مع احترامي لكل من يعمل بالتلفزيون الجزائري.. لكنكم تستغبون الشعب.
هذا الرأي تكوّن لدي منذ فتحت عيناي على شاشة اليتيمة قبل سنوات، و ازداد هذا الرأي رسوخا حينما مررت ببرنامج “صباح الخير يا جزائر” قبل أسبوعين.
أولا أريد أن أقول أني تفاجأت لمركز بث البرامج في التلفزيون, و أنا أدخل المركز “بعد عناء شاق في البحث عنه، إذ أنه ليس هناك أي لافتة تشير الى المركز” ظننت أني أدخل لورشة بناء !!. هذا ليس عيبا لو كان التلفزيون تلفزيون خاص مثلا، لكن أن يكون تلفزيون حكومي هو وجه لدولة بأكملها تحاول أن تجد لها مكانة في أنظار العالم فهذا يتجاوز العيب بكثير. هناك عرفت لماذا تظهر الصورة بشكل رديء و كأن التصوير هو من زمن الإشتراكية!.
ثانيا و أنا أحضر نفسي للمرور بالتلفزيون كنت أظنني سأتحدث عن التدوين, لأنهم استظافوني هناك على أساس أني مدون. لكني وجدت المشرف على المواضيع يطالبني بالحديث عن المخطوطات، و لكم أن تتخيلو ذلك “المخطوطات!!”, و ما علاقتي أنا بالمخطوطات!؟. حينما قلت له أن لا علاقة لي بالمخطوطات أجاب بلا اكتراث، ماعليش اهدر برك!.
حين دخلت الأستوديو و جه لي المذيع أسئلة حول المخطوطات، كيف نحول المخطوطات الى مدونات الكترونية؟ ( يا رباه ماهذا السؤال). لم أجدني سوى أسايره في الحديث مع استغراب جد كبير من هذا الذي لا يعرف حتى معنى التدوين الالكتروني؟؟.
لا يتعلق الامر فقط بالأسئلة التي لم تكن في محلها، بل بالذهنية التي تسيّر و التي تقول: ما عليش الجزائريين مايهمهش واش يسمعوا، المهم برك يسمعوا!. يعني هل من الصعوبة أن يقوم المذيع بإجراء بحث بسيط على النت ليتعرف على التدوين الإلكترني؟, هل من الصعوبة أن يوجه أسئلة تمس الموضوع كي يفهم المشاهد البسيط حول ماذا يدور هذا الموضوع؟.
اتصل بي العديد من الاصدقاء (الذين لا علاقة لهم بالتدوين) يسألونني عن ماذا كنت أتحدث في اللقاء.. أحس حقا عند إجابتهم بأنه تمت الإساءة للتدوين على المباشر.
ألا نستحق تلفزيونا أفضل، يقدر المواطن و يحترم عقله؟. لا يستغبيه بعقلية “كوّر و اعطي لّعور”. هل أصبح المشاهد الجزائري لهذه الدرجة، مخبول لا يهم المادة التي تقدم له سواءا كانت جيدة أم سيئة؟ أم نقول ، هل أصبح هكذا التلفزيون الجزائري، متقوقعا على نفسه. لا يدري بأن العالم تغير و أن الاعلام أصبح اليوم يقيم دولا و ينفيها.
أتساءل حقا، أين تذهب ميزانية التلفزيون؟. و أتساءل أكثر عن مهنة وزير الإعلام إن لم تكن الإهتمام بقطاع الإعلام في الجزائر.. هل هذا العمل صعب؟. ألا يشاهد وزير الإعلام قناة الجزيرة مثلا، قناة سكاي نيوز. أو حتى قنوات حكومية لجيراننا. إذا لم يكن الوزير يعي جيدا أن الإعلام اليوم أصبح هو السلاح الحقيقي، فلماذا هناك وزير للاعلام؟.
الجزائريون يستحقون الأفضل. نستحق تلفزيونا جميلا باستوديوهات جميلة و مذيعين جميلين و الأجمل نستحق إعلاما جميلا، يرتقي بالفرد الجزائري، يحترم فيه عقله، موروثه، تاريخه.
فيض من غيض يا قادة …. فيض من غيض …. لو بدأت الكلام لما استطعت عن التوقف، الأمر الجيد اني لم اشاهد اليتيمة منذ سنوات.
ربي يشدلنا في الأنترنت والبارابول
أنا لم أشاهد الحصة…
لكن بصراحة : تبا لك إن سايرتهم أيضا وأجبت عن أسئلتهم
وتبا لي أيضا لأنني كنت سأفعل نفس الشيء
تبا لنا ولقابليتنا للتعوار، القابلية للتعوار هي ما شجعهم على التكوار ذلك
تحياتي أخي
إذن تبا لي فقد فعلت ما كنت ستفعله أيضا. لقد تببت كل شيء.. تبا.