الدّار

حيث قطرات المطر كانت تتتساقط بخجل على القرميد الأحمر الذي يشهد بعضه على على أحذية الفلاقة التي انمحى الطين الذي كانت تخلفه هناك و راءها و هي تنساب بحذر محاولة ألا تحدث ضجة.. وَقفْت، لم يكن وقوفي جامدا كمن يقف الطير على رأسه سوى محاولة تمعن في سر خفي يربطني بتلك الدّار.. هل كانت هي الروح التي أدركت وجودها هناك أول الأمر؟. يبقى أمرا لا يخضع لتفسير الطبيعة و إن كنت أحاول بجهد مضني إدراك معناه دوما.. الدار وحدها من تملك السر.

صعودا و نزولا ثم صعودا و نزولا ثم التواء حادٌ للطريق تنساب عليه حافلة النقل تتملكني تلك القشعريرة دوما من إلقاء التحية، رغم أنها ليست أول مرة لكنني ككل مرة أجدني عاجزا عن تقبل كونها كغيرها من المرات. إنه عنفوان اللقاء يعانقه عنفوان السر الكبير. منذ ما يزيد عن السنوات التي تشكلت ذكريات كثيرة برأسي لا زلت أحتفظ بتلك الصور الصلبة التي ما انمحت. تأتي من بعيد من اللامكان لتعبر عن وجودها دوما.. لتحرجني أو بالأحرى لتبقي السر قائما.

كانت أمي، أمي التي أُدركها في كل الصور جمالا وحنانا تُحبّبني إليها.. كل وقت يكون هو وقتها.. حيث تكتسي هالة من القداسة، لا أعرف أي لعبة كانت و أمي تلعبانها و ما إن كنت أنا المقصود بها، لكن التناسق البديع بينهما يجلعني أسلم الروح إليهما.. و لكأن أمي انحنت لتخاليها، يبقى هذا سر بيننا.. و من يدرك سر الإناث؟. هناك حيث بقيت معلقا، تميمة تبحث عن كاتبها لعلها تفك لغزا ما. هل في انسجامكما من جديد يعود السر يا أمي؟؟.

شاركنا رأيك

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s