اتى فصل الصيف مسرعا رغم ان الجو مازال باردا , في هذا الفصل من كل سنة تكثر الزغاريد والعويل و اجهزة الديسك جوكي لترسم لنا عالما مليئا بالفرح تتداخل فيه الاشواق و السعادة و الحلم و الدين … انه فصل الزواج .
لازال الناس يتزوجون , ينجبون فيتزوج ابناؤهم وينجبون وهكذا دواليك , ولا زال الذين كبحت جماحهم الوحدة الصعبة بعد ان بلغوا الثلاثين و الاربعين يريدون الزواج , فالكل يبني عالمه الخاص قبل الزواج وعلى الرغم من ان خيال الكثيرين في بلدنا قد قد شاب من التخيل الا انه يبدع حينما يتعلق الامر بشريكة العمر .
لكن الامر اختلف بين الماضي و الحاضر , اذكر وانا بعد صغير في القرية ان الزيجات كانت تتم بين ليلة وضحاها وموكب العرس كان يكفي فيه حضور بغل توضع عليه العروس لادخالها بيت الزوجية , اما اليوم صار الزواج هو التحدي الذي يخوض مغامرته كثير من الرجال بينما يعزف عنه الكثير الاخر , فاذا اردت ان تتزوج فانه عليك ان تجد امراة صالحة وهذا الامر بمثابة البحث عن ابرة في كومة قش , واذا قدر لك وان وجدتها فانه عليك ان ترضي غرور اهلها اي انه يشترط اما ان تاتي بمصباح علاء الدين كي تحقق مطالبها او انك امضيت عمرك كله في جني المال من اجل الزواج مع استدانة ما يمكن ان يستدان … فاذا اتممت الامر فانه يبقى عليك يوم الزفاف , ذلك اليوم المشؤوم عند الكثير من ارباب العائلات لانه في حقيقة الامر يكلف اكثر مما تكلفه العروس نفسها … فمن المدعوين من اهل العروس ويالهم من كثيرين , الى المدعوين من اهل العريس بالاضافة الى الجيران و الاصدقاء و الشعيبيين , الى تجهيزات الزفاف من ديسك جوكي و موكب العرس , ذلك الموكب الذي يشترط ان توجد فيه انواع منوعة من السيارات الفاخرة آخر موديل …. و و و و , وبعد كل ذلك ماذا ؟ انها قصة اخرى بعد الزفاف , يتحول الامر من قضية استمتاع بالحياة الزوجية الى قضية تحد جديد في الحصول على لقمة الخبز .
لا شك ان الامر يعدو ان يكون نصف الدين في هذا الزمان بعدما حتم علينا الساسة ان نستدين من اجل الزواج … انه نصف الدَين .
خَرْبشة 
مدونة رائعة
سعيدة أنا أن ساقتني يداي إليها!!
شكراً لك
مشكورة الاخت امنة على الاطلالة ولنا الشرف ان المدورنة اعجبت شاعرة رقيقة الحس مرهفة المشاعر ..