رئيس أحد الأحزاب السياسية في الجزائرية لا يعترف بالويب و يقول مفتخرا (و لا أعرف حقا سبب الإفتخار) أن مناضلي حزبه يناضلون في الواقع… هذا تصريح لسياسي جزائري من الممكن أن يصبح رئيسا للجمهورية… طيب، أنا أطرح سؤال، هو إيش المعيار الذي يحدد به هذا السياسي إعترافه من عدمه بالويب؟. يعني ما كنت أتخيل أبدا أنو حقا هناك زايلة عبقري لهذا الحد يمارس السياسة. و الشيء الثاني إذا كان هذا السياسي يرى أن الويب مش هو الواقع، فما هو إذن.. هل الويب من المريخ يعني؟.
قال لي أحد الأساتذة المختصين في ميدان الإعلام أنه استفسر وزير البريد و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال السيد موسى بن حمادي عن الأنترنت و الجيل الثالث من الهواتف النقالة بالجزائر فأجابه الاخير: و الله انا خاطيني، هاذو صوالح نتاع دولة. هكذا قال لي الأستاذ بعظمة لسانه حين التقيته في أحد اللقاءات الخاصة بالإعلام الجديد. يعني بربكم فهموني، هو إذ لم يكن الوزير هو نفسه الدولة، فمن يكون؟ و من تكون الدولة؟ وإذا كان الوزير خاطيه كما يقول، فمن هو اللي مشي خاطيه؟.
هل شاهدتم فيلم “ليلة في المتحف أو Night at the Museum؟، هناك لقطة في الفيلم يكون فيها مجموعة من البشر البدائيين مجتمعين مع بعضهم البعض وفجأة تنتقل اليهم شرارة من النار فيلتفون حولها متعجبين منها، يحاولون اكتشافها فعندما تحرق أحدهم وهو يحاول لمسها يطيرون بفزع خائفين منها ثم سرعان ما يعودون إليها ينظرون إليها بتعجب محافظين على مسافة بينهم و بينها. هكذا هو الويب في الجزائر بالنسبة لدولتنا العزيزة التي تشبه ذلك الإنسان البدائي الذي يتطفل على النت فيخاف أن يصعقه وجوده فتراه يهرب منه!.
عندما يصل البعض من البشر في البعض من الدول “دول حقيقية” أن يتصلوا بالنت بسرعة 30 و 40 ميغابت، لازلنا نحن في إحدى الدول المجهرية الوجود في العالم الإفتراضي نتصل بسرعة 1 ميغابت في أحسن الظروف و الأحوال. و يعتبر القائمون على قطاع الإتصال لدينا أن هذا إنجازا..!!. هل يستحمروننا يعني أم ماذا؟.
المصيبة التي تجعل من خلايا جسدك تتفتق تفتقا مقززا هو أن الشركة المسؤولة عن قطاع الإنترنت، هي شركة عمومية، يعني هي ملك للدولة، يعني أن الدولة هي المتسببة في تعاسة النت في الجزائر، يعني من جهة أخرى أن هذه الدولة تستطيع لو هي أرادت أن ترتقي بهذا القطاع و تعطيه الإعتبار الذي يستحقه، فيعطيها هو بدوره مكانة ضمن دول القرن الحادي و العشرين الذي مازلنا نتأخر عنه بسنوات و هي الدولة الفتية التي تسعى أن تبني لها مكانا ما في الخارطة الدولية. هو يعني أليس الويب هو الذي إكتشف لنا الإكتشاف العظيم بأن طول الساحل الجزائري يتجاوز الألف و الخمسامائة كيلومتر و ليس الألف و المائتي كيلومتر كما كنا نعتقد لسنوات طوال.. يعني ممكن جدا يكشف لنا الويب أن حدود الجزائر يمكن أن تبلغ السنغال أو المحيط الأطلسي!!.
الحديث عن “اتصالات الجزائر” أو “انقطاعات الجزائر” في رواية أخرى حديث مستفز رغم أن هذا الموضوع كله مستفز و صاحبكم كتبه و هو حالة استفزازية قصوى. لكن ما عسانا نفعل سوى التضرع بالدعاء الى المولى لعله يأتينا بمسؤولين يقدرون قيمة العصر الرقمي بدل العيش في كهوف الماضي السحيق المقيت الذي أتوا منه.. و إلى حين يأتي أولئك المسؤولين لابأس من أن نتعذب قليلا في البقاء ساعات أمام الحاسوب لنشر مواضيع مثل هذه.
صاحبك هذا كتب هذا التعليق وهو في قمة الزعاف والقلق والغضب من إنقطاعات الجزائر
احسنت القول في مقالك يا قادة، فرغتلي زعافي، ….
يحق لك ان تزعف عبد الحفيظ، انت من اكثر الذين يحق لهم ذلك..
التنبيهات: عن الويب الجزائري و شيء من المزاح | خَرْبشة