ثقافة هز البطون

يطل علينا قطاع السيدة تومي دائما بما يندى له الجبين, بعد أن صارت الثقافة عند من هم على شاكلتها لغة جسد و خزعبلات شعوذة و أشياء أخرى تسمى عادات وتقاليد و العادات والتقاليد منها براء .فأناس قطاع الثقافة في بلدي يعوزهم المعنى الحقيقي للثقافة ذلك المعنى الراسخ في كل شبر من الوطن وفي كل قطرة دم من دماء أبنائه , وكما قال مفكر العصر مالك بن نبي ” ذلك أن ما أعاد بناء المانيا بعد سنة 1945 ليس العالم و لا التقني …إن من أعاد بناء المانيا هو الروح الألمانية ,روح الراعي و الفلاح و العامل والحمال و الموظف و الصيدلي و الطبيب و الفنان و الأستاذ”.
ولعل من الغرابة أن السيدة الأولى المشرفة على الثقافة على علم بهذا ولكن أمور أخرى في غير صالحها وصالح من يسعون أن لا تطبع الثقافة الجزائرية أبناء البلد هو ما يولد ثقافة ركيكة يطبعها القصد الواضح في التشويه و التجريح , فمن المهرجانات الفنية التي لا نفع منها و لا ثقافة منها والتي يصرف عليها الملايير تبذيرا وإسرافا في أموال الشعب التي كان من الواجب صرفها في إخراجه من القوقعة التي يعيش فيها وإخراجه من واقع الجهل و الانحراف الأخلاقي و التناطح القبلي إلى الانفتاح على العالم العربي و القضايا الإنسانية و دعمه بالنهوض بأفكار إصلاحية لا إغراقه في الانحراف و التطرف و اللهو و اللعب الذي لا رجاء منه سوى القضاء على شخصيته . إضافة إلى المنتديات و المحاضرات التي تعقد و التي يغلب عليها الملل و البعد الحواري بسبب ابتعادها عن المجتمع وتسييسها إلى عملية إشباع الثقافة بالبعد التقوقعي و الانزواء من خلال عملية نشر الكتاب و المسرح و المعارض …الخ, هذا وكل مثقف يساير المشروع الهدام بنوع من الاحترازية والخمول جاعلا مبدأه العمل على عدم الدخول في صراعات مع أي طرف يصنع العملية الثقافية في البلد خائنا بذلك السمة الحق التي تطبع المثقف و التي تجعل منه مواكبا للحدث مدافعا عن التنوع و الانفتاح على كل المجالات و مناقشة القضايا العالمية ومناصرة العادلة بكل حرية وتحرر و الانفتاح على المجالات الأخرى السياسية منها و الاقتصادية و الاجتماعية .