صديقي العزيز, قل لي بربك.. ماذا جنينا من التاريخ؟. نعم اقصد من تاريخنا العظيم لحد الآن؟. لا شيء. هل جنينا منه شيء نستفيد منه الآن. من يخالفني الرأي فليذكرلي في ماذا يفيدنا التاريخ الآن؟.
لاشيء.. يقبع التاريخ جامدا في ماضيه الجامد ونحن غارقون فيه بكل حماقة. نستشعر لذته. لذة بلا لذة. بلا شيء.
العرب ثرثارون كثيروا الكلام. بجهالهم و أعلامهم, فقيرهم وغنيهم, شريفهم و فاسدهم وللأسف فان الثرثرة لا تتعدى كونها فعلا خواء لا يجني منه المرء شيئا. نتكلم كثيرا و نحمل عقولنا الصغيرة تركة ضخمة تسمى التاريخ, من شدة ما أعيت ظهورنا انحنينا.. انحنينا لكل شيء.
انظر ماذا فعلنا في الماضي..كذا وكذا وكذا..!!!, هكذا علمونا في المدارس, هكذا يسمعونا في التلفزيون.. دائما التاريخ فينا هو الذي يفوز و هو الذي يفعل وهو الذي يحيا ونحن في غيبوبة عن العالم.. يا سلام كم نحن تافهون.
دوما ما نتحدث عن التاريخ, مقدس هو , في منزلة المنزه, تاريخنا البريء, تاريخنا الكبير.. تاريخنا لـ..
إن اكذب ما يقال… من بلا تاريخ بلا حاضر بلا مستقبل, كان الأصح أن يقال من بلا حاضر بلا تاريخ. هذه هي المعادلة الصحيحة. هاهو تاريخنا الموسوم بالتضحيات و البطولات يقف تمثالا صامتا أمام ضعفنا و هشاشتنا ومزبلتنا .. فبماذا أفادنا التاريخ؟.
للذين يزايدون في الحديث عن الماضي الكبير و و و. السنا بؤساء؟ تعساء؟ بلا أي شيء نحفظ به كرامتنا و شرفنا الذي يداس.. فأي أغبياء نحن لننتظر عودة صلاح الدين بحطين جديدة. لو حدثت معجزة وعاد لبصق في وجوهنا.
نتسكع في أسواق الكرخ أيام الرشيد, نسمع شعر المتنبي. ونبكي حضنا التعس.. الأندلس ضاعت من بين أيدينا. ياللتاريخ المسكين.. بل يا لنا من مساكين. لازلنا نعتبر عصرنا الذهبي أيام هارون الرشيد.. نحن بلا عصر, عصرنا اسود .. سخيفون نحن إلى درجة المطالبة بالعودة للتاريخ لنبحث عن مفتاح السعادة.. كلمة رجعيون حقا قليلة في حقنا.. الآخرون يحاول وان يسبقوا الزمن ونحن نعود للوراء..
من يخالفني الرأي فليحاججني و يفند رأيي برأي مستقيم لا سقيم.. فنحن نتاج صورة مزيفة عن حضارة قد فنيت منذ أزيد من 7 قرون..