نلبس مآزرنا التي يميل لونها إلى الاصفرار من شدة الذبول.. نخّبز بأيدينا الملطخة ب”جّال” على مجموعة الشعيرات المقوسة إلى السماء, نضع محافظنا التي لا يثقلها سوى كراسة المحاولات على ظهورنا ونخرج كالريح قاصدين الثانوية. قبل نصف ساعة من الدراسة نتكأ على الحائط الذي شوهته عبارات من مثل احبك.. جوتام يا دينك. عمر+سوسو= love . رِجل واحدة على الأرض و الأخرى على الجدار.. ننتظر في ترقب مرور خولة.
بين صديقتيها التين تشبه إحداهن جوكر في فيلم باتمان وأخرى المشعوذة التي تمتطي المكنسة في دراكولا تطل خولة وهي تنتشي بنظرات العشرات من المعجبين الذي يصطفون في تناسق بديع مطلقين الغمزات والقبلات المكوكية التي تحط على خدها الذي يلمع كالبلور. تراهم يسقطون صرعى عندما تبدأ رائحتها الشهية في الانتشار. من البعيد نطلق خزرة في الهواء.. وتبسبيسة ( بسسستتت) لكن خولة لا تلتفت, تمارس غرورها الشهي، تظطهدنا بكبريائها الموحش.. تمر محرقة كياننا ومن دون أن تلتفت. تصبينا بالصرع و بالإغماء و بالسكر. عينيها الجميلتين تجعلان الشاب خالد يصدح بصوته من احد الهواتف ( عينيك كي عينيا وعينيك شابين)… حتى الأساتذة يدللونها.. تترنح بينهم كأنها عصفورة. في حصة الرياضة كل منا يكشف عن صدره الممتلئ و ظهرنا مقوس كحامل النشاب، لكن أستاذ الرياضة سرعان ما يخطفها منا، يجلسها مقعده ويريحها الى جنبه. يصيح فينا، آلي ديقاج.. جُوي لوبالون .. نلقى واحد يدور هنا ننننـــ….. !! ينهرنا و سرعان ما يعود إلى خولتنا ..التي لا تبالي بنا.