1_205411_1_6

تساؤلات مثيرة يطرحها الشارع الجزائري يوميا  عن المصالحة والجنرالات والسلطة الفاسدة والسعيد بوتفليقة وغير ذلك . هذه التساؤلات مرتبطة اساسا بالوضع الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي للبلد , ما يعني ان هذه التساؤلات تبرز كمحاولة لتعديل الكفة المائلة لصالح الاسرار الخفية التي تدفنها السلطة حية.

اظن ان بعض ما جاء في قرار المصالحة الوطنية بند ينص على عدم البحث عما جرى خلال العشرية السوداء في الجزائر وهي الفترة الممتدة من العام 1992 الى غاية 2002 او 2005 , وعدم اتهام اي رجل امن بارتكاب اعمال اجرامية او محاسبة اي طرف قام بعمله اثناء هذه الفترة , والملقي نظرة على هذا البند الذي احسبه صحيحا يعرف ان السلطة الجزائرية وقرار المصالحة الوطنية الذي جاء به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يريد تغطية الشمس بالغربال اي دفن الحقيقة ومعها مصير الاف القتلى و الجرحى و المفقودين وعلى كل فان هذا القرار لا يدع مجالا للشك بان ( في الامر إن ) اي هناك اشارة واضحة الى تورط الجيش في عملية الازمة التي حصلت.

لماذا لايريدنا السيد بوتفليقة ان نبحث عن سبب الازمة وهذا هو شرط المصالحة ؟ كيف تكون هناك مصالحة معقودة على الغموض و الاسرار ؟ الا يحق للشعب الجزائري الذي تحمل نتيجة الحرب القتل و الذبح بابشع الطرق, النفي و الخطف و الفقدان و العطب و الاغتصاب و الهجر و الجنون و الانتحار ووو ؟  . كيف يعقل ان  تساوي المصالحة بكل ما تحمل من معنى منطقي وحسي وشعوري ان تساوي بين الضحية و الجلاد , بين من قتل ومن قتل؟ .

يريد ان يوهمنا البعض انه بعد ان انتهينا من الازمة كل شيء  بخير ولم نعد نحلم باي شيئ آخر , ولكن الشعب لازال لم يشعر باي شيء وكان الازمة لا زالت قائمة , لماذا؟ .

مات الكثير من الشباب في حوادث اكتوبر 1988 , الكثيرون اليوم لم يسمعوا بتلك الاحداث خصوصا الشباب الذين كانوا قبل تلك الفترة صغارا او لم يولدوا بعد على الرغم من ان تلك الاحداث شكلت منعطفا تاريخيا في الحالة السياسية و الاقتصادية للجزائر اذ انها السبب في تحول الجزائر من النهج الاشتراكي الى النهج الراسمالي و السبب في اقرار التعددية الحزبية و اطلاق الصحف و المنظمات الحقوقية و الجمعيات. في بلد غير الجزائر وليكن في الغرب مثلا فان حدثا مثل هذا سيوثق و سيكون عيدا للشباب ربما او غير ذلك , المهم انه سيخلد في ذاكرة الاجيال لانه بحق غير بلادا باكملها على نزف دماء الشباب. لكن في بلدنا لم يحدث اي شيئ من ذاك ويبقى هذا الحدث مجهولا عند الاكثرية فلماذا؟ هذا التساؤل ياخذ بنا الى الاجابة عن السؤال السابق و المتعلق بعدم احساس الشعب بالتغيير الحقيقي الذي حصل . طبعا احداث اكتوبر اتت وقتل فيها المئات , قتلتهم السلطة , هؤلاء الشباب خرجوا انتقاما من السلطة التي جردتهم من كل شيئ بعد ان كثر الفساد ولكن املهم لم يتحقق ولو عدنا اليهم وخيرناهم بين ان تسقط السلطة في تلك الايام او يتغير نهج الجزائر الاقتصادي و يمرر قانون التعددية لاختارو زوال السلطة , المهم ان السلطة بقت والسلطة التي قتلت المتظاهرين في شوارع الجزائر في شهر اكتوبر هي نفسها التي اعلنت الحرب الاهلية بداية 92 بانقلابها على الرئيس الشاذلي واخذها الانقاذيين ماخذ القوة وهي نفسها التي اتت بالمصالحة . وفي جوابنا على السؤال لماذا لايشعر الشعب بالتغيير الحقيقي , ذلك لانه لاوجود للتغيير , السلطة باقية منذ ان اخذنا استقلالنا عام 1962 الى اليوم هي نفسها بجنرالاتها ووزرائها و المتحكمين في خباياها وخفاياها. لا يحدث اي تغيير ابدا ياتي من شخص واحد . التغيير في المعنى السياسي خصوصا معناه على ما اظن الانقلاب الجذري من حالة الى حالة  اخرى مع وجود طرفين احدهما يسعى للمحافظة على الحالة و الاخر يسعى لتغييرها , وفي حالتنا هنا لدينا فقط طرف واحد الا وهو السلطة … مللت من الكتابة ساخلد للنوم.

شاركنا رأيك

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s