننا كنا نخشى من المعلم، نخشى من أن يعتب علينا. غير ذلك و في المقابل كنا كلما تقدمنا سنة دخلت الفوضى حياتنا، يعني بدل ما نتقدم كنا نتأخر، و السؤال المطروح هو كيف ذلك؟ و الإجابة هي، المدرسة لا تركز على بناء الإنسان بقدر ما تركز على تطبيق ما في المناهج و لو على حساب التلميذ أو المتعلم و بهذا الشكل لم نكن لنستفيد أي شيء مما يقدم لنا. كنت أتمنى لو تعلمنا مهارات تنظيم الوقت، بالطبع كنا نسمع كثير مصطلح التنظيم و نقرأ عنه، لكن التنظيم كمهارة، كتطبيق، أهم شيء في الموضوع لم نتعلمه.
التحدث أمام الآخرين:
البعض يصاب بالتوتر و القلق حين يتحدث أمام جمهور من الناس، يتلعثم و يتعرق و البعض الآخر لا يفعل ذلك مطلقا. التحدث أمام الآخرين مشكلة تواجه الكثيرين و اجادة ذلك تكمن في تسيير و تسهيل هذه العملية و المدرسة هي أفضل مكان يمكن أن يحقق لنا ذلك، لكن للأسف الشديد لا أذكر على الإطلاق أن أحدا حاول أن يعلمنا هذه المهارة أو حنى يشير علينا بوجوب تعلمها. من الطرق التي من الممكن أن نتعلم من خلالها هذه المهارة، حصة في الأسبوع يقف فيها كل طالب أمام أصدقاءه و يعرض عليهم فكرة ما، موضوع للتقاش، أو حتى نكتة. كان ذلك ليقدم له دليل عملي في التحدث مع الجماهير بكل سلاسة و جذب انتباههم و التأثير عليهم.
الحوار:
في المدرسة كان الخطاب مبني على طرف واحد فقط وهو الأستاذ، هو من يقدم الدرس، يحلله، هو من يطرح الأسئلة ، و يقدم الإجابات كذلك… الحالة الوحيدة التي كان يتم فيها بناء حوار هي المتعلقة بالنقطة الأخيرة طرح الاسئلة و حتى من خلال عملية طرح الأسئلة و تلقي الإجابات لم يكن هناك حوار بالمعنى الحقيقي للكلمة. الحوار الذي معناه فتح نقاش حول مسألة معينة كموضوع في البيئة لم يكن موجودا، سلبية هذا الأمر لم تقتصر فقط على عدم تمكننا من تعلم مهارات الحوار مبكرا بل عادت علينا بالسلب من خلال عدم قدرتنا على طرح أرائنا، و مناقشتها. كانت لدينا آراءنا الخاصة بالطبع فيما يجري من حولنا ولكن كانت تبقى مجرد آراء لا أحد يسمعها لأن المعلم كان يمارس دور “الدكتاتور”.. ربما كانت مرات نادرة أو لم تلك التي سألنا فيها أحد مدرسينا عن رأينا في موضوع معين. لأن كل شيئ كان يأتي جاهزا و المعلم ما كان عليه سوى أن ينقل حرفيا ما يُقدم له و ما علينا سوى أن نحفظ ما يقدم لنا و ما حق المعلم علينا حسبه سوى ايصال المعلومة و فقط!.
و أنتم ما هي المهارات التي تمنيتم لو تعلمتموها في المدرسة؟
المقالة مختصرة و جميلة حقا ً
أما عن المهارات التي تمنيت لو تعلمتها بالمدرسة فهي :
1- النقد ( و ليس الانتقاد ) :
اتمنى لو تعلمنا أن نتناول الأمور بطريقة نقدية عقلانية , لا عاطفية كلما جاءنا خبر انسقنا وراء عواطفنا في تفسيره !
نحتاج لندرس الأمور , يمكن للمعلم أن يأتينا بقصة و يسألنا : ما رأيك بما فعله فلان , ثم نتناقش فيها
2- تقبّل الآخر :
و هو أمر مهمّ , تقبل الآخر بكل أشكاله : المختلف دينيا ً , المختلف عقليا ً و فكريا ً , …….
3- …. سأتركها لزيارة قادمة إن استطعت ^-*
اعجبني ما ذكرت من مهارات 🙂