عرف يوم امس 12/02/2009 اعلان الرجل الاول في الدولة السيد عبد العزيز بوتفليقة ترشحه الفعلي لنيل العهدة الثالثة التي عرف بذكاء كيف يؤسس لاقتناصها وخصوصا بعد الفتور الكبير الموجود في قائمة المترشحين .
هي خطوة اولى اذن اتخذها السيد بوتفليقة من اجل تأسيس مملكته القادمة الموضوعة تحت اسم الجمهورية الجزائرية , ولإن كان تبريره للفعل الذي يسلب الجزائر كرامتها و حريتها بقوله انما اريد ان اكمل مشروع مصالحة الجزائريين مع انفسهم ووطنهم , فان الوضع يختلف تماما في الواقع فان الجزائريين الذين يحاول ان يجعلهم متصالحين يجعل منهم اذلة و مقيدين ومنقادين لسياسة قد لا تتغير ابدا , هكذا اذا اوجد الرئيس فراغا سياسيا رهيبا كي يمرر خطته الذكية , فراغ سياسي من احدى اموره الغياب التام لمنافس حقيقي يدخل لعبة الرئاسيات ومؤثرا ولو بشكل قليل في نفسية التحالف الذي باع نفسه للسلطان , ومؤثرا في الجماهير التي خلفها الزيف السياسي جثة هامدة لا ينتظر منها الكثير .
خطوة اولى مميزة في عهد الجزائر , الجزائر التي طالما افتخرت بسياستها اللادكتاتورية ولطالما افتخرت بشعبها الراديكالي الذي يرفض اي مساومة على حريته , لكن ما رأيناه البارحه ليؤكد بعين اليقين ان زمن الحرية قد ولى وزمن الافتخار ذهب ادراج الرياح .
فهل سنشهد عما قريب مبايعة ولي من عائلة الملك القادم كما نشهدها في بقية الدول العربية وهل نستطيع ان نقول ان الجزائر فنيت من الرجال ؟ . . . . . اترك لكم الجواب .