استغرب من اولئك الذين يسعون لرد اللغة العربية الى مكانها الصحيح الذي لم تكنه يوما في الجزائر , واستغرب من طرقهم في تحقيق هذا الحلم في بلد فرنكفوني اقل ما يقال عنه انه يقدس اللغة الفرنسية , ولعل المطلب بات بعيدا جدا عن تلك الخطوات التي خطاها من قبل زعماء في هذا الميدان و ابرزهم بلا ريب المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم الذي وضع كل جهوده لتحقيق هذا الحلم , و لكن تسارع الايام و تبادل المناصب جعل من حلمه لا يتخطى نصف الطريق لتبدا رحلة اخرى ليست كما بدات بمحاولة ارجاع العربية لاصلها و انما العكس وهو الضرر بالعربية الى درجة علق احدهم وهو من الشخصيات المعروفة في هذا الميدان ( رايت بعض الاطفال يكتبون العربية من اليسار الى اليمن ) .
اضف الى ذلك ان كل الجهود التي تبذل لا تكاد تذكر امام تسارع اللغة الفرنسية و اعتمادها في المناهج الدراسية بكثرة و فوق الحد اللازم لذلك مع عدم نسيان التسارع القوي للقوى الفرنكفونية التي تمثل طبقة عائقة لوضع هذا الهدف على مسار التحقيق , وانني لأستغرب حقا كيف يريد البعض ان يسيروا فيه مع تناسيهم و اهمالهم ضرورة الانطلاق من الشارع و المجتمع وصولا الى سن قوانين تحمي اللغة العربية من تأوهات المتأوهين و ترفع عنها بلاء الفرنكوفونيين وليس العكس وهو ان ننطلق من وضع برامج تزيد الامر سوءا كأن نتخذ من الدراسات في مجال الطب او الصيدلة باللغة العربية و نحن لم نوجد البذرة التي يمكن لها ان تؤسس لمشروعنا هذا .
و اني لاستغرب من الذين يسعون الى اقامة التعريب ومعظم وزرائنا و نوابنا يستعصي عليهم ان يتكلموا العربية , حتى اني اعرف برلمانيا لم يبلغ في تعليمه السنة السادسة من التعليم الابتدائي فهل هذا هو المجتمع الذي نريد له ان يتكلم العربية و نوابه لا يهجؤون اسماءهم …
اذا كان الامر مهما و هو حقا كذلك فانه لابد من الانطلاق من قاعدة اساسية لتبيقه و القاعدة الاساسية هنا لا تمثل سوى الشعب , لانه اذا ارادنا ان نفعل شيئ بعيدا عن الشعب فاننا سنصاب بالعطش من حرارة الفشل .
على الأقل نئارع لفرض لغة القرآن كما يصارعون لفرض لغة أمهم فرنسا..
الحقيقة أن العربية خطت خطوات كبيرة، خصوصا مع العروبي الفحل بومدين.. ولا تزال تخطو .. ولا يمكن نكران ذلك
هناك من هم في الإدارات من يتكلمون العربية جيدا، وهناك الإدارة التي تفرض عليهم أن يتفرنسوا..
إذن أين العروبيين، ألا تريد أن نفرض لغتنا