المواطن الجزائري البسيط يملك من امور دنياه بمشاكلها وتعقيداتها ما يمكن ان يفوق لو تفجر قنبلة نووية !! , اغلب المزلوطين مثلي انا يقتنون صباحا الجريدة الاشهر في الجزائر ( الخبر ) , هم لا يفعلون ذلك لانها تقدم مادة تغنيك عن مشاهدة قناة الجزيرة مثلا او لانها ترفع من فرصة اكمالك اليوم من دون ان تصرخ على عامل في الادارة , لا بل فقط لانه لا يوجد ما نقتنيه افضل و احسن .
ركبني الحنق هذا الصباح وانا اقرا العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى ( ”الخبر” تتقفى آثار بائعات الهوى الجزائريات في بلاد الشام) , من اول الامر اغتضت لهذا العنوان الذي كاد يجعل مني ان امزق الجريدة بيد اني تريثت محاولا قراءة الروبورتاج او التقرير الذي اعدته هذه الخبر , طبعا فتيات بائعات هوى في ليالي دمشق الصيفية و كباريهاتها و كازينوهاتها وفنادقها ومجاس الطرب , جزائريات يبعن اجسادهن مقابل ثمن رخيص يكفيهن عشاء ليلة واحدة . القيء لم يصبني لكن كان من الممكن ان تصيبني ازمة قلبية و لانني اعرف حال اعلامنا ولانني في مقتبل الشباب لم يحدث ذلك , لا اعرف من هذا التافه الذي يفكر بمنطق السخافة و الذي يعد تقريرا كهذا ليس عن العلاقات الجزائرية السورية في مجال التعاون النووي لربما , او عن الادمغة الجزائرية ي سوريا او عن …. . ما وجد صاحب التقرير الا موضوعا اشد ما يكون تفاهة و اغرب من ان يوضع في الصفحة الاولى على جريدة وطنية , الم يكفي الخبر قصص بائعات الهوى في قصور اصحاب القرار في البلد , الم يكفها قصص بائعات الهوى في كباريهات العاصمة ورياض الفتح ووهران وكل قطر من بلادنا المفجوعة بهؤلاء حتى تذهب واين ؟ الى بلاد الشام لتعد تقريرا اشك في نزاهته واشك في عقلية صاحبه.
هذا ما تغدقنا به الجرائد الجزائرية يوميا , اخبار لاشان لنا بها ولا تهمنا لا من قريب و لا من بعيد , كان الاحرى بالخبر ان تحترم هذا الشعب الذي مل من دنس السلطة حتى يبتلى بدنس الصحافة … وما الصحافة الا دنس من نجس السلطة . غيبوا عنا اخبار حالة الازمة السياسية في البلد والى ما ستؤول اليه الاوضاع , غيبوا عنا العلاقة الحاصلة بين الجزائر وفرنسا اثر الاحداث الاخيرة بين البلدين وابرزها اتهام جنرال فرنسي للجيش بقتل رهبان تيبحرين ابان الازمة … و الكثير الكثير , وشغلونا ببائعات الهوى في بلاد الشام . بربكم كيف لا تصنف صحافتنا على انها الاسوا عالميا وبلادنا على انها الافقر حداثة في مجال الاعلام وشعبنا على انه الاكثر تخلفا فكريا.
بائعات الهوى المغربيات على رأس الصادرات المغربية..لا تستغرب الفقر يصنع المعجزات و يجعل أعتى شعب ذليلا يقبل الأرجل..و يبيع جسده..على الأقل فأنتم في الشام فقط..بينما جلسنا في المرتبة الأولى في جل المواقع الاباحية..
كن بخير
السلام عليكم
جرائدنا تمثل قمة التخلف والبعد عن الصحافة الحقيقية، لا أخبار موثوقة لا مصداقية، لا تحليلات جادة، no investigative reporting، no editorials، والأسوء من ذلك الجميع يتحدث عن المشاكل كأننا لا نسمع ولا نرى، ولكن لا أحد يتحدث عن الحلول عن البناء ….
جرائد تجعلك مريضاً وغير قادر على التفكير. لاشيء أفضل من الإبتعاد عنها لذلك أنصحك بأن لا تقرأها.
الجرائد التي تحاول أن ترقى وتقدم محتوى له قيمة، للأسف تكتب بالفرنسية، حاولت أن أطالعها لكني لم أعد أطيق هذه اللغة. فتكرتها أيضا.
أعتقد أن جرائدنا بحاجة إلى جيل جديد من الصحافيين، (خاصة التي تكتب بالعربية) صحافيون يدركون أهمية الصحافة في المجتمع ومدى تأثيرها في عملية صنع القرار. صحافيون يمارسنون مهنتهم بجدية وبحرفية، بدل التهريج الذي يحدث الآن.
إلى ذلك الحين أفضل قراءة النيويورك تايمز والواشنطن بوست.
نوفل : صحيح اخي نوفل الفقر يصنع المعجزات , على كل هذه هي حال الامة الاسلامية حينما تبيح دولها الجنس وتشغل به المواطن الفقير … مشكور على المرور.
ابراهيم : معك في القول ان صحافتنا بحاجة ماسة الى جيل جديد من الصحفيين , جيل لا يرث عن الصحافة القديمة الانهزامية و التخلف والقوقعة , جيل يعرف اهمية عمله وما يقوم به في المجتمع … مشكور اخي .